تقارير وحوارات

تحديات كلية الطب جامعة عدن: لوائح وقوانين لا تتماشى مع الواقع ولا الظروف المعيشية وبالمجال المقابل لا تتوفر بيئة تعليمية.

تقرير : علي حسن الهدياني

كلية الطب من أبرز وأهم الكليات التي تسعى لتخريج كوادر طبية قادرة على مواجهة المشكلات الصحية في المجتمع. إلا أن واقع الطلاب في هذه الكلية، وخاصة في فترات الضغط الدراسي الشديد، يختلف تمامًا عن الفكرة التي يتم ترويجها عن الكليات الطبية اليمنية، حتى تكاد تكون تعجيزية للوضع والواقع المعاش ومكلفة جدا على أعمار واوضاع الطلاب المعيشية والنفسية.
كلية الطب في جامعة عدن، مثلها مثل العديد من المؤسسات التعليمية في بيئات صعبة، تواجه تحديات كبيرة في ظل القوانين واللوائح التي قد لا تتماشى تمامًا مع الواقع الذي يعيشه الطلاب. هذه الفجوة بين النظام الأكاديمي والظروف المعيشية التي يواجهها الطلاب تثير الكثير من التساؤلات حول دور الكلية في تحقيق أهدافها التعليمية الأساسية. هل تسعى كلية الطب حقًا لتخريج أطباء أكفاء، أم أنها تركز أكثر على تحسين صورتها أمام المجتمع من خلال الأنشطة والبرامج التي قد تكون مجرد مظاهر زائفة لا تضيف إلى واقع الطلاب شيئًا حقيقيًا؟

ـ الواقع المؤلم: التمييز بين الطلاب

التعامل بين إدارة الكلية والمدرسين مع الطلاب قد يثير العديد من الانتقادات، إذ يبدو أن هناك تمييزًا ملحوظًا بين الطلاب، ما يؤدي إلى إحساس بعضهم بالغبن. فبدلاً من أن يتم تحفيز الطلاب على التفوق والتميز العلمي، يشعر البعض بأنهم مغيبون ومهملون، خاصة في ظل المناخ الذي قد يركز على المظاهر والبرامج الدعائية بدلًا من تقديم حلول حقيقية للمشكلات التعليمية التي يعانون منها.
هذا التمييز يخلق نوعًا من الاحتكار بين الطلاب، حيث ينعم البعض بتعامل خاص، كما حصل ان بعض لم يدخلوا أمتحان الإعادة في البيئة وظهروا ضمن العابرين بينما يُترك الآخرون يواجهون ظروفًا صعبة جاءت لهم أختبارات انتقامية، ماذا تستفيدوا من فشل طالب عندما يعيد سنة على مادة واحدة او مودتين، هذه قد تؤثر على تحصيلهم العلمي واوضاعهم المادية والنفسية . في ظل هذه المعاملة، يصبح من الصعب على الطالب العادي أن يشعر بقيمته داخل المؤسسة الأكاديمية، بل قد يتطور الأمر إلى شعور بالعجز والانسحاب، ما يهدد تحقيق هدف الكلية في تخريج أطباء أكفاء.

ـ محاربة الطالب في العداوات الخاصة: تمييز مؤلم وواقع قاسي

في بيئة أكاديمية يفترض أن تكون مساحة للتعلم والنمو، يصبح التمييز بين الطلاب أمرًا مرفوضًا تمامًا، إلا أنه في بعض الحالات نجد أن هناك قوى خفية قد تتحكم في مسار الحياة الجامعية للطالب، لا سيما في كلية الطب بجامعة عدن، حيث يعاني بعض الطلاب من ممارسات سلبية تكشف عن تمييز غير مبرر ومحاربة غير ظاهرة لطلاب بعينهم. هذه الممارسات قد تتمثل في محاربة الطالب من خلال العداوات الشخصية، وضعف الدعم الأكاديمي، أو إثقال كاهله بالضغوطات التي تؤثر على نفسية الطالب، ما ينعكس سلبًا على تحصيله الدراسي.

ـ إثبات الفشل: ظاهرة مدمرة

ما هو أكثر إيلامًا هو أن بعض الطلاب الذين يُعتبرون ضحية لهذا التمييز لا يستطيعون في بعض الأحيان أن يفهموا سبب العداء المستمر لهم أو المعايير المزدوجة التي يُعاملون بها. هذا الشعور بالظلم يجعلهم في موقف صعب للغاية، حيث يتساءلون هل الفشل الذي يواجهونه في الكلية هو نتيجة ضعفهم الشخصي؟ أم أن هناك تلاعبًا خفيًا وراء ما يحدث؟
الاجابة تكمن في انا هناك تلاعبا خفيا قد يخدم الكليات الخاصة،وقد يخدم أجندة خارجية تعمل على تخويل من طالب إلى أدوات لتنفيذ أشياء غير أخلاقية وذلك عبر ارسال له ما يُلهيه لو وافقهم ، والذي قد يبدو الامر متسقاً.

