آداب وفنون

حلم وتحقق

قصة: عبدالله العمودي

منذ طفولته، كان عبد الله يحلم بأن يصبح طبيبا. لم يكن حلما عابرا، بل فكرة سكنت قلبه منذ أول مرة رأى فيها طبيبا يساعد المرضى على الشفاء.
لكن والده كان يرى الأمور بطريقة مختلفة.
الطب طريق طويل ومتعب” كان يقول له دائما “اختر شيئًا أسهل، أقرب، أو حتى أكثر فائدة مالية”

لكن عبد الله لم يكن يفكر في المال، ولا في التعب. كان يفكر في أن يصبح الشخص الذي يصنع الفرق في مجتمعه ومدينته

كبر عبد الله، وأنهى دراسته الجامعية، ولم يتغير شيء. الحلم لا يزال كما هو، ورغبة والده لا تزال كما هي.
ومع كل محاولة من والده لإقناعه بتخصص آخر، كان عبد الله يزداد تمسكا بطريقه.

في ليلة، جلس مع أسرته، وفتح قلبه:
“لقد فكرت كثيرا واستشرت أصدقائي وأساتذتي وأعرف أن القرار لن يرضي الجميع، لكني قررت أن أدرس الطب”

سكت والده للحظة، ثم قال بصوت منخفض:
“رغم أني تمنيت لك طريق آخر، إلا أني لن أكون ضدك. أتمنى فقط أن لا تندم”

ابتسم عبد الله، وقال بثقة:
“الندم لا يأتي من السير في طريق نحبه، بل من أن نعيش حياة لا تشبهنا”

مرت السنوات، وتخرج عبد الله طبيبا
في أول يوم له في عمله، جهز حقيبته، وألقى نظرة على المرآة. كان يبدو تعبانا، لكنه سعيد.
وعندما ودّع والده قبل الخروج، سأله الوالد:
“هل تعرف كم سيكون راتبك؟”
ضحك عبد الله وقال:
“لا أعرف، لكن أعرف أنني سأذهب إلى مكاني المناسب”

زر الذهاب إلى الأعلى