من المستفيد من إهانة المعلم الجنوبي وتلغيم حاضر ومستقبل الجنوب؟

كريترنيوز / تقرير
يقول الكاتب والمفكر الجزائري مالك بن نبي إذا أردت أن تهدم حضارة : إحتقر مُعلِّما وأذل طبيبا وهمّش عالما واعط قيمة للتافهين.
المعلم هو أساس البنية التحتية لبناء وتنشئة أجيال الحاضر والمستقبل الذين بسواعدهم تبنى الأوطان،
التعليم هو أساس الحياة، أساس الرسالات السماوية، قال الله عز و جل لرسوله محمد الأمين صلى الله عليه وسلم ؛ (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ)،.
التعليم هو اللبنة الأولى التي يقوم عليها بناء الإنسان فإذا تسلح المجتمع بالتعليم صلح وارتفع شأنه ، فالتعليم هو الركيزة الأولى لبناء الإنسان وبالتعليم تشكلت الحضارات الإنسانيّة وبه استطاع الإنسان فهم ذاته وإدراك وفهم أسرار الحياة من حوله واستطاع فك شفراتها ونجح في اجتياز عقباتها وفي عمارت الكون والاستمتاع بحياة كريمة مستقرة، بيت واسع راتب محترم وزوجة وسيارة وخدمات مستمرة على مدار الساعة، وبالعلم تسيّدت أمم على أمم.
ولن تنال الأمم العلم إلا بالمعلم الذي وصفه السابقون بالشمعة التي تحترق لتضيء دروب أجيال الحاضر و المستقبل، وهو موضوع بحثنا.
إهانة المعلم هيانة للمجتمع وللأمة :
أصبح المعلم في الجنوب لا يستطيع شراء ملابس ولا أحذية تليق به ، ولايستطيع شراء أساسيات المأكل والمشرب ولا الكماليات ولا الملابس ولا يستطيع أن يوفر الحد الأدنى من متطلبات الحياة الكريمة لأفراد أسرته، ولايستطيع الحصول على أجرة المواصلات من وإلى المدرسة، إهانة غير مباشرة يتعرض لها معلمو الجنوب من قبل الدولة بتقطير رواتب لا قيمة لها ويتعرضون لإهانات مباشرة من الطلاب ومن أصحاب البقالات ومن توافه المجتمع ممن لا يعرفون قيمة المعلم.
لقد أصبحت حياة المعلم عبارة عن كومة من الألم والمعاناة وللأسف انعكست تلك التراجيديا سلبا في أذهان الطلاب خاصة في المراحل التعليمية الابتدائية فطموح الطالب استبعد من دماغه فكرة أن يكون معلماً في المستقبل حتى لايلقى المصير المأساوي الذي يشاهده اليوم بأم عينيه للمعلم الجنوبي، يرى فكرة أن يصبح معلما تجربه فاشلة لايحبذ خوضها ، وبذلك يقل عدد المعلمين وتقل التخصصات العلمية مستقبلاً.
ولا ننسى أيضاً أهمية المعلم في وضع الأساس المتين لجيل مثقف متسلح بالأخلاق والقيم الإنسانية الحميدة المرافقة للعملية التعليمية التي بدون المعلم تندثر ويحل الجهل والتخلف والانحراف بدلا عنها.
كيف أساويكم بمن علّموكم؟
بحسب المتداول خرج عدد كبير من الموظفين من قضاة وأطباء ومهندسين وغيرهم من المحتجين في مسيرة غاضبة في ألمانيا يطالبون المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بأن تساوي رواتبهم برواتب المعلمين، فخرجت عليهم وقالت لهم مقولتها الشهيرة : (كيف أساويكم بمن علّموكم)؟
هكذا ارتقت الأمم بإدراكها وفهمها العميق بأهمية المعلم ودوره الريادي (التربوي التعليمي) في المجتمع وفي بناء ونهضة الأمة.
ولكن من يفهم؟ ونحن في بلد (المعلم آخر أو خارج اهتماماتها) بلد تنفق ملايين الدولارات على وزراء وملحقيات دبلوماسية مبعثرة على جميع دول العالم لاخير ولانفع منها للوطن بحسب تقارير إعلامية أحصت الآلاف منهم يستلمون بالعملة الصعبة أقل موظف يستلم 2000 دولار أغلبهم من اليمن الشمالي فيما راتب المعلم الجنوبي لا يتجاوز 30 دولارا.
من المستفيد من إهانة المعلم الجنوبي؟
يرى معلمون التقتهم سمانيوز أن اعداء الجنوب هم المستفيدون من إهانة المعلم الجنوبي ودفعه إلى التذمر واليأس والتوقف عن العمل بقطع راتبه الشهري مصدر عيشه وعيش أسرته أو أن أفقد ذاك الراتب قيمته الشرائية لا سيما الراتب المحترم هو الذي يضمن للمعلم ولأي موظف حكومي الحياة الكريمة ويساعده على العمل وإبراز مواهبه وتقديم أفضل ما لديه لأجيال الحاضر والمستقبل،
متسائلين كيف لمعلم أن يبدع وأن يؤدي عمله على أكمل وجه وبطنه فارغة وجيبه فارغ،
مشيرين إلى أن قوى معادية لها استراتيجية بعيدة تعمل على تجهيل أجيال الجنوب بتدمير المؤسسة التعليمية ليتسنى لها مستقبلا تحقيق أهدافها التي عجزت عن تحقيقها اليوم طالما المجتمع الجاهل المتخلف يسهل تطويعه و تمرير الأجندات الخبيثة أمام عينيه وهو لايعلم بخطورتها.
تلغيم حاضر ومستقبل الجنوب :
الحاصل بحسب مختصين يندرج في إطار تلغيم حاضر ومستقبل الجنوب بالجهل والفقر والمرض وتعطيل الخدمات ودفع المجتمع والدولة ككل سنوات إلى الخلف ، لإبقاء البلد حبيسة دوامة أزمات تستمر عشرات السنين ، يخلق الطفل ويعيش طفولته وشبابه في ظل أزمات تجعل من (الجهل والفقر) والصراع من أجل البقاء على قيد الحياة امورا إجبارية يعيش ويترعرع في حضنها.
ختامًا ..
من يظن أنه مستفيد من إهانة المعلم الجنوبي ومن تعطيل العملية التربوية والتعليمية فهو واهم بل خسران.
تجهيل شعب الجنوب يضر الإقليم أكثر من ضرره الداخلي لا سيما الجاهل لا يحسن التصرف ويسهل استدراجه واستقطابه من قبل الدول المعادية ومن قبل العصابات الإجرامية ليصبح إرهابيا أو قرصانا أو مجرما ماجورا أو يتحوث ، ولنا في جماعة الحوثي الإرهابية المتخلفة وكيف تم استقطابها من قبل إيران خير شاهد وبرهان.