مقالات وآراء

في الذكرى ال” 53 ” لتأسيس الجيش الجنوبي

كتب: اللواء الركن صالح أحمد حسين البكري
وكيل أول محافظة لحج

منذ تأسيس الجيش الجنوبي  في الأول من سبتمبر عام (1971) عقب استقلال دولة الجنوب من الاحتلال البريطاني في نوفمبر عام1967 قدم الجيش الوطني الجنوبي  تضحيات كبيرة وجسيمة للدفاع عن الجنوب وحماية مكتسباته الوطنية

 ومصالح شعبه الوطنية العليا مجسدا الروح الوطنية والولاء الوطني وعمل على تحقيق الاستقرار والسلام الداخلي وتعزيز الأمن والسلم  الدوليين ومثّل منذ تكوينه رمزا للوطنية والسيادة الوطنية ، وأصبح الجيش الجنوبي مؤسسة قتالية ذات عقيدة وطنية تقودها كوادر عسكرية مدربة ومؤهلة تأهيلا عالياً وقادرة على التصدي وبقوة ضد المنظومات المعادية والمضادة لشعبنا الجنوبي العظيم الحر .

إن التحديات التي واجهها الجيش الجنوبي والمراهنات الكثيرة المتعددة التي وقف أمامها بقوة لا تستكين وتصدى لها بكل بسالة ، اكسبته إيماناً قويا وعزيمة فولاذية ، واستطاع الخروج منتصراً نصرا مؤزرا ، وجعلته يبني مؤسسة العسكرية ويطور قدراتها العسكرية لتكون قادرة على مواجهة الأعداء .

إن القوات المسلحة الجنوبية كانت لها اسهامات عديدة وعظيمة على المستويين الداخلي والخارجي ، حيث شاركت ضمن حلف دول التصدي والصمود في كل من لبنان وغيرها بقيادة الشهيد المناضل سالم قطن رحمة الله عليه .

إن الجيش الجنوبي غني عن التعريف ، ولقد كانت له صولات وجولات على مستوى الدول العربية والإقليمية ، وكانت قواتنا المسلحة الجنوبية قيادات وضباط وصف ضباط وجنود تتحلى بالصفات النبيلة والحميدة والقيم والمبادئ والثوابت ، حيث تعرض الجيش الجنوبي منذ الأيام الأولى لما سمي ( بالوحدة اليمنية) المشؤومة وحدة الضم والإلحاق وطمس الهوية الجنوبية للاستهداف المتعمد والمؤامرات الخبيث، وكانت قيادات و كوادر الجيش الجنوبي قد تعرضت هي الأخرى لكثير من أعمال  الاغتيالات والتصفيات الممنهجة قبل أن يتعرض كل منتسبي الجيش الحنوبي للتسريح والإقصاء والتهميش من قبل نظام الجمهورية العربية اليمنية (صنعاء  ) ، وذلك بعد اجتياح الجنوب في السابع من يوليو المظلم .

وعلينا جميعا ان نتذكر جيداً و بكل فخر وعتزاز وإجلال التضحيات الجسيمة التي قدمها ويقدمها جيشنا الجنوبي سابقا وحاضرا وعلى امتداد الثورة التحررية وحتى اليوم أن المؤسسة العسكرية الجنوبية التي يعاد بناؤها اليوم باستلهام بطولات ومآثر الجيش الجنوبي السابق تمثل امتداداً طبيعياً له ولمسيرته الخالدة التي هي ركيزة أساسية للأمن والاستقرار في ربوع أرض الجنوب من أقصاه إلى أقصاه  ، بل والمنطقة العربية برمتها بشكل عام، وهي صمام أمان الوطن والشعب والقضية الجنوبية والحفاظ على الأنتصارات والمكاسب  الجنوبية التي تحققت بفضل هذا الجيش العملاق النادر  .

لقد عمل جيشنا الجنوبي ولازال يعمل على مجابهة ومواجهة كل منابع الإرهاب الحوثي – الإخواني وتنظيمي القاعدة وداعش ، واستطاع هزيمتها وإفشال مؤامراتها التي تحاك على الأرض  الجنوبية اليوم والمستهدفة قيادتنا السياسية الجنوبية وشعبنا الجنوبي ، واستطاع أن يدك معاقلها في كل محافظات الجنوب .

