الرئيسيةتقارير وحوارات

في خطوة قد تهدد مستقبل الشراكة بينهما.. الانتقالي يوجه أصابع الاتهام رسميا للعليمي وبن مبارك ويتوعد بكشف الحقائق أمام الرأي العام..!

كريترنيوز / تقرير

 

قال أحد الناشطين الجنوبيين ساخراً: “العجب العجاب أن الكافر صنع مولدات الكهرباء والمراوح والمكيفات لينقذنا من لهيب الحر في الصيف، ولكن إخواننا المحسوبين مسلمين من مخلفات عفاش أطفأوها في عدن، واستخدموها سلاحاً لتعذيبنا” .

 

وعلى وقع الانهيار الكارثي لمنظومة الكهرباء بالعاصمة عدن، حيث وصلت ساعات الانطفاء إلى 20 ساعة مقابل ساعتين تشغيل، وما خلفته من تبعات إنسانية مؤلمة على الأسر في المنازل نتيجة تفاقم موجات الحر والرطوبة، وعجز السواد الأعظم من سكان المدينة على توفير بدائل إسعافية بسبب الفقر وغلاء الأسعار الناجمين عن الانهيار القياسي في قيمة العملة المحلية الريال اليمني، التي وصلت إلى 670 ريالاً مقابل الريال السعودي الواحد، وتبعاته من انهيار اقتصادي وفقدان رواتب الموظفين قيمتها الشرائية.. خرجت جموع غفيرة من المواطنين الغاضبين يومي الاثنين والثلاثاء 27، 28 إبريل 2025م في تظاهرات احتجاجية عمت أغلب مدن العاصمة عدن، أحرقوا خلالها إطارات السيارات البالية وسط الشوارع، ما أدى إلى إغلاقها وتعطيل حركة السير، وذلك للفت انتباه الجهات المسؤولة إلى حجم المعاناة التي يكابدها الأهالي في المنازل والمرضى في المستشفيات.

ومعها تعطلت مصالح الناس ولم يتمكن عدد كبير من الموظفين من الوصول إلى مرافقهم، وغطت سماء المدينة سحابات من الدخان الأسود.

 

ويأتي الغضب الشعبي الجنوبي جراء تفاقم حرب الخدمات المسعورة التي تشنها القوى المعادية على شعب الجنوب، بحسب ناشطين.. محذرين من خروج الوضع عن السيطرة حال استمرار هكذا أوضاع مزرية.

وحمل المحتجون الرئاسي والحكومة مسؤولية الفشل في إدارة الملفات الاقتصادية والخدمية في الجنوب، مبدين امتعاضهم من السكوت المخزي إزاء ما يحدث، مؤكدين أن الوضع في المدينة أصبح لا يطاق وأن السيل قد بلغ الزبى.

 

الأجهزة الأمنية تؤيد وتحذر:

 

تزامناً مع نزول المحتجين إلى الشوارع، أعلنت الأجهزة الأمنية في العاصمة عدن، يوم الثلاثاء، تفهمها الكامل لحالة الغضب الشعبي التي تسود الأوساط المجتمعية نتيجة استمرار انقطاع التيار الكهربائي.

 

وأكدت الأجهزة الأمنية، في بيان رسمي، مساندتها للمطالب المشروعة للمواطنين، ودعت إلى التعبير عن الاحتجاجات بالطرق السلمية والقانونية. وشددت في المقابل على رفضها القاطع لأي اعتداء أو مساس بالممتلكات العامة والخاصة، محذرة من محاولات استغلال حالة الغضب لتنفيذ أعمال تخريبية تضر بمصالح المواطنين وأمن المدينة.

 

وجدد البيان تأكيد وقوف الأجهزة الأمنية إلى جانب المواطنين ومطالبهم العادلة، داعيًا إلى التحلي بضبط النفس واليقظة وعدم الإنجرار وراء محاولات مشبوهة تهدف إلى الإخلال بالأمن والاستقرار، أو استغلال القُصّر في أعمال التخريب.. مؤكدة أنها ستتخذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق أولياء أمور القُصّر الذين يثبت تورط أبنائهم في مثل هذه الأعمال التي تمس الأمن والاستقرار في العاصمة عدن.

 

وسائل إعلام تتحدث عن انشغال العليمي بإزاحة بن مبارك عن منصبه:

 

في مقابل ذلك الاحتقان والاحتجاجات الحاصلة في الشارع الجنوبي، كشفت مصادر إعلامية مؤكدة أن رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الدكتور رشاد العليمي، يبذل جهودًا مكثفة لإزاحة رئيس الوزراء أحمد بن مبارك من منصبه، لكنه اصطدم بواقع سياسي معقد حال دون تحقيق هدفه.

 

وبحسب المصادر، فقد لجأ العليمي إلى عدة مسارات لإضعاف بن مبارك، بدءًا من تحميله مسؤولية الأزمات المتفاقمة، وصولًا إلى تحشيد إعلامي ودبلوماسي ضده، شمل حتى بعض أعضاء المجلس الرئاسي. كما حاول استمالة أطراف داخلية وخارجية لدعم موقفه.

