عربية

شبح الجوع يخيّم من جديد على غزة

كريترنيوز/ متابعات /رام الله – محمـد الرنتيسي

طالت الحرب، وتغلغل الجوع في مراكز النزوح بقطاع غزة، وعاد النازحون يتملكهم الحزن، بعدما أصبحوا عاجزين عن توفير وجبات الطعام لأطفالهم، وعادت مشاهد الطوابير أمام التكايا، ومراكز توزيع الطعام، لكن عبثاً، فالكميات قليلة، ولا تسد حاجة الجميع.

في مواصي خان يونس تجمهر نازحون على مركز لتوزيع الوجبات الساخنة، أقامها أحد المحسنين، لكن قلة حصلوا على الطعام، بينما عاد كثيرون بلا طعام.يقول جمال الآغا (42) عاماً من خان يونس، إن عائلته المكونة من 8 أفراد تعيش منذ عدة أشهر على ما تبقى لديها من معلبات، كانت تسلمتها قبل أن تنزح إلى منطقة المواصي.

مبيناً أنه استبشر خيراً لدى سماعه عن مبادرة لأحد المحسنين بتوزيع وجبات طعام ساخنة، لكن لسوء حظه نفدت الكمية بلمح البصر، نتيجة لكثرة المعوزين، الذين سبقوه إلى نفس المكان.ويضيف: «لم نتذوق طعم اللحم أو الدجاج أو حتى الخضار منذ أشهر، وسمعت عن موائد خيرية، يقيمها أحد المحسنين.

فذهبت لعلي أحظى ولو بوجبة واحدة، لكن دون جدوى، وجدت المكان مزدحماً بالنازحين الجوعى، وكمية الطعام لا تكفي للجميع». ونوه بأن الضعف والهزال بدأ يظهر على النازحين، وخصوصاً الأطفال، وبات الشغل الشاغل للجميع البحث عن الغذاء مهما كان نوعه وكميته.

طوابير الجوعى

بينما تروي حنان البيوك (38) عاماً، أن الجوع عاد يفتك بالنازحين، مع توقف إدخال المعونات الإغاثية، بسبب الإجراءات، التي يفرضها الجيش الإسرائيلي على المعابر، موضحة: «عادت طوابير الجوعى تملأ الشوارع، والكل يبحث عما يسد به رمق أطفاله».

وأضافت: «حتى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا)، التي كانت توفر لنا بين الحين والآخر بعض المعلبات والمواد الغذائية الأساسية، أصبحت عاجزة عن تقديم شيء بعد تقييد عملها. نخرج منذ الصباح بحثاً عن أي شيء يؤكل، ونعود كما خرجنا، والمجاعة عادت تتهددنا».

واستذكرت البيوك: «في بداية الحرب اضطررنا لأكل العلف (طعام الحيوانات) وبعض النباتات البرية كالخبيزة، لكن هذا لم يعد متوفراً الآن، خصوصاً وقد جف نبات الأرض، ولا نعلم كيف سنتدبر أمورنا».

قلق وخوف

ولم يخف نازحون قلقهم على مصير عائلاتهم، وباتوا يخشون اللجوء من جديد إلى طعام الحيوانات أو الحشائش، على ندرتها هي أيضاً في هذا الوقت، بالتوازي مع شبح الجوع، الذي بدأ يطل برأسه، ويخيم على مراكز النزوح.

وحصدت المجاعة التي ضربت قطاع غزة منذ الأشهر الأولى للحرب، وما نتج عنها من سوء تغذية، أرواح العديد من الغزيين، أغلبيتهم من الأطفال والمرضى، وينظر النازحون بعين الخوف والريبة من تكرار تلك المشاهد، بعد أن عاد الجوع يفتك بهم.

زر الذهاب إلى الأعلى