تقارير وحوارات

لم يتبقى إلا سرقة ثروات الجنوب.. هل استُنفذت جميع الحلول للأزمة اليمنية؟ 

كريترنيوز/ تقرير

دخل التحالف العربي وبدعم أممي في حرب اليمن ، وكان الهدف المعلن منها هو إسقاط سلطة الحوثي وعفاش وإعادة الشرعية اليمنية إلى صنعاء. وكان الجنوبيون يقاتلون في صف التحالف العربي واستشهد وجرح منهم الكثير. ولكن مع الوقت تغيرت قواعد اللعبة ، فأصبح المتمرد الحوثي طرفا شرعيا وتم استبعاد الشريك الجنوبي وتحويله إلى عدو. فيما استقر المقام بالشرعية اليمنية في عدن والجنوب، عاثت فسادا بحسب مراقبين انشغلت بتفكيك الجنوب والسيطرة عليه ، وعلى ثرواته أكثر من انشغالها بتحرير ديارها من قبضة جماعة الحوثي في صنعاء. والأمر والأدهى من ذلك هو تقديمها تنازلات للحوثيين على حساب الجنوبيين وسعيها الدؤوب لإزاحة المجلس الانتقالي الجنوبي عن المشهد. ومؤخرا سربت معلومات حول اتفاق تسوية يتم بموجبه التنازل عن 50% من نفط حضرموت لصالح الحوثي وترحيل القضية الجنوبية إلى مابعد التسوية الحالية إلى حوارات ومناقشات سياسية أخرى حول شكل الدولة.

 

 

 

إلى ذلك قال الكاتب الجنوبي الاستاذ خالد سلمان في منشور خطه على صفحته بمنصة إكس أخذنا بعضاً من فقراته؛ ‏لقد أستوعب الأشقاء الدرس جيداً من أن الولايات المتحدة موجودة اليوم هنا ولكنها لن تكون موجودة غداً، وأن الحوثي موجود هنا اليوم ولن يغادر في الغد. حسب خبير أمريكي.

 

 

 

وقال سلمان :

 

هناك خارطة جديدة تتشكل في اليمن : الحوثي حاكماً والشرعية شريكا بما هو دون الثلث المعطل بكثير أي بحضور غير فاعل و(الجنوب) خارج بنود التسوية والتقاسم، وربما إن لم يوفق أوضاعه حسب المعروض عليه يُكسر عسكرياً. من (الاقتصاد) حيث موارد النفط تخضع لمحاصصة الثلثين للحوثي مقابل الثلث، وتوريد الحصة الحوثية لبنك صنعاء مع إبقاء جباياتها خارج الالتزام بدفع الرواتب،

 

إلى (السياسي) حيث السيادة شبه الكاملة للحوثي وحيث (شكل الدولة) يقرره القوي عسكرياً في حلبة المنازلة الداخلية.

 

وختم سلمان تغريدته قائلاً:

 

الجوار أستوعبت درس التعايش القهري مع سلطة وسوءات الجغرافيا، في ما كل ماسواها لم يتعلم إن من (يبيع قراره مقابل الثراء الشخصي)، يخرج من المعادلة ويصمت إلى الأبد.

 

هل هو حل؟ هي صفقة تؤسس لحرب حدود معركتها جنوباً.

 

 

 

وأشار في منشور آخر إلى أن الانتقالي استفاق من الرهان على الجوار قائلاً : ‏لغة نارية يفوح من بين حروفها البارود تبرز الآن في خطاب إعلام الانتقالي ، وكأن هناك من استفاق من صدمة الرهان على الجوار في تضمين حقوق الجنوب في ديباجة التسوية ومشاورات القنوات الخلفية. هناك خطاب من أستشعر بالخطر بعد غفلة الاتكاء غير اليقظ على السياسة المتسامحة وإدراك أن لاشيء للجنوب على طاولة توزيع مغانم التقاسم ، ولا حتى بحقوق الحد الأدنى ومابقي من فتات المحاصصة.

