إعاقة حركية في مواجهة عواصف المكلا .. قصة نساء ذوات الإعاقة بين الصراع والمناخ

تقرير / هويدا سالم
في المكلا حيث يضرب حر الصيف البرودة ثم يأتي الغبار، تواجه نور بازهير الحياة حيث عاشت خمس وأربعين سنة تكافح كل يوم مع إعاقتها الحركية وأثر تغير المناخ على صحتها وفي ظل الجبال التي تعزلها ، لا يسهل عليها التنقل، وصرحت قائلة: “أحتاج دائماً للمساعدة ” ولكن التحديات التي تواجهها ليست مجرد الحواجز الجغرافية بل هي تهديدات صحية مستمرة ، تنفسها صعب بسبب تقلبات الطقس وتضيف نور : “البرودة، الحرارة، والغبار يؤثرون على تنفسي بشكل كبير” وهي تعيش هذه الحرب اليومية ضد جسمها والطقس.
منذ سن الرابعة، بدأت معاناتها مع الحمى والاختناق ، كانت تتنقل بين المستشفيات والبخاخات الطبية، دون أن يخفف ذلك من معاناتها “حين يتوقف جهاز التنفس عن العمل، أضطر للذهاب إلى المستشفى”، تضيف: حتى التنقل اليومي بين المنزل والعمل يتطلب مساعدات مستمرة من إخوتها، لكنها تعلم أن الأوقات الصعبة قادمة.
هذه الحالة ليست حالة نور فقط النساء ذوات الإعاقة الحركية يعانين من الكثير في وجه التغيرات المناخية، دراسة من أوكسفام تقول إن 60% منهن لا يستطيعن الوصول إلى الرعاية الصحية والتعليم لا شيء يوقف هذه التحديات ، الطقس القاسي، والظروف البيئية السيئة مثل التصحر .
تأثير تغير المناخ على الأشخاص ذوي الإعاقة الحركية:
تبدأ الحرارة أولاً : ترتفع، كثيفة وخانقة بالنسبة لأولئك العالقين بكراسيهم، بمنازلهم، تصبح عدواً لا يمكنهم محاربته بمفردهم ، يتسارع تنفسهم يشعرون بثقلها—حرارة شديدة تخنق الأنفاس ثم يأتي الغبار و العواصف تدور، عنيفة وعمياء لا يمكنهم الهروب منها هذا ماصرحه نائب كلية البيئة الدكتور ماجد بن سلم وكذلك الرياح تجرف الأرض النظيفة، وتحمل الغبار إلى رئتيهم ، يتراكم الرمل داخل صدورهم يتركون أنفاسهم تلهث، محاصرين في عالم لا يمكنهم الفرار منه.
ثم تأتي الرطوبة، تضيف ثقلًا للهواء ، تلتصق بالجلد ،تمتلئ بها الرئتين، ويصبح التنفس أصعب ،يشعرون بالتغيرات في الهواء، ويجعلون كل شيء أسوأ.
ثم بعد أن تمر العاصفة، الحرارة، والغبار، والرطوبة—كل شيء يسلبهم فرصهم للعمل ، ينكمش العالم من حولهم، ليصبح أصغر وأضيق، باردًا .
ضحايا من الأشخاص ذوي الإعاقة الحركية بسبب تغير المناخ:
في اليمن لا توجد أرقام دقيقة عن عدد الأشخاص ذوي الإعاقة. تقديرات منظمة العفو الدولية تقول إن 15% من السكان يعانون من نوع من الإعاقة ومع هذا يواجه هؤلاء الأشخاص وخاصة النساء تحديات صحية معقدة ، فبينما يستمر التلوث الناجم عن الحروب، فإن التغيرات المناخية مثل العواصف الرملية والغبار تعمق من معاناتهم هؤلاء الناس الذين يعانون من إعاقات، هم في خطر دائم من الأمراض التنفسية المزمنة، التي تأتي نتيجة الهواء الملوث، وتفاقمها الظروف البيئية الصعبة.
الاعتراف بحقوقهم قانونيًا:
القانون اليمني رقم (61) لعام 1999 يعترف بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في مختلف المجالات، بما في ذلك الرعاية الصحية. كما ينص القانون رقم (2) لعام 2014 على تحسين جودة الحياة للأشخاص ذوي الإعاقة من خلال توفير الرعاية الصحية والتعليم والعمل، وتخصيص بيئة ملائمة تضمن لهم الوصول إلى خدمات صحية متخصصة.