 

وأفادت المصادر أن الدكتور العليمي أكد خلال اجتماع عقده أواخر إبريل 2025م، ضم عدداً من المستشارين ومسؤولين حكوميين موالين له، أن تحسن أوضاع الكهرباء والخدمات العامة في العاصمة عدن سيكون مرتبطاً برحيل أحمد عوض بن مبارك من رئاسة الحكومة.

ووفقاً للمصادر، أشار العليمي إلى أن بن مبارك يعمل بشكل منفرد، دون تنسيق مع مجلس القيادة الرئاسي، وهو ما انعكس سلباً على أداء الحكومة وعلى الخدمات المقدمة للمواطنين.

 

مقابل ذلك، توعد رئيس الحكومة أحمد عوض بن مبارك بإنهاء نفوذ رشاد العليمي في الحكومة تحت شعار “مكافحة الفساد”.

وقال بن مبارك خلال افتتاحه فعالية “مكافحة الفساد” بأن الحرب على الفساد أصبحت أمراً حتمياً. واصطحب بن مبارك في فعاليته وزراء المجلس الانتقالي فقط، في ظل المقاطعة من بقية الوزراء المحسوبين على العليمي وبقية أعضاء الرئاسي.

 

وقالت المصادر إن فعالية بن مبارك حول الفساد في عدن جاءت في وقت اشتدت فيه الحرب مع قرار رشاد العليمي، قطع النفط عن كهرباء العاصمة عدن، وإغراق المدينة في الظلام، ما تسبب بانفجار تظاهرات ضد الحكومة وسط محاولات لاقتحام قصر المعاشيق (مقر إقامتها).

 

وتشير التطورات إلى أن الوضع يتجه نحو مزيد من التصادم، في ظل مراهنة العليمي على ثورة شعبية لاقتلاع حكومة بن مبارك من مقر إقامتها في المعاشيق.

 

الانتقالي يكسر حاجز الصمت ويوجه أصابع الاتهام رسمياً للعليمي وبن مبارك:

 

في خطوة يراها مراقبون خطيرة تهدد مستقبل شراكة الانتقالي في الرئاسي والحكومة، وجه القائم بأعمال رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، رئيس الجمعية الوطنية، الأستاذ علي عبد الله الكثيري – خلال اجتماع ضمّ قيادة المجلس الانتقالي وقيادة السلطة المحلية، والقادة العسكريين والأمنيين، ومديري المديريات، واللجان المجتمعية بالعاصمة عدن – أصابع الاتهام لكل من الدكتور رشاد العليمي والدكتور أحمد عوض بن مبارك، بالوقوف خلف تدهور الأوضاع الاقتصادية والخدمية بالعاصمة عدن وعموم المحافظات المحررة.

 

وكشف الكثيري عن عقد مؤتمر صحفي لوزراء المجلس الانتقالي الجنوبي في الحكومة، خلال الأيام القليلة المقبلة، سيتم من خلاله تقديم صورة واضحة للرأي العام حول الأسباب الحقيقية لتدهور الأوضاع، وكشف من يقف وراء تفاقم الأزمة، وفي طليعتهم رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، ورئيس الحكومة أحمد عوض بن مبارك، باعتبارهما المسؤولين الرئيسيين عمّا آلت إليه الأوضاع الخدمية والمعيشية في العاصمة عدن والمناطق المحررة.

 

وكان الاجتماع قد كُرّس للوقوف على تطورات الأوضاع العامة في العاصمة، في ظل حالة الاحتقان الشعبي والتصعيد الاحتجاجي الناتج عن التدهور المتسارع في الخدمات الأساسية.

 

وفي مستهل الاجتماع، جدّد الكثيري التأكيد على أن المجلس الانتقالي الجنوبي كان وسيظل إلى جانب المواطنين ومطالبهم المشروعة، وحقهم الكامل في التعبير السلمي الرافض لما آلت إليه الأوضاع، شريطة أن يتم ذلك وفق الأطر القانونية والضوابط المنظمة.

ونوّه الكثيري إلى أن هناك قوى معادية تسعى لاستغلال حالة السخط الشعبي بهدف إثارة الفوضى وزعزعة الأمن والاستقرار، ومحاولة تحميل المجلس الانتقالي الجنوبي والقوات الأمنية تبعات التدهور الراهن.

 

وأكد أن تلك الجهات تعمل وفق أجندات مكشوفة، ولن تتمكن من النيل من تماسك الجبهة الداخلية الجنوبية، ولا من صمود العاصمة عدن.

وشدد الكثيري على أن الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي – نائب رئيس المجلس الرئاسي، يتابع عن كثب تطورات المشهد الخدمي والأمني في العاصمة عدن وبقية المحافظات.

 

ولفت إلى أن توجيهات الرئيس الزُبيدي قضت بعودة كافة وزراء المجلس المتواجدين في الخارج إلى العاصمة عدن بشكل فوري، في إطار تحمّل المسؤولية والاقتراب من معاناة المواطنين.

 

ختامًا..

زيادة الضغط تولد الانفجار. وتشير المستجدات والأحداث المتسارعة إلى أن الجنوب على موعد مع مفاجآت غير محسوبة وغير متوقعة، قد تغير المشهد برمته.

زر الذهاب إلى الأعلى