ظلام ديسمبر والآمه المحزنة

بقلم: خلدون خالد
في الساعة السادسة صباحاً الموافق 17 ديسمبر 2009 في ذلك اليوم قام نظام الاحتلال اليمني برئاسة الهالك عفاش بتزويد الولايات المتحدة الأمريكية بمعلومات استخباراتية كاذبة وإحداثيات خاطئة للغاية بوجود معسكر للقاعدة ، حيث صحى سكان أبين الجريحة حينها ذلك الصباح على أصوات قصف عنيف جداً، من خلال قصف البوارج البحرية الأمريكية قرية المعجلة بصواريخ “كروز في” التي دُمرت القرية بشكل كامل وتناثرت أشلاء أبنائها ، راح ضحية هذه المجزرة 46 شهيداً من النساء والأطفال والشيوخ من بينهم 21 طفلاً .
صباح 2 ديسمبر 2013استشهد الشيخ المقدم سعد بن حبريش وإثنان من مرافقيه برصاص جنود نقطة عسكرية للاحتلال اليمني عند مدخل حي السيحل بمدينة سيئون .
في العشرين من ديسمبر 2013
وبعد استشهاد الشيخ سعد بن حبريش و إعلان الهبة الشعبية في العشرين من ديسمبر 2013 ، حيث عمت الهبة الشعبية قرى و بلدات الجنوب وسقوط 6 شهداء أول شهيدين بالعاصمة عدن وهم الشهيد عمر محمد البيتي البالغ من العمر عشر سنوات و الشهيد محمود صالح عسكر برصاص كلاب السقاف المركزي بمدينة المنصورة ، واستشهد الشابين عمر بازنبور بطلقة بالرأس والصحفي سالم باحكيم في مدينة المكلا ، واستشهد المواطن عبدالسلام المعطري تبن لحج واستشهد سعيد عوض راجح بحوطة لحج ، و 28 جريح بمختلف محافظات الجنوب .
ومنذ ذلك الإعلان عن الهبة الشعبية الجنوبية أخذت الضالع نصيب الأسد ، حيث أستشهد فيها من 21 ديسمبر 2013 إلى 26 ديسمبر نفس العام 5 شهداء و 38 جريح ، وفي السابع والعشرين من ديسمبر 2013 آنذاك تحديداً الساعة الواحدة والنصف ظهراً يوم الجمعة شنت دبابات الاحتلال الزيدي ممثلة باللواء 33 مدرع بقيادة المجرم الهالك عبدالله ضبعان قصفاً عنيف على مخيم عزاء الشهيد “فهمي محمد قاسم الفهد” في ساحة مدرسة سناح التي تحولت إلى بركة دماء متسببة بمجزرة شنيعة راح ضحيتها 20 شهيداً من بينهم طفلاً و 38 جريح ليرتفع عدد شهداء الهبة في محافظة الضالع إلى 25 شهيد و 70 جريح خلال خمسة أيام فقط التي أظهرت وحشيتها وكراهيتها وعداءها للجنوب ، فيما بقية عموم محافظات الجنوب راح ضحيتها 12 شهيداً و 33 جريح إلى لغاية 28 ديسمبر 2013 .
ومن ثم يستمر ديسمبر المظلم في أعوامه المقبلة كالتالي وبقوة ولقد تم اعتقالي الأول من وسط ساحة المعلا لدى كلاب السقاف المركزي و أذنابه الساعة الحادية عشر ونصف مساءً الموافق 5 ديسمبر 2013 آنذاك إلى مبنى المحافظة ومن ثم في ساعة متأخرة إلى معسكر الصولبان و تاريخ ميلادي 18 ديسمبر الذي كان يمر ومازال يمر ولم أشعر به أبداً أتى اعتقالي الثاني نفس الشهر منتصف ليلة 31 ديسمبر 2013 من وسط مقهى إنترنت في ساحة المعلا إلى سجن شرطة المعلا ومن ثم في ساعة متأخرة إلى سجن إدارة البحث الجنائي .