معاناة أدت للوفاة
روت بازهير واقعة تعرضت لها إحدى المعاقات حركياً ( سمر- اسم افتراضي) سيدة في الخامسة والخمسين من عمرها ، معاقة حركياً “بينما كانت في الجمعية التي عملت بها أصابها تشنج نصفي في الجزء العلوي من جسدها فور وصولها إلى المستشفى، كانت قد فارقت الحياة لا شيء كان في يدهم لتقديمه ، لم تتوفر المواد الإسعافية الأساسية في الجمعية كان النقص قاتلاً وأدى إلى فقدان حياتها، بينما كان يمكن أن تكون هي على قيد الحياة لو أن هناك تدريباً على الإسعافات الأولية لم يكن هناك من يستطيع المساعدة ” .
الدراسات والتقارير
كما أكدت دراسة منظمة الصحة العالمية (WHO): إلى أن النساء ذوات الإعاقة يواجهن مخاطر صحية أكبر بنسبة 20% مقارنة بالنساء غير المعاقات في ظل تغير المناخ ويواجهن تحديات متعددة تزداد تعقيدا ، صراع مستمر، انهيار اقتصادي، وكوارث مناخية تتكرر والمساعدات الإنسانية باتت أساسية للبقاء ، وفي عام 2023 باليمن يحتاج حوالي 21.6 مليون شخص إلى مساعدة، مع 80% من السكان يعانون من نقص في الغذاء، المياه الصالحة للشرب، والرعاية الصحية.
– تقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP): يؤكد على أن النساء المعاقات يعانين من تهميش مزدوج، مما يستدعي إدراج قضاياهن في استراتيجيات التكيف مع تغير المناخ ، فمن بين 4.5 مليون نازح، تشكل النساء والأطفال 80% ، ما يقارب ربع الأسر النازحة تقودها نساء، وأغلبهن يواجهن تمييزًا يمنعهن من الحصول على التعليم والفرص الاقتصاد
أعراض وأسباب الإعاقة
مما لا شك فيه أن لا توجد أوجهة مقارنة مابين القادرين على الحركة وذو الإعاقة بشأن تغير المناخ وما يصاحبه من معاناة صحية ورعاية وخدمات أكثر وتدخل الجانب النفسي والتكوين الجسدي ماقبل الولادة والأعراض الوراثية ، فكون الإعاقة منذ الصغر أكثر صعوبة من الإعاقة المتدخلة وذلك كما أوضح المختص بدراسة الماجستير في التربية الخاصة ( تخصص الإعاقات) بجامعة حضرموت الدكتور هاني باعباد أنواع الإعاقات الحركية ( جسمية ، صحية) فالإعاقة الجسمية تكون حركية أي يمكن رؤيتها من المظهر الخارجي وتسمى الإعاقة العظمية مثل الصرع والشق المفتوح منذ الولادة والإعاقة الصحية هي الأمراض المزمنة التي تكون داخلية بجسم الإنسان كالتلازيميا والتختردم والسرطان.
وأفاد الدكتور باعباد بأن تأثير تغير المناخ على الفتيات ذوات الإعاقة ليس مجرد مشكلة صحية، بل هو معركة يومية ضد الظروف التي تتزايد حدتها ، بينما تعيش الفتيات اللاتي يعانين من الإعاقة تحديات كبيرة في حياتهن اليومية، تصبح الأمور أصعب عندما تزداد حرارة الطقس، ويزداد الغبار في الجو ، وأن الفتيات ذوات الإعاقة يواجهن ضعفاً مضاعفاً، ليس فقط بسبب إعاقتهن، بل أيضاً بسبب التغيرات التي تطال بيئتهن. في موجات الحر، لا يمكنهن التحرك بسهولة أو الوصول إلى أماكن آمنة ، وصعوبة التنقل تصبح تهديداً إضافياً عندما ترتفع درجات الحرارة، وتزداد المخاطر الصحية ، الأماكن التي قد تكون مأوى أو ملجأ، تصبح بعيدة المنال وفي الأوقات التي يشتد فيها العنف البيئي، سواء كان نتيجة للفيضانات أو العواصف الرملية، تتعرض الفتيات ذوات الإعاقة لمخاطر أكبر
بعد الولادة :
مؤكداً الدكتور باعباد بأن المرأة بعد الولادة قد يتعرض طفلها لإصابات تؤدي إلى مضاعفات مثل الحمى التي يمكن أن تسبب الشلل الدماغي و يُعتبر الشلل الدماغي أحد أبرز الإعاقات الحركية ، حيث ينقسم إلى عدة أنواع: 1. التشنجي (80% من الحالات)، والذي يتسبب في ضعف الحركة 2. الترنحي(5% من الحالات)، الذي يؤدي إلى صعوبة في الحركة مع عدم القدرة على التحكم في اليدين. 3. اللاتوازني(10% من الحالات)، والذي يتسم بالمشي على أطراف الأصابع. 4. المختلط (5% من الحالات)، والذي يجمع بين أعراض الأنواع الأخرى.
