مقالات وآراء

حضرموت ودورها النضالي من أجل الجنوب

كتب: وليد الجعشاني

حضرموت، تلك المحافظة العريقة الواقعة في شرق الجنوب، لم تكن يومًا على هامش الأحداث، بل كانت دائمًا في قلب النضال الوطني والسياسي في سبيل استقلال الجنوب واستعادة الدولة. بتاريخها العميق، وثقافتها الغنية، ومواقف أبنائها الصلبة، شكلت حضرموت ركيزة أساسية في المشروع الجنوبي، وبرزت كمحافظة ذات تأثير نوعي في مختلف المراحل السياسية.

صلابة أبناء حضرموت على هدف الاستقلال منذ انطلاق الحراك الجنوبي، ظهر أبناء حضرموت كقوة صلبة لا تتنازل عن تطلعاتها. تمسكهم بالهدف الجنوبي لم يكن مجرد عاطفة مناطقية، بل جاء نتيجة وعي سياسي متقدم وإدراك عميق لحقيقة أن حضرموت لا يمكن أن تنفصل عن الجسد الجنوبي في مشروع التحرر والسيادة. شارك أبناء حضرموت في كل مراحل النضال، وكانوا حاضرِين في الساحات، مقدمين الشهداء، ومؤمنين أن لا كرامة إلا في ظل دولة جنوبية مستقلة.

شهدت حضرموت العديد من الفعاليات الكبرى التي عُرفت باسم “مليونات حضرموت”، حيث امتلأت شوارع المكلا وسيئون بالآلاف من أبناء المحافظة، رافعين أعلام الجنوب ومرددين الهتافات التي تطالب بالاستقلال. هذه المليونات لم تكن مجرد مظاهرات عابرة، بل كانت رسائل سياسية واضحة للعالم وللداخل مفادها أن حضرموت تقف بثبات في صف الجنوب، وأن تطلعات أهلها ليست إلا امتدادًا للحلم الجنوبي الجامع.

دور النخبة الحضرمية: أبطال على الأرض برزت قوات النخبة الحضرمية كواحدة من أنجح التشكيلات الأمنية في الجنوب، حيث لعبت دورًا بارزًا في تحرير حضرموت من قوى الإرهاب والفساد، وأسهمت في فرض الأمن والاستقرار في مناطق واسعة من المحافظة. هذا الإنجاز الأمني لم يأتِ من فراغ، بل جاء نتيجة انضباط وكفاءة وعقيدة وطنية راسخة لدى أبناء حضرموت الذين شكلوا هذه القوة. كما أصبحت النخبة الحضرمية نموذجًا يُحتذى به في بقية المحافظات الجنوبية، وأحد الأعمدة الأساسية لأي مشروع جنوبي قادم.

حضرموت اليوم، كما كانت دائمًا، تمثل حجر زاوية في معادلة الجنوب، بثقلها الجغرافي والسكاني والثقافي والعسكري. حضورها في معركة استعادة الدولة الجنوبية ليس محل نقاش، بل حقيقة يقرّ بها الجميع. وبقدر ما تُثبت حضرموت من ولاء للجنوب، فإن المشروع الجنوبي مطالب دومًا أن يضع حضرموت في قلب كل رؤية سياسية قادمة، لا كطرف مشارك فحسب، بل كشريك أساسي في بناء الدولة القادمة.

زر الذهاب إلى الأعلى