مقالات وآراء

حضرموت جنوبية الهوية

كتب/ فضل بن يزيد الربيعي

الجنوب العربي يمثل وحدة جغرافية وهوية تاريخية عريقة، وهو صرح حضاري متجذر في قلوب أبنائه. ومع ذلك، فقد خاض الجنوب مسيرة مليئة بالصراعات والتحديات منذ الاستقلال في عام 1967م. كانت الوحدة بين اليمن الجنوبي والجمهورية العربية اليمنية تجربة غير مدروسة، ترتبت عليها عواقب وخيمة على شعب الجنوب.

تحولت هذه الوحدة إلى غطاء لأطماع المتنفذين في صنعاء، الذين جعلوا منها مبررًا للنهب والسلب بعد حرب 1994م. انقلبوا على مشروع الوحدة وتحالفوا مع القوى الطائفية والقبلية، لتصبح ثروات الجنوب هدفًا مشتركًا بينهم. استولى هؤلاء على النفط، الغاز، الأراضي والموانئ، وأخلّوا بمؤسسات الجنوب، مما جعل الوحدة كابوسًا لشعبنا الجنوبي.

عانى الجنوب من إقصاء عشرات الآلاف من كوادره العسكرية والمدنية، مع حرمانهم من حقوقهم الوظيفية والإنسانية، بالإضافة إلى تعطيل التنمية والخدمات، ودمار الاقتصاد المحلي.

رغم كل ذلك، ظل الجنوب صامدًا. فقد كانت المقاومة الجنوبية رمزًا للبطولة والصمود، سُجلت فيها انتصارات عظيمة في مختلف جبهات النضال، من عدن إلى حضرموت، وشبوة، وأبين، والضالع، ولحج، والمهرة، وسقطرى. تلك البطولات حررت أرض الجنوب من جحافل الطغاة والمليشيات الإرهابية، وأثبتت أن الجنوب ما زال شامخًا، لا يقهر على أرضه الطاهرة.

معًا، خلف قيادتنا السياسية، ممثلة بالمجلس الانتقالي الجنوبي، للانتصار لقضيتنا ومشروعنا الجنوبي، ورفض كل الأصوات المأجورة التي يقف خلفها أعداء الجنوب بهدف الإضرار بالنسيج الاجتماعي الجنوبي.

بتماسكنا، نمضي قدمًا نحو انتزاع حقوقنا المشروعة، لبناء دولة الجنوب العربي الاتحادية، دولة الجنوب المنشودة التي يسودها الأمن والعدالة والقانون.

زر الذهاب إلى الأعلى