حلول لمواجهة التحديات التي تواجه الأشخاص ذوي الإعاقة فيما يتعلق بتغير المناخ ( أمراض الجهاز التنفسي)
أولاً : ضمان وصول النساء ذوات الإعاقة إلى العلاجات والرعاية الطبية الملائمة لأمراض الجهاز التنفسي مثل الربو ، التهاب الشعب الهوائية ، أو الأمراض المزمنة الأخرى بالإضافة لتوفير معدات طبية مخصصة مثل أجهزة الأوكسجين المحمولة للأشخاص ذوي الإعاقة، وضمان إمكانية الوصول إليها بسهولة. ثانياً : إطلاق حملات توعية لزيادة الفهم حول العلاقة بين تغير المناخ وأمراض الجهاز التنفسي ، خصوصًا في المجتمعات التي تضم نساء ذوات إعاقة من خلال توفير المعلومات بلغة واضحة وسهلة، بما في ذلك لغة الإشارة والوسائط متعددة الوسائط لتمكينهن من اتخاذ تدابير وقائية.
ثالثاً: تحسين جودة البيئة (الهواء) في الأماكن التي تعيش فيها النساء ذوات الإعاقة مثل تحسين التهوية، تقليل التلوث، وتوفير مساحات خضراء ومناطق آمنة للهواء النقي وذلك من خلال تنفيذ سياسات لخفض الانبعاثات الملوثة، خاصة في المناطق التي يكثر فيها التلوث بسبب الصناعات أو وسائل النقل.
رابعاً : دعم سياسات الوصول الشامل: التأكد من أن المرافق الصحية العامة مثل المستشفيات والمراكز الصحية مجهزة لتلبية احتياجات النساء ذوات الإعاقة، وتوفير وسائل نقل مريحة وآمنة لهن ( تطبيق قوانين ملائمة تضمن حق النساء ذوات الإعاقة في الحصول على الدعم الطبي والمساعدة في حالات الطوارئ ) .
خامساً :التقنيات المساعدة: توفير أجهزة ومعدات مساعدة تكنولوجية، مثل أجهزة قياس التنفس المحمول أو تطبيقات الهواتف الذكية التي تساعد النساء في مراقبة صحتهم التنفسية في الوقت الفعلي ( استخدام تكنولوجيا التنبؤات المناخية لتحذيرهن من الفترات التي قد تشهد تغيرات مناخية قد تؤثر على صحتهن ) .
سادساً: مشاركة النساء ذوات الإعاقة في صنع القرار: إشراك النساء ذوات الإعاقة في وضع السياسات والبرامج التي تعالج التحديات الصحية المرتبطة بتغير المناخ ( دعمهن في المشاركة في حملات المناصرة لحقوقهن الصحية والإجتماعية، وضمان وصولهن إلى منصات التأثير السياسية).
سابعاً : التعاون بين المنظمات الدولية والمحلية: دعم التعاون بين المنظمات غير الحكومية، الحكومات، والمجتمع المدني لتوفير شبكة دعم شاملة للنساء ذوات الإعاقة في ظل تغير المناخ (تعزيز الدعم النفسي والاجتماعي للنساء، بما في ذلك توفير خدمات الدعم النفسي في أوقات الأزمات الناجمة عن الكوارث البيئية) .
ثامناً: تطوير استراتيجيات التكيف مع المناخ : وذلك بوضع استراتيجيات توعية وتثقيف تعزز فهم هذه الفئة لمخاطر التغير المناخي مما يمكنهن من المشاركة الفعالة في جهود التكيف مع هذه التغيرات.
