آداب وفنون

حاول أن تكون هادئا

قصة: عبدالله محمد العمودي

كان عبدالرحمن دائمًا يقول لي: “حاول أن تكون هادئًا.” كان ينصحني بذلك عندما أكون متضايقًا حتى من أبسط الأشياء في حياتي. سواء كنت أغضب أو أنفعل أو أتذمر بدون سبب، كان عبدالرحمن يهدئني فورًا، دون تردد.

كنت أستغرب في البداية وأقول لنفسي: “لن أنسى هذا الموقف، لن أنسى صنيعك هذا ما حييت.” كان يكرر عبارته حتى في أبسط المواقف، قائلاً: “حاول أن تكون هادئًا” عندما كنت أشعر بالقلق أو الخوف.

أتذكر مرة كنت غاضبًا من أحد الأشخاص، ولم أكن أعرف كيف أتفهم تلك العبارة. كنت أروح وأجيء في الغرفة، وأحك رأسي قلقًا وتوترًا. ومع ذلك، كانت كلمات عبدالرحمن تظل تدور في ذهني.

عندما غضبت من أمي بلا سبب، وعاتبت أخي دون عذر، كان عبدالرحمن دائمًا هناك ليعالج جراحي بكلماته. ذات مرة، عندما دخلت في عراك مع بعض الإخوة حول موضوع بسيط، قال لي: “لا تقلق، أنا بجانبك. حاول أن تكون هادئًا.” حتى عندما يوبخني المعلم أو تعاتبني أمي أو يلومني أبي على أشياء بسيطة، كان يردد نفس العبارة.

على الرغم من أن عبدالرحمن كان يقول لي تلك الكلمات دون تردد، إلا أنه لم يكن يعلم كم كانت تؤثر فيّ. كانت تلك العبارة مؤثرة حقًا، وكانت تعالج جراحي بالكامل.

زر الذهاب إلى الأعلى