إن مواقف وادوار المؤسسة العسكرية الجنوبية الممتدة منذ سنوات طويلة منصرمة وفي كل المرحل والمنعطفات التي واكبت الثورة التحررية الهادفة لنيل الاستقلال والحرية واستعادة الدولة الجنوبية الفيدرالية المستقلة بكامل أركانها وسيادتها على تراب أرضنا من المهرة إلى باب المندب تستحق كل التقدير  والاحترام،  ونتذكر هنا ان كوادر التضحيات الجسيمة التي اجترحها جيشنا الجنوبي البطل أثناء مرحلة الكفاح المسلح لثورة 14 اكتوبر الخالدة ضد الاستعمار البريطاني ، وكذلك شرارة الثورة الجنوبية الحالية ضد الاحتلال الثاني نظام (صنعاء) ، من خلال إنشاء جمعية المتقاعدين العسكريين الجنوبيين التي حققت ملاحم بطولية بمواجهتها للاحتلال اليمني الحاقد أثناء مرحلة الحراك السلمي الجنوبي  ورفضت قطعنا وبقوة سياسات الإقصاء والإبعاد  القسري التي مورست بحق شعبنا  وهي السياسة التي مثلت عنوانا لمرحلة ما بعد مشروع الوحدة الفاشل الذي توج باحتلال نظام صنعاء للجنوب في صيف 1994م ، وما تلاه من ارتكاب أبشع الجرائم بحق الجنوب وطناً وشعباً وأرضا وإنسانا ومؤسسات وفي مقدمة ذلك المؤسسة الأمنية والعسكرية !!
إن القوات المسلحة الجنوبية اليوم تضيف إنجازات عظيمة وبطولية إلى سجل عطاءاتها ، وما تزال تقدم الغالي والنفيس لتحقيق مزيدا من الملاحم البطولية،  وتقدم النماذج الوطنية المشرفة والتضحيات الجسيمة للدفاع عن الأرض والوطن ضد الغزو الحوثي الإرهابي في مختلف الجبهات الحدودية ‘ ومكافحة التنظيمات والجماعات الإرهابية ، كما أنها لا تزال تجابه جملة من التحديات في مواجهة قوى الطغيان والإرهاب والتطرف وتحقق المكاسب تلو المكاسب تحت قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي الممثل الشرعي الوحيد للإرادة الجماهيرية الشعبية للشعب الجنوبي ، وبدعم وإسناد دول التحالف العربي 
الذي لا ينكره إلا جاحد وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية  الشقيقة ودولة الإمارات العربية المتحدة سعياً لتحقيق أهداف معادلة الأمن والسلم في المنطقة والعالم .

لقد قطع المجلس الانتقالي الجنوبي ممثلاً بقيادة الرئيس القائد  عيدروس قاسم الزبيدي رئيس  المجلس الانتقالي الجنوبي ، نائب رئيس المجلس الرئاسي القائد الأعلى للقوات المسلحة والأمن الجنوبي حفظه الله ورعاه شوطاً كبيراً في إعادة بناء مؤسسات الجيش الجنوبي وبجهود مضنية، ولا يزال البناء مستمراً بكل جدارة وجهد حتى يستعيد جيشنا الجنوبي العملاق مؤسسته العسكرية ومجده التاريخي العريق لتنفيذ مهامه متمسكاً بقيم الروح الوطنية العالية والثبات وحماية السلم الاجتماعي وبعقيدة التصالح والتسا مح والتعاون لتجاوز التحديات التي تواجه الوطن الجنوبي اليوم ، ومواصلة النضال نحو الحرية واستعادة دولة الجنوبية .

وبهذه المناسبة التاريخية العظيمة لا ننسى أن نتقدم بتهانينا الحارة لقيادتنا السياسية ممثلة بالرئيس القائد عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي والقائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية والأمن الجنوبي ، وأن نهنئ أنفسنا وكافة أفراد قواتنا المسلحة أولئك الرجال الشجعان المخلصين المقاتلين المرابطين على رؤوس الجبال والسهول والوديان في كل جبهات النضال والاستبسال ، وفي كل الجبهات على خطوط الحدود الجنوبية ، والتهنئة موصولة إلى كل أسر الشهداء والجرحى .
وأخيراً نترحم على روح الشهداء وندعو الله أن يسكن الشهداء في فسيح جناته العلى وأن يمن على الجرحى بالشفاء العاجل والنصر حليفنا بإذن لله ، ولا نامت عيون الجبناء وخونة الأوطان .

Back to top button