حلول واقعية
أجرى المكتب الإقليمي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في الدول العربية أول تدريب له على بناء فرص دمج الأشخاص ذوي الإعاقة لموظفي وموظفات المكاتب الإقليمية ومكاتب المقاطعات من مصر والأردن ولبنان وفلسطين بين الفترة من 21 إلى 23 نيسان (أبريل) بالقاهرة تم عبر تنظيم ورش عمل تفاعلية تضمنت محاضرات ومناقشات جماعية وأنشطة عملية تم فيها عرض دراسات حالة ناجحة من دول أخرى أو منظمات لتوضيح كيفية دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في السياسات والبرامج وقد شارك في التدريب موظفون من مكاتب الأمم المتحدة في عدة دول مما ساعد على تبادل الخبرات والرؤى وبعدها مرحلة التقييم والمتابعة تم خلالها تقييم فعالية التدريب من خلال استبيانات وردود فعل المشاركين مع وضع خطط لمتابعة تنفيذ ما تم تعلمه في مكاتبهم وعرض النتائج المتوقعة كتعزيز قدرات الموظفين على دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في جميع جوانب العمل، مما يسهم في تحسين جودة الخدمات المقدمة بالإضافة على التشجيع على تطوير السياسات الأكثر شمولية مراعيين احتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة في الختام تم التعاون مع منظمات محلية ودولية متخصصة لتعزيز نتائج التدريب.
برنامج تأهيلي شامل لرعاية النساء ذوات الإعاقة
وعملت جمعية التحدي لرعاية وتأهيل المعاقات على تقديم برامج تأهيلية متكاملة تستهدف تحسين الصحة الجسدية والنفسية للنساء ذوات الإعاقة حيث تم التركيز على تقوية العضلات الأساسية وتحسين القدرة على التنفس ويصاحبة جلسات علاج طبيعي مخصصة تتضمن التمارين الهوائية والتي تهدف إلى تعزيز القدرة التنفسية وتقليل الأعراض المرتبطة بأمراض الجهاز التنفسي بالإضافة إلى الدعم والتدريب على استخدام الأجهزة الطبية مثل أجهزة الاستنشاق كما نظمت الجمعية ورش عمل وحملات توعية لتثقيف النساء وأسرهن حول كيفية التعامل مع الأمراض التنفسية وأهمية الرعاية الصحية المستمرة والتعاون مع المستشفيات والمراكز الصحية لتوفير الرعاية اللازمة للنساء ذوات الإعاقة مما يسهل وصولهن إلى الخدمات الطبية.
مبادرة مجتمعية من معاقات حركياً
عملت دلفن التي تعاني من شلل دماغي وتستخدم كرسي متحركاً مع غيرها من نساء مجتمعها على مساعدتها لحل مشكلتها ( إفرازات مهبلية غير عادية) بسبب الرطوبة الشديدة في الجو ، حيث كانت دلفن متزوجة بالسر مما أفقدها مصداقيتها لدى الطبيب ولم يصرف لها العلاج ، عبرن مجموعة النساء بأن المشاكل الصحية لامرأة ذات إعاقة شأنها شأن معظم المشاكل الصحية لجميع النساء ، فتوجهن للصيدلية واخذ العلاج ولكن دون جدوى …
رحلة الشجاعة والعلاج في مواجهة التحديات
لم تفقد دلفن العزم بأن تتعالج برغم من أن زوجها لا يريد أن يفصح للمجتمع بأنه متزوج من امرأة معاقة ، اجتمعت بصديقاتها من المعاقات حركياً ، فعرضن لها كتاب لتقرأه بعنوان “عندما لا تجد طبيباً” وكيف يمكن أن تنتقل العدوى من شخص لآخر عبر الممارسة ولكن ذلك دون جدوى ، فتطوعت اثنتان من المجموعة للذهاب مع دلفن للطبيب وقامن بإقناع الطبيب وأستمرت دلفن بأخذ العلاج الذي أوضح من خلاله بأنها مصابة بعدوى خطيرة في الرحم ” مرض السيلان والكلاميديا” فتحسنت سريعاً مع الوقت ، وهذا ماصرح في يكاموس الصحة بقسم كتيب الصحة للنساء ذوات الإعاقة في الفصل الثاني التنظيم من أجل رعاية صحية صديقة للإعاقة .
