التجاهل.. سلاح دمار عاطفي

كتب: هدوى محمود
التجاهل، رغم بساطته الظاهرية، هو سلاح دمار عاطفي هائل. قد يبدو كفعل بسيط كأن تتجاهل رسالة أو تتجنب النظر في عين شخص ما، لكن عواقبه النفسية قد تكون عميقة ومدمرة.
لماذا يؤذي التجاهل؟
الشعور بالرفض: عندما نتجاهل شخصًا ما، فإننا نرسل له رسالة واضحة مفادها أنه غير مهم أو غير مرغوب فيه. هذا الشعور بالرفض يترك جروحًا عميقة في النفس ويؤثر على الثقة بالنفس.
القلق والتوتر: الشخص المتجاهل غالبًا ما يشعر بالقلق والتوتر، ويتساءل عن سبب هذا التجاهل. هل ارتكب خطأ ما؟ هل هناك شيء خاطئ فيه؟ هذه الأسئلة تزيد من معاناته النفسية.
الانعزال الاجتماعي: التجاهل المتكرر يدفع الشخص إلى الانعزال عن الآخرين، خوفًا من تكرار التجربة المؤلمة. هذا الانعزال يؤثر سلبًا على العلاقات الاجتماعية والعاطفية.
الاكتئاب: في الحالات الشديدة، قد يؤدي التجاهل إلى الاكتئاب، حيث يشعر الشخص بفقدان الأمل والحماس في الحياة.
آثار التجاهل على المدى الطويل:
-صعوبة في بناء العلاقات: الأشخاص الذين تعرضوا للتجاهل في الماضي، قد يجدون صعوبة في بناء علاقات وثيقة مع الآخرين، خوفًا من تكرار التجربة.
-مشاكل في الثقة بالنفس: التجاهل المتكرر يضر بشدة الثقة بالنفس، ويجعل الشخص يشك في قيمته الذاتية.
-مشاكل صحية: التوتر والقلق الناتجان عن التجاهل قد يؤديان إلى مشاكل صحية جسدية ونفسية.
كيف نتعامل مع التجاهل؟
-التحدث عن المشكلة: إذا كنت تشعر بأنك متجاهل، حاول التحدث مع الشخص الذي يتجاهلك بهدوء ووضوح.
-البحث عن الدعم: تحدث مع أصدقائك وعائلتك عن مشاعرك، فهم يمكن أن يقدموا لك الدعم الذي تحتاجه.
-التركيز على نفسك: ركز على تطوير نفسك وتحسين مهاراتك، فهذا سيساعدك على الشعور بالرضا عن نفسك.
-قبول الواقع: إذا لم تستطع تغيير موقف الشخص الذي يتجاهلك، فحاول قبول الواقع والتركيز على الأشياء الإيجابية في حياتك.
التجاهل سلوك مؤذٍ ويجب تجنبه. الجميع يستحق أن يشعر بالاحترام والتقدير. إذا كنت تشعر بأنك تتجاهل شخصًا ما، توقف عن فعل ذلك. وإذا كنت أنت المتضرر، تذكر أنك لست وحدك، وأن هناك طرقاً للتعامل مع هذا الموقف المؤلم.