سر التخسيس.. جينات خاصة تساعد على إنقاص الوزن مرتين

كريترنيوز/متابعات /رضا أبوالعينين
بعض الأشخاص لديهم قدرة على فقدان الوزن بسهولة، بينما يبدو آخرون يعانون في إنقاص أوزانهم عدة كيلوغرامات، رغم اتباعهم الحميات القاسية في بعض الأحيان، ذلك الأمر ظل محور دراسات، عن الفوارق بين البشر في القدرة على إنقاص الوزن، ومدى استجابة أجسادهم للحميات الغذائية.
ووفقًا لدراسة حديثة، يمكن أن تلعب الجينات دوراً مهماً في عملية إنقاص الوزن، فقد اكتشف الخبراء أن السر في فقدان الوزن قد يعود إلى مجموعة مكونة من 14 “جينًا للنحافة”.
واكتشف باحثون من جامعة إسيكس أن الأشخاص خسروا ضعف الوزن المتوقع عندما ركضوا لمدة نصف ساعة ثلاث مرات في الأسبوع، وفقا لصحيفة ديلي ميل.
وأجريت الدراسة على 38 شخصا في المملكة المتحدة، تتراوح أعمارهم بين 20 و40 عاما، وخضعوا لاختبار الحمض النووي.
وتم توجيههم لاتباع نظامهم الغذائي وعادات نمط حياتهم الطبيعية، وعدم القيام بأي تدريب آخر، وتم وزنهم قبل وبعد الدراسة.
وتوصل فريق بحثي بقيادة الدكتور هنري تشونغ من كلية الرياضة وإعادة التأهيل وعلوم التمارين الرياضية في بريطانيا، إلى أن الأشخاص الذين لديهم عدد أكبر من الجينات كانوا الأكثر نحافة على مدار ثمانية أسابيع.
وخسر الأشخاص الذين لديهم أكبر عدد من العلامات الجينية ما يصل إلى 5 كلغم أثناء الدراسة، بينما خسر الأشخاص الذين لا يحملون هذه العلامات ما معدله 2 كلغم.
ويبدو أن الجين الأكثر أهمية هو جين PPARGC1A الذي يشفر PGC-1-a – وهو بروتين يساعد في تنظيم عملية التمثيل الغذائي، وقال الباحثون إن هذا الجين كان مسؤولا عن فقدان ما يقرب من ثلثي الوزن، وكان موجوداً لدى المشاركين الذين فقدوا أكبر قدر من الوزن.
وعلى الرغم من هذه النتائج، قال الدكتور تشونغ إن عوامل نمط الحياة والنظام الغذائي لا تزال مهمة لإنقاص الوزن.
وأضاف أن “هذه الدراسة سلطت الضوء على بعض الجينات المهمة المرتبطة بإزالة بوصات من الخصر، ولكن من المهم أن نتذكر أن الجينات لن تفعل شيئا دون ممارسة الرياضة وتغيير نمط الحياة لأنها كلها مترابطة”.
وأكد تشونغ “بعيدًا عن إنقاص الوزن، فإن ممارسة التمارين الرياضية لها فوائد عديدة – على الصحة العقلية واللياقة القلبية الوعائية – لذلك أنصح الجميع بمواصلة التدريب حتى لو لم يروا الفرق على الميزان”.
وتعتمد الدراسة، التي نشرت في مجلة «ريسيرش» الربعية المتخصصة في التمارين والرياضة على بحث سابق أجراه الدكتور تشونغ والتي أظهرت أن أداء الجري مرتبط أيضًا بالوراثة.
ويأمل أن يسمح البحث للحكومات والشركات والأفراد بتخصيص التدخلات الصحية بشكل أفضل.
وأضاف: “إذا تمكنا من فهم الملف الجيني المحدد لشخص ما بشكل أفضل، فمن المؤمل أن يترجم هذا إلى تدخلات أفضل وأكثر نجاحًا لتحسين النتائج الصحية”.
وجاء في الدراسة: “توصلت هذه الدراسة إلى أن التغير في كتلة جسم الفرد استجابة لممارسة الرياضة يتحدد إلى حد كبير من خلال ملفه الجيني المحدد. نظراً لأن السمنة تشكل تحدياً متزايداً للمجتمع، فإن المعرفة الشاملة لكيفية تأثير الجينات على استجابات الجسم لممارسة التمارين الرياضية من شأنها أن تحدث ثورة في فردية وفعالية برامج التمارين الرياضية”.
توصلت دراسة سابقة إلى أن بعض الأشخاص الذين لديهم القابلية لزيادة الوزن قد يلومون جيناتهم أيضًا، فقد اكتشف باحثون أن طفرة في جين واحد يمكن أن تؤدي إلى زيادة وزن الأطفال بمقدار 17 كيلوغراماً بحلول سن 18 عاماً.
ويمكن أن يكون هناك ما يصل إلى 200 ألف شخص في المملكة المتحدة يحملون دهونًا إضافية بسبب هذه الغرابة الجينية، كما قالوا.
قبل عقدين من الزمن تقريباً، اكتشف العلماء أن جينًا معينًا – مستقبل الميلانوكورتين 4 (MC4R) – ينتج بروتينًا يرسل إشارات إلى مستشعرات الشهية في الدماغ، مما يشير إلى كمية الدهون التي قمنا بتخزينها.
عندما لا يعمل هذا الجين بشكل صحيح فإن أدمغتنا تعتقد أن مخزون الدهون لدينا أقل مما هو عليه في الواقع، مما يشير إلى أننا جائعون ونحتاج إلى تناول الطعام.