هل ينحني الحوثي أمام عاصفة ترامب أم يستمر في الغرور والمجازفة؟

كريترنيوز / تقرير
هل حقاً يرغب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في اجتثاث الحوثي أم أن الحاصل مجرد مناورة ونوع من جس نبض واختبار مدى ردود فعل بعض دول الخليج العربي خصوصًا السعودية؟، هل تتوقف إجراءات ما بعد قرار ترامب إدراج الحوثيين على قائمة التنظيمات الإرهابية الأجنبية على المردود المالي (من يدفع أكثر) لا سيما ترامب رجل (ملياردير تاجر) مادي مصلحي تنحاز قراراته لمن يدفع اكثر بغض النظر أكانت سلباً أو إيجابا.
فسّر محللون قرارات ترامب تجاه الحوثيين بأنها رغبة لدى الرجل في اقتلاع تلك الجماعة لاستبعاد خطورتها على خطوط الملاحة الدولية وعلى إسرائيل.
وبأن قراره رفع عن الجماعة الحوثية الغطاء الشرعي والإنساني ونسف خارطة الطريق اليمنية ، وقد يؤدي إلى إغلاق ميناء الحديدة ومطار صنعاء الدولي وبات وضعها حرج للغاية أشبه بتنظيم القاعدة وداعش ، ومن المحتمل تشكيل تحالف دولي عسكري جديد ضدها.
حيث ذكر البيت الأبيض في بيان له أن “أنشطة الحوثيين تهدد أمن المدنيين والموظفين الأمريكيين في الشرق الأوسط، كما تهدد أقرب شركائنا الإقليميين واستقرار التجارة البحرية العالمية حد قوله.
وأشار إلى أن سياسة الإدارة الأمريكية الجديدة تتمثل في “التعاون مع شركائنا الإقليميين للقضاء على قدرات وعمليات الحوثيين وحرمانهم من الموارد لإنهاء هجماتهم”.
كما قال إنه سيوجه الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية usaid إنهاء علاقتها مع الكيانات التي قدمت مدفوعات للجماعة الحوثية الإرهابية.
انحناء ورضوخ حوثي في صيغة نوايا حسنة :
في مقابل ذلك يرى محللون أن جماعة الحوثي تعيش حالة من الذعر والإرباك وبأنها تعاني أزمة حقيقية، وأن موضوع تقديم تنازلات في الوقت الراهن غير مجد قد يكون قطاره فات، لا سيما تحاول الجماعة أن تبدي نوايا حسنة مؤقتة من خلال تقليل هجماتها على السفن التجارية وبإفراجها عن السفينة جالاكسي ليدر.
حيث أصدرت وزارة الخارجية العُمانية بيانا يوم الثلاثا 22 يناير 2025م أعلنت خلاله الإفراج عن السفينة جلاكسي ليدر وطاقمها البالغ عددهم 25 شخصاً من جنسيات مختلفة تعود ملكيتها لشركة تابعة لرجل أعمال إسرائيلي يدعى أبراهام رامي أونغار.
المحتجزة لدى الحوثيين منذ يوم 19 نوفمبر 2023
وبحسب البيان جرى نقل أفراد الطاقم من صنعاء إلى العاصمة العُمانية مسقط على متن طائرة تابعة للسلطنة تمهيداً لإعادتهم إلى أوطانهم.
انهيار تدريجي للمنظومة الحوثية :
في السياق يرى محللون أن قرار ترامب تجاه الحوثيين سيؤدي إلى حدوث انهيار تدريجي في منظومة الحوثي السياسية والاقتصادية والعسكرية، عزلة سياسية وحصار اقتصادي يجبر جميع البنوك على نقل مقراتها من العاصمة اليمنية صنعاء إلى العاصمة عدن بما فيها بنك الكريمي والتضامن وغيرها من البنوك التي تمردت في السابق وبتواطؤ من المبعوث الأممي السيد هانس غروندنبرغ على قرارات بنك عدن المركزي. كما يجبر جميع المنظمات الدولية الإنسانيّة أهمها الوكالة الأمريكية للتنمية usaid على إيقاف عملها بمناطق سيطرة الحوثيين وإلى نقل مقراتها من صنعاء إلى العاصمة عدن. وكذا إيقاف جميع الحوالات المالية الخارجية وتحويل مسار جميع الرحلات التجارية إلى موانئ ومطارات المناطق المحررة وغيرها من الإجراءات التي سترغم الحوثي على الانحناء. ويرى مختصون أن قرار ترامب سيؤدي إلى نسف وتصفير جميع مساعي السلام الدائر بين مسقط وصنعاء والرياض.
في السياق كشفت مصادر أمريكية أن الرئيس دونالد ترامب منح البنتاجون وزارة الدفاع مزيدا من الصلاحيات للتعامل العسكري مع التنظيمات الإرهابية الخارجية.
وكشفت المصادر أن الجيش الأمريكي رفع الحظر عن تسليح حلفاء له بينهم إسرائيل بقنابل إم كيه 84 و أنه من المتوقع هذا الاسبوع أن يتم إرسال 1800 قنبلة من هذا النوع وهي تستخدم في تدمير المخابئ تحت الأرض والأهداف المتحركة.
ختامًا ..
رحب الجميع بقرار ترامب الذي أعطى حافزا ومساندة قوية في تقطيع أذرع إيران بالمنطقة العربية، وأنه يتعين على الشرعية اليمنية التقاط الفرصة والتحرك سياسيا وعسكرياً واقتصادياً ضد الحوثي، وعدم انتظار ترامب ليأتي يقود المعركة على الأرض.