وفي ذلك الصباح المؤلم قاموا أولئك الأنذال والمجرمين بإعتقال و إعدام و إغتيال أخي و والدي و معلمي و رفيقي و قائدي أيقونة العمل الميداني الشهيد المغوار خالد محمود الجنيدي وسط ساحة معسكر عشرين صباح 15 ديسمبر 2014 .
وبعد مرور 48 ساعة من إعدام الجنيدي ، أستشهد البروفيسور الشهيد “زين محسن صالح اليزيدي” متأثراً بإختناقه بالغازات المحرمة دولياً الذي أطلقته كلاب السقاف المركزي مساء 17 ديسمبر 2014 بجانب البنك الأهلي بكريتر أثناء قمع مسيرة احتجاجية على إعدام الشهيد خالد الجنيدي .
واستشهاد ابن عدن البار قائد عملية تحرير العاصمة عدن وضواحيها الشهيد البطل اللواء جعفر محمد سعد و أربعة من مرافقيه على يدي عناصر الشر والإرهاب بعملية جبانة عبر استهداف موكبه بباص مفخخ في مدينة التواهي صباح 6 ديسمبر 2015 .
واستشهاد زميل الكفاح المسلح القائد الفذ محقق الإنتصارات على أرض المعارك بالضالع الشهيد القائد الشهم علي عبداللاه الخويل 19 ديسمبر 2015 .
واستشهاد رفيق الدرب قائد المقاومة الجنوبية في العاصمة عدن وضواحيها الشهيد البار أحمد الإدريسي ورفاقه الستة الأبطال على يدي عناصر الشر والإرهاب بوابل من الرصاص على سيارته بجانب فندق همليا مساء 30 ديسمبر 2015 .
إستشهاد خمسة جنود وإصابة ثلاثة آخرين بإنفجار لغم أرضي أثناء مرور دورية عسكرية في منطقة جعولة صباح 10 ديسمبر 2016 .
و إستشهاد 48 جندي وإصابة 31 آخرين أثر هجوم إرهابي غادر نفده انتحاري بسيارة مفخخة على بوابة معسكر الصولبان صباح 10 ديسمبر 2016 .
حيث لم يفيق سكان العاصمة عدن وضواحيها من تلك الجريمة البشعة لتأتي إليه بعد ثمانية أيام الجريمة الشنيعة ، التي أودت بحياة 70 جندي بين شهيد و جريح أثر تفجير انتحاري نفسه وسط تجمع 10 ألف مجند أمام بوابة معسكر الصولبان ، حيث من بين الشهداء أصدقائي وحبايب قلبي خيرة شباب القلوعة الشهيدين هاشم حليس و محمد رائد صباح 18 ديسمبر 2016 .
وسيبقى ديسمبر ذكرى ألم و حزن عميق جداً ، لا يشعر به فقط إلا الشرفاء والمخلصين أصحاب القلوب النقية والطيبة والخالصة لله ثم الوطن لا سواها أبداً .
وختامها لقد حل الحزن والأسى على الحبيبة عدن ذات يوم و ودع أهالي العاصمة عدن وضواحيها وهم لم يستطيعوا أن يعبروا عن مدى حزنهم الشديد بهذا الحادث الأليم التي راح ضحيته 14 شهيد كلاً من زملائنا و موظفين و مستجدين و 32 جريح من حادثة استهداف مطار عدن الدولي ظهيرة 30 ديسمبر 2020 .
ويبقى ديسمبر المتصدر بالألم والحزن ليس سهلاً عندما أتحدث عنه ، لو يعلم ديسمبر شعوري الخفي الذي أبحر به بمخيلتي بلحظات عشتها وأمسك القلم فتعجز الحروف ، و أحاول جاهداً جمع شتات أفكاري لتتضح الرؤيا آآآه كم هو صعب جداً شهر ديسمبر ، فـحاولت البارحة مراراً وتكراراً وياليت لم أحاول أبداً فشاهدت حينها بكاء الأحرف و إرتعاش الورق برحيلهم الأبدي ، فـعجزت عن التعبير و دعيت لهم اللهم أنت تعلم لو كانوا هؤلاء الموتى ضيوفي لأكرمتهم و لكنهم ضيوفك أنت فأكرمهم برحمتك يا أكرم الاكرمين .
وتقبلهم مع الشهداء والصديقين والصالحين .