مقالات وآراء

بين معاناة المعلمين وتوزيع السجاد.. إهانة مقنعة أم مكرمة مستفزة؟

كتبت: منى قائد

أيام قليلة تفصلنا عن أجمل شهور السنة، شهر رمضان المبارك، شهر الخير والرحمة، لكنه يحل علينا هذا العام وبلادنا لا تزال ترزح تحت وطأة الأزمات، حيث الغلاء الفاحش، وتأخر المرتبات، والانهيار الاقتصادي الذي يضيق الخناق على المواطنين.

يأتي الشهر الفضيل والمواطن المنهك لم يجد من النخب المتحكمة سوى مزيداً من المعاناة، فلم تقدم له سوى المرارة والحسرة، ورغم ذلك، لا يزال يحاول بشتى الطرق أن يصنع شيئًا من الفرح لعائلته، رغم الأزمات المفتعلة التي تحاصره من كل جانب.

وفي خضم هذه الظروف القاسية، برزت في الأيام الماضية ظاهرة غريبة لم نشهدها من قبل، لا أدري كيف أصنفها، هل هي معونة أم مساعدة أم مكرمة؟ لا أعلم إن كان الهدف منها التخفيف من المعاناة أو إهانة المعلم، الذي قيل عنه يومًا إنه كاد أن يكون رسولًا. توزيع “السجاد” على المعلمين وكأن أوضاعهم المعيشية في أفضل حال، وكأن مشكلتهم الحقيقية كانت تنحصر فقط في (سجاد)!

هذه الخطوة الغريبة أثارت غضب واستغراب المجتمع بأسره، ليطرح السؤال نفسه: هل النخب الحاكمة لا تدرك حجم معاناة المواطنين، وخصوصًا المعلمين؟ أم أن هذه الفئة لم تعد تعني لهم شيئًا أصلًا؟!

زر الذهاب إلى الأعلى