السودان في قبضة المجاعة مع استمرار الحرب

كريترنيوز/ متابعات /طارق عثمان/الخرطوم
خلف الحصار المضروب على سكان أحياء شرق ووسط الخرطوم، بسبب الاشتباكات العنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع، أوضاعاً إنسانية بالغة التعقيد، إذ تعيش الأسر التي لا تزال موجودة في تلك المناطق حالة من الخوف مع انعدام شبه تام للغذاء والأدوية المنقذة للحياة، بجانب انقطاع التيار الكهربائي، وتوقف خدمات الاتصال.
وقالت غرفة طوارئ محلية الخرطوم، إن تردي الوضع الأمني بالمحلية أدى إلى ارتفاع أسعار السلع مع شح الدعم المقدم الذي قاد إلى توقف للتكايا والمطابخ التكافلية.
وأبدت الغرفة مخاوفها مما يمكن أن يحدث خلال الفترة المقبلة، لا سيما في ظل الحصار المضروب على المنطقة، وانحسار المواد التموينية، ما يجعل المنطقة على شفا المجاعة. يدلل تقرير «اليونسيف» على أن حرب السودان المشتعلة قرابة العامين أنتجت أكبر أزمة إنسانية وأكثرها تدميراً في العالم.
فبالإضافة إلى الموت والمجاعة وتفشي الأوبئة وتدمير البنية التحتية، فإن ما يعادل ثلثي السكان، منهم 16 مليون طفل، سيحتاجون هذا العام إلى مساعدات إنسانية، وثلاثة ملايين طفل دون سن الخامسة معرضون للموت بسبب تفشي الأمراض المميتة.
وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف»، إن 770 ألف طفل يواجهون سوء التغذية الحاد الوخيم جراء الحرب المستمرة في السودان. وأضافت المنظمة الأممية في منشور على حسابها بمنصة «إكس» أن «3.3 ملايين طفل يعانون من سوء التغذية الحاد بالسودان”.
في ذات السياق يعيش ما يقدر بالآلاف داخل أحياء البراري شرقي الخرطوم أوضاعاً معيشية حرجة مع شح في الدواء، مع تضاعف أسعار المواد الغذائية بشكل كبير.
حيث بلغ سعر الثلاثة (أرغفة) من الخبز ألف جنيه، وكيلوغرام السكر الواحد 6 آلاف جنيه، وبلغ سعر الكيلوغرام الواحد من الدقيق 6 آلاف جنيه، وكيلوغرام العدس 5 آلاف جنيه، فيما ظلت شبكات الاتصالات متوقفة لأكثر من عام بجانب انقطاع التيار الكهربائي.
وفي منطقة جنوب الحزام جنوبي الخرطوم التي لا تقل الأوضاع فيها سوءاً عن بقية مناطق العاصمة الخرطوم، استأنفت التكايا والمطاعم التكافلية خدماتها بعد توقف دام لشهر كامل بسبب الأوضاع الأمنية وشح المواد التموينية.
حيث عاود المتطوعون تقديم وجبات الإفطار للصائمين في ظروف بالغة التعقيد أمنياً، كما عاود 24 مطبخاً خيرياً العمل في منطقتي مايو وعد حسين بفضل الدعم الذي تلقته من برنامج الغذاء العالمي، ما ساهم في تخفيف القليل من معاناة سكان تلك المناطق.