آداب وفنون

شجار

قصة: عبدالله محمد العمودي

التفت أسامة إلى صديقه وسأله: “كيف حالك؟” فأجابه: “بخير.” تابع أسامة: “ما الأخبار؟” رد صديقه: “سيئة.”
استغرب أسامة وسأله عن السبب، فأجابه: “تشاجرت مع أبي على موقف بسيط.”

استفسر أسامة: “كيف حصل ذلك؟” فرد الصديق: “أبي دائمًا يكبّر الأمور حتى بدون سبب.” فسأله أسامة: “هل هذه مشكلة؟” قال الصديق: “نعم، فكلما كان الأمر بسيطًا، يحوّله أبي إلى مشكلة.”

سأل أسامة: “هل يحدث هذا كثيرًا؟” فأجابه: “نعم، نحن نتشاجر يوميًا تقريبًا، حتى بدون سبب. أبي لا يستطيع السيطرة على غضبه، ويكبر أي موقف بسيط. إنه غريب، لكني أعرفه جيدًا.”

تابع أسامة: “هل هذه أول مرة تتشاجر فيها معه؟” فأجاب: “لا، لقد تشاجرنا مرارًا وتكرارًا. أحيانًا لا يريد حتى أن أعرف السبب، ويحاول أن يجعلني أنسى الموضوع بأي طريقة ممكنة.”

سأل أسامة: “هل حاولت أن تنصحه بالهدوء وحل الأمور بهدوء؟” رد صديقه: “كيف أهدئه؟ عندما يغضب، لا يعرفنا ولا نعرفه. دائمًا ينتهي الأمر بشجار، حتى على أبسط الأمور.”

سأله أسامة: “وكم يدوم الشجار عادةً؟” أجاب: “قد يدوم عشر دقائق أو ساعة في بعض الأحيان. لقد نصحته مرارًا بأن يهدأ وألا يكبّر الأمور، لكن لا جدوى. هذا طبع أبي، ولا أستطيع تغييره.”

زر الذهاب إلى الأعلى