مقالات وآراء

الإرهاب ينخـر جسـد الجنــوب ..

كتب : ياسر القفعي

يوم الـ ١٦ من شهر أغسطس الجاري من الأسبوع المنصرم استيقظت أبين على وقع فاجعة كبيرة وأليمة هزت كل الوطن ، وذلك بخبر استشهاد وإصابة كوكبة كبيرة من أفـراد قواتنا المسلحة الجنوبية التي ترابط في ميادين الشرف والبطولة للدفاع عن حياض الـوطن ومقدساته وثرواته وأبنائه.

إن المُصاب أليم وأن الخطب عظيم ونحن نُقدم سلسلة متواصلة من أعظم وأنبل من ولدتهم أمهاتهم أحرارا لا يقبلون الخضوع والخنوع والاستسلام ، خلقهم الله أحرارا وعاشوا على هذا الهدف السامي ثم ماتوا عليه.

وعلى هول تلك الفاجعة العظيمة التي هزت أرجاء الوطن وراح ضحيتها نُخبة من قواتنا الباسلة ، نُطالب القيادة السياسية والعسكرية والأمنية العُليا باتخاذ إجراءات صارمة، والضرب بيد من حديد كل من يتعاون مع تلك العصابات الإجرامية الخارجة عن قواعد الدين والمبادئ والقيم الإنسانية ، كما نُطالب بتدشين حملات مستمرة تتبع المتحوثين الذين لهم اليد الطولى في زعزعة أمن بلادنا وضرب قواتنا الجنوبية ، وكذلك تتبع خيوط الخلايا النائمة التي لازالت على تواصل مستمر مع الإرهابيين الهاربين ، والذي تقوم برصد تحرك قواتنا وإعطاء المعلومات وزرع العبوات.

لابد من توخي الحيطة والحذر الدائم وتفعيل الحس الأمني ، ونقل مواقع قيادة قواتنا عن أماكن التجمعات السكانية وعدم وضع مؤخرات تلك القوات على مقربة من الخطوط العامة التي لا تتوقف عن حركة السير والمسافرين ، لأن هذا يُربك التعامل مع مثل هكذا تحركات مشبوهة ، بل ساعد هذا هؤلاء الإرهابيين الجُبناء على التحرك بأريحية تامة مستغلين حركة المواطنين وهذا يُشكل لبسا كبيرا يقف الجندي حائراً أمامه ، ولابد من ربط القوات جميعها بغرفة عمليات مشتركة تساهم في تتبع خيوط الجريمة قبل وقوعها ، وعلى المواطنين الإبلاغ عن أي تحرك مشبوه فوراً ، مالم فإن السكوت يُعرض المواطن للمساءلة الأمنية والقانونية في حال حصل مثل هكذا أعمال إجرامية.

نُعزي قيادة اللواء الثالث دعم وإسناد برحيل خيرة شباب هذا اللواء المناضل الذي يُقدم التضحيات الجسام ، ونُعزي أسُر الشهداء وكل قواتنا الجنوبية وكل شعبنا العظيم بهذا المُصاب الجلل ، نسأل الله الشفاء العاجل للجرحى ، لا نامت أعين الجُبناء ، كما نسأله سبحانه وتعالى التحرير لأبناء هذا الشعب الجبار والتخلص من تلك المليشيات والشراذم الحمقى التي لا تعرف معروفاً ولا تنكر منكرا.

عظم الله أجرك يا جنوب ، إنا لله وإنا إليه راجعون.

زر الذهاب إلى الأعلى