 

الجنوب حسب مارشح من حوارات الصفقة ذاهب نحو تصفية قضيته وإخراجها كلياً من محاضر المداولات الإقليمية بعد أن راهنت الطبقة السياسية الجنوبية على اختطاط طريق اعتقدت بأنه سيقودها إلى أبواب مفتوحة على حل عادل ، فإذا بكل الأبواب موصدة وأن الجنوب بثرواته مجرد هدايا لاحتواء اندفاعة الحوثي من تصعيد يطال الداخل وماوراء الحدود، ولاشيء يشتري صمته سوى نفط وغاز الجنوب وكعكة حكم يبتلعها بلا شركاء مفترضين.

 

 

 

العدالة الدولية غائبة :

 

 

 

الاستاذ فيصل النجار قال لسمانيوز : الحقيقة أن العدالة الدولية غائبة ومنذ زمن واليوم الأدوات الإقليميّة ممثلة بالتحالف تلعب دور الوسيط بالأزمة برعاية ودعم دولي ابتداء بالخطوات الإنسانيّة كما أعلنوا احترام حقوق الأسرى وفتح الطرقات والمطارات وهم على علم ودراية بمعاناة الشعبين وما وصلا إليه من مجاعة وبؤس ومرض.

 

وتابع الأستاذ فيصل قائلاً: لايريد العالم أن يتعامل مع قضيتنا السياسية لاستعادة دولتنا التي كانت ذات يوم عضوا بالمحافل الدولية، أو جعلها بالتساوي مع قضايا سياسية بالمنطقة واعترفوا بخيارهم السياسي وإرادة شعوبها ولنا في جنوب السودان مثال حي.

 

وأقولها بكل ثقة أن شعب الجنوب لن يترك حقه بالدفاع عن قضيته العادلة.

 

وأضاف الاستاذ فيصل :

 

مايدور اليوم بنظر الشعب الجنوبي ليس بالحلول النه‍ائية بل نسميها توافقات على الجانب الإنساني كتبادل الأسرى ، ودفع المرتبات وفتح المطارات أمام المرضى والتجار المسافرين، أما الاتفاق السياسي النهائي لأزمة اليمن لم يحن وقته حتى تتفق كل الأطراف الإقليميّة على مضمونها ونصيبها من الكعكة، ومن الصعب التكهن أن يسلم الحوثي سلاحه وقراره ويصبح مجرد حزب سياسي كبقبة الأحزاب، ومستحيل يتنازل عن السلطة ومشروع الولاية وبيده أن يحققها بالرضاء أو بالصميل فما الذي يجبره على التراجع وهو الأقوى والمتقدم على الشرعية الهاربة وعلى من يدعمها ورأينا رسائل ته‍ديده للجوار في حال نفذت الشرعية إجراءات بنك عدن المركزي الأخيرة كمثال حي. تسع سنوات والحرب تدور وتطحن اليمن والجنوب فه‍ذه الأعمال الممنه‍جة ضد الجنوب لايمكن القبول بها بعد صبرنا عليها بتجاوز حل القضية الجنوبية، ولانقبل أن يكون الجنوب مسرح حرب بالوكالة ولا حلول عادلة لأزمة اليمن إلا بعد الاعتراف بقضية الجنوب ، ووضع ملفها على ميزان العدالة الدولية بكل إنسانية مقابل الإنسانيّة التي تتدفق نحو صنعاء من الإقليم والمجتمع الدولي دون غيرها.

 

وختم الاستاذ فيصل قائلاً :

 

هناك تسريبات شيطانية تتحدث عن منح صنعاء 80٪ من الثروة تحت بند الإنسانيّة، بربكم ه‍ل تسمى تلك حلول فماذا تركوا ليأكله شعب الجنوب بعدها.

 

العدل أساس الحكم ياعالم، فأعدلوا مع الجميع ولا غالب إلا الله.

