مقالات وآراء

نضال المرأة الجنوبية .. شراكة إنسانية ملهمة وإشراقة أمل في وطنها

كتب / نوال احمد

على ضفاف التاريخ المتلاطم الأمواج للجنوب العربي، حيث تتعانق الأرض بالسماء، وتروي الصخور حكايات الزمن العريق، تتجسد قصة نضال المرأة الجنوبية كشعلة متقدة من الشجاعة والإصرار. هذه المرأة لم تكن مجرد تواجد عابر في مسار الأحداث، بل كانت المنارة التي تضيء ظلمة اليأس، وتنسج ألوان الأمل في قلوب المنتصرين.

في طيات زمن الاحتلال البريطاني، انطلقت المرأة الجنوبية كالعاصفة في سماء الوطن، حيث ترفرف بالأمل وتفتح أبواب الحرية. شغفت بحب الوطن، غير آبهة بالصعاب، واخترقت بمواقفها البطولية أسوار اليأس. كانت تحمل في قلبها ذخائر من الأحلام وذكريات تمثل صمودها، وكأنها تحمل على كاهلها أثقال المعاناة مع كل خطوة تخطوها نحو غدٍ أفضل. في خضم المعارك، وضعت تلك النساء حبًا للوطن في قلوبهن، فكانت أصواتهن تُعزف كألحانٍ للحرية، وتتناغم لتعزيز إرادة النضال، كنجوم تتلألأ في سماء الليل.

عند انطلاق حرب 1994، ارتدت المرأة الجنوبية درع البطولة، وتقدمت بثقة إلى ميادين الشرف لم تصمت أو تنكسر، بل رفعت صوتها عالياً متحديةً كل أشكال الظلم، تصرخ في وجه المغتصبين. كانت شريكة في المعاناة، تدير الأحداث بحكمة وثبات، تواسي الأسر وتجمع الأشلاء، وتكون قوتها دليلاً على شجاعتها التي لا تفتر. في كل صورة لها تعكس قوة الروح وإرادة الحياة، مُزجت بلحظات الفخر والاعتزاز.

ومع انطلاق حرب 2015، استجمعت المرأة الجنوبية شجاعتها كغيمة تحمل مطر الأمل، وعادت من جديد لتكون في صفوف النضال.ولقد أرادت العودة لاحتضان تراب الوطن، ورفضت الاستسلام للظلم.
عملت جهودها في ميادين الخاسرين، حيث العناية والاحتماء والإنقاذ، وكأن قلبها يحمل عبء الوطن، تسعى دوماً لتقديم يد العون، تجمع الجراح وتعد الدواء، وتمنح دفء الحب للمقاتلين الذين يدافعون عن حريتهم بعرقهم ودموعهم.

اليوم، تستمر المرأة الجنوبية في مسيرتها المشرقة، تنافس الصعاب بابتسامة لا تفارق شفاهها، وتؤسس منظمات لتحقيق آفاق جديدة. إن إرثها لم يُكتب بالأقلام فحسب، بل تجلى بأرواح شجاعة تضيء دروب المستقبل. لا تزال تروي القصص وتنقل الأمل، لتزرع في نفوس الأجيال الجديدة بذور الشجاعة، تعلمهم أن المقدمة هي رمز الجدارة، وأن الهزيمة ليست إلا لحظة عابرة. بدأت تتواجد في أروقة القرار السياسي، ترسم ملامح جديدة لمستقبل يليق بكرامة الحياة.

إن قصة نضال المرأة الجنوبية ليست مجرد سرد تاريخي، بل هي بكاء الأوتار ورسم للأماني، تجسد أرواح كل الأبطال الذين عانوا وآمنوا بقدرتهم على التغيير. فلنحتفِ بهذه الشجاعة، ولنبنِ مجتمعًا يتسع للجميع، عاقدين العزم على تعزيز الشراكة الحقيقية بين الرجال والنساء، من أجل وطن يستحق أن تُصنع فيه الأحداث العظيمة بألوان الصمود والإرادة. ولتظل قصص الشجاعة مؤثرة في القلوب، تُضيء للعالم معاني الحب والثبات.

زر الذهاب إلى الأعلى