البحث عن الأسباب الجذرية للمشكلات
بعد أن أخذت دلفن العلاج وشعرت بتحسن أرادت أن تتأكد من أن مشكلتها الصحية قد انتهت ولكن، بعد قراءة الكتاب أدركت أن هذا ليس صحيحًا، وأنه في المرة المقبلة لزيارة زوجها يمكن أن تصاب بالعدوى مرة أخرى إذا لم يأخذ زوجها الدواء ويستخدم الواقي الذكري ، ناقشت دلفن المشكلة مع نساء ذوات إعاقة أخريات في المجموعة، وبالإجماع قررن لعب لعبة تسمى “ولكن لماذا..؟” لمساعدة كل شخص لتحديد جميع الظروف التي سببت المشكلة.
جهود جامعة حضرموت في دعم المعاقات حركياً
تبنت جامعة حضرموت من خلال كلية البنات عدة مبادرات تهدف إلى دعم وتعليم ذوي الهمم ومن ضمنهن المعاقات حركياً وقد أوضحت نائبة العميد الدكتورة فاطمة باهديله تفاصيل هذه المبادرات: 1- تم إنشاء قسم الماجستير في التربية الخاصة (لذوي الهمم) الذي يهدف إلى إعداد كادر مؤهل في مجال التعليم والتأهيل ، يشمل البرنامج تدريب المعلمين على أساليب التعامل مع هذه الفئة وتطوير مهاراتهم التعليمية والصحية و يساهم هذا القسم في تعزيز قدرات المعلمين في المدارس والجهات الأخرى مما يسهم في تحسين جودة التعليم لهذه الفئة ، 2 -يعمل القسم على تطوير شراكات مع المراكز الخارجية لتحسين الخدمات التعليمية والتأهيلية المقدمة لذو الهمم و يهدف هذا التعاون إلى ربط التعليم بالواقع العملي وتعزيز الفهم حول كيفية التعامل مع هذه الفئة، 4-قدمت الكلية الدعم النفسي للطالبات من خلال استشاريين نفسيين مما ساهم في تحسين حالتهم النفسية والاجتماعية ، 5 – كما تم توفير خدمات صحية في المراكز برسوم مخفضة، مما يسهل وصولهن إلى الرعاية الصحية اللازمة ، 6-خدمات النقل المجانية للمعاقات في لفتة إنسانية قامت كلية البنات باستخدام باص الموظفين بالكلية لنقل الطالبات المعاقات حركياً إلى منازلهن بالمجان كخدمة إنسانية حتى بعد تخرجهن ، لا يزال الباص يوفر الخدمة مما يعكس إلتزام الكلية بدعم خريجاتها.
في اليوم العالمي
أوضح المدير العام لمكتب وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بساحل حضرموت الأستاذ أحمد سالم باضروس التعاون مع هيئة الهلال الأحمر الإماراتي التي نظمت عيادات مجانية لذوي الهمم بمناسبة اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة في ساحل حضرموت في 2024/12/3م عبر مركز المحور الطبي والعيادة الطبية المتنقلة وذلك في خطوة تعكس التزامها تجاه دعم هذه الفئة وخاصة النساء وتعزيز الوعي بقضاياهم ، واستفاد من الخدمات الطبية المقدمة عدد 181 حالة توزعت 74 حالة من عيادة الاطفال، وعدد 20 حالة مستفيدة من عيادة النساء والولادة، و 75 حالة مستفيدة من الباطنية و 12 حالة من العيادة العامة، فيما بلغت اجمالي الفحوصات 120 فحص.
وفي إطار الجهود المستمرة لدعم الفئات الأكثر احتياجاً تقول الدكتورة سهير قنزل مدير المركز في كلمتها خلال حفل التدشين أن هذه المبادرة تمثل خطوة كبيرة نحو تعزيز حقوق هذه الفئة الهامة في المجتمع ودمجهم بشكل أفضل وأضافت قنزل: “نحن فخورون بتقديم هذه الخدمات الطبية المجانية لذوي الهمم من خلال افتتاح العيادات المخصصة في مركز المحور الطبي بربوه خلف والتي تعكس التزام الهيئة الدائم برعاية هذه الفئة وتلبية احتياجاتهم الصحية الخاصة.”
