تقارير وحوارات

أزمة مفتعلة وجشع تجار وصمت حكومي مطبق..«الأسرة الجنوبية» من يتحمل وزر تجويعها وحرمانها من حقوقها..؟

كريترنيوز /صحيفة شقائق / تقرير /فتحية علي

ما الذنب الذي اقترفته الأسرة الجنوبية ليسقط على كاهلها كل هذا العقاب والغل والضغائن؟ إذ تتعرض لقمع اقتصادي ومعيشي بشع اوصل الغالبية الى حافة المجاعة، لم تشهده منذ حقبة الهالك عفاش،

انعدام الأمن الغذائي الناجم عن الانهيار المتواصل للعملة المحلية الريال اليمني، الذي سقط إلى الحضيض فأصبح يعادل 530 مقابل الريال السعودي الواحد، وتبعاته من القلق والتوتر والخوف من القادم، يمر الأسبوع على أرباب الأسر كسنة، فأصبحت الأيام والأسابيع تمر (عجاف) مريرة ثقيلة على كاهل أرباب الأسر المعتمدين بعد الله على راتب شهري لا يصرف شهرياً بانتظام، ولا يكفي لتوفير مصاريف أسبوع واحد، ناهيك عن الكماليات الأخرى التي شطبت من قائمة الاسرة.

وتتضاعف المعاناة والألم في حال أصيب أحد أفراد الأسرة بمرض ما أو ولادة قيصرية أو عملية جراحية، وغيرها من حوادث الحياة التي تأتينا من غير مقدمات أو ميعاد مسبق.

 

يرى ناشطون أن الأزمة الاقتصادية الحاصلة في الجنوب مفتعلة تديرها أيادٍ يمنية تعمل ضد الجنوب من داخل قصر معاشيق، ومن أروقة البنك المركزي بالعاصمة عدن، لافتين إلى أن بنك عدن المركزي يسارع لاعتماد سعر كارثي جديد في أعقاب أي انهيار جديد تتعرض له العملة المحلية الريال اليمني، ولا يسارع لإيجاد حلول لإنقاذها أو إيقاف تدهورها على أقل تقدير. كما وجهوا أصابع الاتهام للمبعوث الأممي السيد هانس غروندنبرغ، مؤكدين تورطه في انهيار العملة المحلية الريال اليمني في الجنوب، مستدلين بالمذكرة التي وجهها المبعوث للدكتور رشاد العليمي بتاريخ 10 يوليو 2024، القاضية بوقف إجراءات بنك عدن المركزي المتخذة ضد الحوثيين.

 

وأشاروا إلى أن السيد هانس غروندنبرغ منحاز إلى جانب الحوثيين طالما توجيهاته أدت إلى تعطيل عمل بنك مركزي عدن، وأعطت الصلاحيات السيادية لبنك صنعاء القابع تحت هيمنة مليشيا الحوثي.

 

أسر مطحونة تعاني الفقر والأحزان

 

الطفلة إبتسام (7 أعوام) واسرتها ضحية ذلك الانهيار الاقتصادي الكارثي. تسارع ابتسام يومياً لجمع بقايا الطعام من المطعم القريب من بيت أسرتها.

تارة يتصدقون عليها بفتات ما تبقى من طعام الزبائن، وتارة ينهرونها. تجاهد إبتسام لأجل إطعام أسرتها الفقيرة المكونة من أب جريح معاق مبتور الرجل اليمنى، ضحية الغزو الحوثعفاشي على الجنوب في العام 2015م، يتقاضى معاش 58 ألف ريال يمني، أي ما يعادل 100 ريال سعودي، وأم وطفلان باسل (4 أعوام) ونيرمين (عامان).

 

ذات يوم وبينما الطفلة ابتسام في طريق عودتها إلى المنزل صادفتها سيارة مسرعة دهستها وتوفيت في الحال، فيما لاذ الجاني بالفرار، وأضيف إلى معاناة أسرة ابتسام حزن وجرح لايزال نازفاً.

ألا يعلم أولئك العابثون بالمال العام المتآمرون على العملة المحلية الريال اليمني، بحال أولئك الأسر المطحونة التي تتكفف الناس كي تبقى على قيد الحياة فحسب.

 

لم يشاهدهم أحد وهم يسرقون وانفضحوا وهم على القسمة يتعاركون

 

يرى ناشطون جنوبيون أن تحول مكاتب رئاسة مجلس الوزراء إلى ساحة للعراك بالأيدي والكراسي، والشجار والكلام البذي بين قيادات بارزة محسوبة على الشرعية اليمنية، عكس صورة عن حجم الفساد الكبير الذي تشهده تلك المكاتب المؤتمنة على قوت الشعب.

ووفق مصادر إعلامية جنوبية، شهدت الأمانة العامة لرئاسة الوزراء في العاصمة عدن منتصف أكتوبر 2024م صداماً مباشراً غير مسبوق، إثر اندلاع اشتباكات بالأيدي وتبادل اتهامات حادة بين مسؤولين رفيعين، ما أدى إلى تكسير أبواب المكاتب وتبادل ألفاظ شديدة اللهجة.

ووفقًا لمصادر حكومية مطلعة، نشبت هذه المواجهات بين طرفين رئيسيين داخل المبنى الحكومي شملت كلاً من مطيع دماج أمين عام مجلس الوزراء، وعلي النعيمي مساعد مدير مكتب رئيس الوزراء، وموسى الصريب رئيس دائرة السكرتارية في الأمانة العامة، وعلي القحوي مدير عام الموارد من جهة، في مواجهة موظفين من مكتب أنيس باحارثة مدير مكتب رئيس الوزراء أحمد عوض بن مبارك. ويعود هذا الخلاف إلى قضايا مالية واختلاس أموال الدولة، حيث تصاعدت الاتهامات المتبادلة بالفساد بين الجانبين، ما استدعى تدخل قوة أمنية لاحتواء الوضع وفرض النظام، حيث تمكنت من فض الاشتباك وتهدئة الأوضاع بعد حالة من الفوضى والذعر بين الموظفين.

 

بطون متخمة لا تشعر بالجوع الذي يعانيه الجنوبيون

 

كما وجه ناشطون جنوبيون أصابع الاتهام إلى دول في التحالف العربي بالوقوف خلف الانهيار الاقتصادي الحاصل في الجنوب، مشيرين إلى أن الهدف من ذلك إخضاع شعب الجنوب وثنيه عن قضيته السياسية وعن مشروعه في استعادة دولته من جهة، ولتاليبه ضد المجلس الانتقالي الجنوبي من جهة أخرى.

فيما أشار اقتصاديون وإعلاميون إلى احتمال تورط الدكتور رشاد العليمي في مخطط تجويع وإفقار شعب الجنوب، لتمرير أجندات إقليمية يمنية خبيثة، مؤكدين أن العليمي مجرد أداة بيد الخارج مهمته تنفيذ ما يملأ عليه ضد شعب الجنوب وضد المجلس الانتقالي الجنوبي.

 

ختاماً..

وفق منظرون، فإن الحاصل هو تحامل وعقاب جماعي ظالم وقع على كاهل الأسرة الجنوبية على ذنب لم تقترفه، مؤكدين أن الأطر السياسية المستهدفة من ذلك العقاب لن يصلها منه شيء.

متسائلين: من يتحمل وزر تجويع وحرمان الأسرة الجنوبية من أبسط حقوقها؟ ومن الذي يعول عليه رفع ذلك الظلم؟

Back to top button