تحديات الواقع المعيشية: أين دور الكلية؟

في الوقت الذي تنشغل فيه الكلية بتطبيق القوانين القديمة التي لا تتماشى مع الواقع المعاش للطلاب، لا يبدو أن هناك تحركًا حقيقيًا من أجل تحسين وضع الطلاب المعيشي أو الأكاديمي. الطلاب يعانون من ضغوط الظروف المعيشية الصعبة، مثل ارتفاع التكاليف الدراسية، وضعف الإمكانيات في بعض الأقسام الدراسية، وفي الوقت نفسه لا تجد إدارة الكلية آليات دعم تعليمي للتعامل مع هذه التحديات كل همها هو التلميع الاعلامي لتغطية الثغرات داخل دالكلية، فعندما يسمعون عن قدوم لجنة لها علاقة بالاعتماد الاكاديمي يقيمون دورات طبية ذات يوم او يومين .

ـ إقصاءدور المجلس الطلابي من التاثير في القرارات التي تخص قضايا وأوضاع الطلاب إلى أداة للأنشطة العادية: قتل لروح التفاعل والمشاركة

إن تحويل المجلس الطلابي إلى مجرد أداة لتنظيم الفعاليات أو الأنشطة الترفيهية، دون أن يكون له دور في التأثير الفعّال على الأمور الأكاديمية والإدارية التي تمس حياة الطلاب، يمثل ضياعًا لفرصة حقيقية في تحقيق التغيير الإيجابي في البيئة التعليمية. ففي كلية الطب، التي تتسم دراستها بالتحديات والصعوبات، يُفترض أن يكون المجلس الطلابي مؤسسة مؤثرة تعمل على تعزيز حقوق الطلاب، ودفعهم للتفاعل مع قضاياهم ومطالبهم بشكل جاد وذلك بتعديل الانظمة لما يتناسب مع الاوضاع المعيشية والنفسية، لا مجرد مشرف على الأنشطة الاجتماعية،يجب ان يقدم شيء ملموسا للطلاب بعيدا عن المظاهر الأعلامية.

ـ كيف يمكن أن يتغير الوضع؟

الأمر لا يحتاج إلى مجهودات كبيرة أو استراتيجيات معقدة. الأمر ببساطة يكمن في تغيير المنهجية التي تعتمدها الكلية تجاه طلابها. يجب أن تتحول الاهتمامات من تحسين صورة الكلية إلى تحسين الواقع الذي يعيشه الطالب، وهو ما يتطلب:

1. تعديل القوانين بما يتناسب مع الواقع المعيشي والظروف الاقتصادية، بعض اللوائح لا تصلح لهذه الكلية مثل إعادة سنة على مادة واحدة او مادتين، يعتمد على توفير البيئة التعليمة وكل الامكانيات والأجهزة التعليمية الطاقم ذات الكفاءة الحقيقة.

2. تشجيع المعلمين على دعم الطلاب علميًا، وليس تحويلهم إلى أداة لفحص الفشل.

3. إدراك المسؤولية الاجتماعية للكلية، لا من خلال المظاهر، بل عبر الأنشطة التي تعود بالنفع الحقيقي على المجتمع مع الاشارة أنه الضغط الدراسي للطالب ماهو الأ سباق محموم للحصول على درجات في فترة وجيزة دون ان يضيف شيء إلى معرفتهم غير التعب والاجهاد.
٤.
4. إشراك الطلاب في صناعة القرار وتعزيز دورهم في تحسين البيئة الأكاديمية.

هل ستفعل الكلية ذلك؟

الكلية ملزمة بالتحول لتصبح مكانًا يُقدر فيه كل طالب بقدراته وإمكاناته، ولا يمكن أن تتحقق هذه الغاية إلا إذا كانت الكلية بالفعل تهدف إلى تخريج أطباء حقيقيين يحملون المهارة الإنسانية والعلمية وليس مجرد شهادات أكاديمية تخضع لمعايير قاسية تكتنفها المظاهر الفارغة.

النظرة المستقبلية: يجب أن تكون هناك حلول

إذا كانت الكلية حقًا تسعى لتخريج أطباء أكفاء، فعليها أولًا إعادة النظر في كيفية التعامل مع طلابها. لا يجوز أن تترك المؤسسات التعليمية أبوابها مغلقة أمام المجتهدين أو أن تفتحها فقط لمن يمتلكون علاقات خاصة أو وضعًا اجتماعيًا معينًا. الكلية بحاجة إلى التخلص من التمييز و العداوات الشخصية التي لا تخدم إلا مصالح ضيقة، بل يجب أن تكون نظامًا متوازنًا يعترف بحق الطلاب جميعًا في الحصول على فرص متساوية من أجل تحقيق النجاح والتفوق.

من أجل ذلك، يجب أن يكون دور الأساتذة والإدارة الأكاديمية داعمًا و تحفيزيًا، عوضًا عن كونهم معوقات في طريق الطلاب، وأن يتعاملوا مع جميع الطلاب وفقًا لمعايير مهنية تهدف إلى تحقيق المصلحة العامة وليس لإثبات الفشل أو إظهار التميز الشخصي.

زر الذهاب إلى الأعلى