مقالات وآراء

إعلان عدن التاريخي.. التحول الفاصل نحو بناء الدولة الجنوبية

كتب : ذياب الحسيني.

يحل علينا ذكرى الرابع من مايو ، يوم إعلان عدن التاريخي، اليوم الذي شكل علامة فارقة في تاريخ شعب الجنوب ، ورسم ملامح مرحلة جديدة من النضال الوطني، كمحطةً نضالية نقلت القضية الجنوبية من أرض الوطن إلى قلب المحافل الدولية، وأعادت الحق الجنوبي إلى واجهة الاهتمام الإقليمي والدولي.

في هذا اليوم المجيد، نحيي ذكرى ميلاد الحامل السياسي لشعب الجنوب ، ذلك الإعلان الذي لم يكن مجرد حدث سياسي عابر، بل كان العروة الوثقى التي نتشبث بها لعودة الحق المسلوب ، والمحطة المفصلية التي حولت مسيرة الجنوب من الثورة إلى بناء الدولة واستعادة الحقوق المغتصبة. كانت هذه اللحظة نقطة تحول استراتيجية، جسّدت الإرادة الشعبية في مواجهة مشاريع الطمس والإلحاق، وأعادت تصحيح المسار النضالي برؤية واضحة، وهدف واحد لا يقبل المساومة أو التراجع.

لقد حمل إعلان عدن التاريخي إشراقة جديدة للقضية الجنوبية، ووضع القواعد الصلبة للعمل السياسي والعسكري، بما يخدم تطلعات الشعب الجنوبي، ويعزز حضوره في الساحات الدولية. استطاع الجنوب من خلال هذا الإعلان أن يفرض وجوده بقوة، ويصبح رقمًا صعبًا في معادلة التوازنات السياسية ، بعد أن انتزع الاعتراف بحقه المشروع في تقرير المصير، وترسيخ أُسس بناء دولته المستقلة وفق إرادته الحرة.

وفي ظل المتغيرات المتسارعة، يأتي إحياء ذكرى الرابع من مايو كتأكيد على أن الجنوب ماضٍ بثبات نحو تحقيق أهدافه الكبرى، مستندًا إلى إرث نضالي عظيم، وعقيدة وطنية راسخة، وإرادة شعبية لا تعرف الانكسار . إن هذه الذكرى ليست مجرد استذكارٍ لماضٍ مشرق، بل هي عهدٌ متجددٌ بأن الجنوب لن يعود إلى الوراء، بل يتجه بكل عزيمة وإصرار نحو مستقبل يليق بتضحيات أبنائه وإنجازاته التاريخية .

المجد والخلود لصنّاع المجد.. والتحية لشعب الجنوب في ذكرى إعلان عدن التاريخي.

زر الذهاب إلى الأعلى