 

 

 

أنظار اليمنيين على ثروات الجنوب منذ توقيع الوحدة وماقبلها :

 

 

 

وتحدث لسمانيوز الأستاذ حيدرة عبدالله قائلاً : منذ توقيع الوحدة المشؤومة وماقبلها وأنظار الأشقاء اليمنيين منصبة على ثروات الجنوب البرية والبحرية وخاضوا ولايزالون يخوضون حروبا ضد الجنوب لأجل الاستحواذ على ثرواته، طالما أنهم تربوا وترعرعوا على السرقة والسحت كانوا قبل الوحدة اليمنية مجرد عالة متطفلين على الأشقاء في المملكة العربية السعودية التي كانت تتكفل بهم. وعقب الوحدة وجدوا ضالتهم في الجنوب ، ولن تتوقف أطماعهم عند الاستيلاء على الثروة بل تتعداها صوب الأرض والسلطة طالما أنهم ينظرون للجنوب على أنها أرض يمنية وأن من عليها مجرد هنود وصومال.

 

وأضاف الأستاذ حيدرة قائلاً: لكن هيهات أن تتحقق مطامعهم مهما بلغت الضغوط والتحديات لابد مايعود الحق إلى أهله سلما أو حربا، سيما أن الحاصل في الوقت الراهن مجرد تفاهمات إنسانية مؤقتة تليها تفاهمات سياسية تناقش خلالها جميع القضايا بما فيها قضية شعب الجنوب، وفي نهاية المطاف سيرفع الإقليم يده عن البلد وعند إذ لكل حادث حديث. وختم قائلاً : في كل الأحوال يبقى التعويل والرهان على الداخل على شعب الجنوب ومدى تمسكه والتفافه حول قضيته العادلة وحول ممثله الشرعي المجلس الانتقالي الجنوبي.

 

 

 

الحركة الحوثية محمية أمميا :

 

 

 

وكان الأستاذ عوض محمد صائل مسك ختام تقرير سمانيوز المختصر حيث تحدث إلينا قائلاً :

 

الحركة الحوثية في اليمن وجدت لتبقى والزج بالسعودية في حرب خاسرة ضد حركة انقلابية محمية دولياً كان أيضاً يستهدف السعودية نفسها ، ولذلك كان الفشل العسكري والسياسي هو تحصيل حاصل للموقف الأمريكي والبريطاني وبالتالي الأممي في اليمن الحامي للحركة الحوثية. ويأتي اعتماد السعودية على أحزاب يمنية كالإخوان والشرعية اليمنية ممن سعت لاستنزاف السعودية.

 

وكان للأحداث المتسارعة في الشرق الأوسط وحرب البحار دافعا آخر لمحاولة المملكة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وتغيير البوصلة. والخروج من مستنقع اليمن حفاظا على أمنها. مع أن الحل الأمثل أمام السعودية هو دعم استقلال الجنوب.

 

 

 

وأرى أن تسليم الحوثي ثروات الجنوب خطأ تاريخيا يؤسس لزعزعة الاستقرار في المنطقة.

 

وتابع الأستاذ صائل قائلاً :

 

كلنا يعلم أن العدالة والديمقراطية وحقوق الإنسان هي شعارات تستخدم لمصلحة الكبار وينتهي معناها عندما تتعارض مع مصالحهم وبالتالي يجب التركيز على هذا العامل من قبل القيادة الجنوبية، والحفاظ على الوحدة الوطنية الجنوبية والحفاظ على القوات الجنوبية والمقاومة الشعبية.

 

وختم صائل قائلاً : النسبة لرهان الجنوبيين هو على الشعب مادام الانتقالي الجنوبي محافظا على قاعدته وعلى حاضنته الشعبية سيظل هو الرابح وسينتصر لقضية شعب الجنوب عاجلاً أو آجلا.

زر الذهاب إلى الأعلى