تحسين صحة النساء ذوات الإعاقة
في مقال نشر لدى المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة، سلطت الخبيرة الدولية في مجال ذوي الإعاقة ورئيس المؤسسة العربية لحقوق الإنسان رجاء المصعبي الضوء على الوضع الصحي المتدهور للنساء ذوات الإعاقة وأشارت إلى أن هذا الوضع يفاقمه عدم اهتمام الأهل بصحة الفتيات من ذوات الإعاقة بالإضافة إلى عزوف مؤسسات ذوي الإعاقة عن تقديم الدعم اللازم.
وأوضحت المصعبي أن المراكز الصحية والمستشفيات تفتقر إلى تطبيق أبسط المعايير الصحية مما يزيد من معاناة النساء ذوات الإعاقة كما كشفت أنها كانت واحدة من الخبراء الذين تم اختيارهم لتمثيل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حيث شاركت في إعداد دليل شامل حول الوضع الصحي للنساء ذوات الإعاقة والذي تم تقديمه لمنظمة الصحة العالمية وصندوق الأمم المتحدة للسكان ورغم الجهود الكبيرة التي بذلت على مدى أكثر من ثلاث سنوات توقف المشروع بسبب نقص الدعم.
دبلوم مهني في التربية الخاصة
وفي نفس السياق أكد الدكتور هاني باعباد على أهمية التأهيل الذهني والحركي معاً وأعلن عن خطة مستقبلية بالتعاون مع السلطة المحلية ووزارة التعليم الفني والتدريب المهني في ساحل حضرموت لفتح دبلوم مهني في التربية الخاصة، يستهدف جميع الفئات بما في ذلك النساء ذوات الإعاقة الحركية وسيشمل البرنامج دورات تدريبية في العلاج الوظيفي، التأهيل الفموي، وتنمية المهارات الدقيقة، بالإضافة إلى معالجة الجوانب النفسية والصحية مثل الاكتئاب والقلق.
المرأة الحديدية الباكستانية
نشر موقع الجزيرة نت قصص نجاح ملهمة لمتحدوا الإعاقة في مؤتمر دولي بالدوحة كان من بين القصص الباكستانية منيبة مزاري التي يسمونها المرأة الحديدية في بلادها باكستان بسبب كثرة المعادن في جسمها لتثبيت عظامها ، تعرضت لحادث سيارة وهي في العشرين من عمرها فكسرت عظام معصمها وكتفها وجميع عظام صدرها وكذلك العمود الفقري الذي تسبب في فقدانها القدرة على الحركة مرة أخرى ، وخلال شهرين ونصف أمضتهما في المستشفى كادت منيبة أن تفقد الأمل خاصة بعد أن أخبرها أحد الأطباء أن عليها أن تتخلى عن حلمها في أن تصبح رسامة.
الطبيب عدد لمزاري آثار الحادث عليها ومنها أنها لن تستطيع الرسم مرة أخرى ولن تتمكن من المشي أو الحركة أو الإنجاب، ولكنها قررت ألا تستسلم لشعور اليأس والفقدان فطلبت من أشقائها أدوات الرسم لتعبر عما بداخلها وتفرغ طاقتها في شيء تحب ممارسته وبعد تدريبات استطاعت أن تعبر بالفرشاة عما تريد.
تغلبت الشابة الباكستانية على الحرمان من الولادة بأن تبنت طفلا منحها أملاً جديداً في الحياة، فقررت بعدها أن تواجه المجتمع وألا تخجل، فاشتركت بحملات عروض الأزياء وقدمت البرامج في التلفزيون الباكستاني ولم تترك للانهزام مكانا في حياتها حتى اختارتها الأمم المتحدة سفيرة للنوايا الحسنة للمرأة في باكستان، واختارتها هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) ضمن أقوى 100 امرأة عام 2015.
تتطلب هذه القضية تكاتفاً شاملا بين مختلف الجهات الحكومية، والمنظمات غير الحكومية، والمجتمعات المحلية لضمان بناء بيئة مقاومة لتغير المناخ تكون شاملة للجميع، وتوفر الحماية والفرص لهذه الفئة المهمشة.
تم إنتاج هذه المادة بالتعاون مع منصة ريف اليمن الصحفية ضمن مشروع غرفة أخبار المُناخ والحقوق البيئية “عُشة”.