اللي ما يعرف الصقر يشويه
[su_post field=”post_date”][su_spacer size=”10″]
كتب /
صلاح الطفي
كاتب جنوبي
المثل لأعرابي اطلق صقره المدرب الثمين يقتفي حباره في يوم غائم فغاب صقره وتأخر فلحق يبحث عنه ووجد خلف الجبل راعي غنم وسأله هل شاهدت طيرا حر فقال نعم وجدت طير لحظة امساكه بطير آخر فهجمت ساعتها وقبضت عليهما وقلت رزق نزل من السماء وانا جائع تفضل يا اخي العرب شاركني الشواء, وعندما تيقن الاعرابي ان راس صقره الثمين بجانب رأس الحبارى ولحمهما المختلط على النار وتأكد ان الراعي لا يميز بين الصقر والحباري اطلق مثله المشهور
(اللي ما يعرف الصقر يشويه)
وبالأمس القريب مات احد صقور الجنوب العربي الطيار عبد العزيز الصبيحي عند بوابة التحالف العربي في عدن حيث يعتصم صقور واسود الجنوب من 100 يوم يستجدون رواتبهم وهم يفترشون تراب وطنهم ولم تصل رسالتهم لمن يهمه الأمر!!!
وكأنهم آخر القرن التاسع عشر عند بوابة عامل الباب العالي الذي يبعد عن قصر الخلافة 5000 كم ينتظرون رد الخليفة العثماني المشغول .. لا كما هو الحال اليوم حيث يستطيع من يهمه الأمر ان يطًلع عن حال الجبهات ورجالها وقادته وحالها عبر بث حي مباشر صوت وصورة وبكاميرا عدستها اصغر من عين الصقر!!!
داوي برأسي وكأن خلية زنابير اقتحمته وضلت الطريق أو كأنني اسمع قصيدة صوت صفير البلبلِ من طنين ورنين وصفير وزجيل الفيس بوك والماسنجر وتويتر والواتساب التي تواكب مناكب ومشاهد وضعنا المأسوي بين كبوة وكبوة ومن حريق إلى حريق ومن نفق مظلم إلى نفق ظليم ولا هناك ضوء يلوح آخر النفق يهدي إلى سواء السبيل.
والحبيبة ما زال الطريق إليها خطير وملقم بالأفاعي والعقارب فوق حقول الالغام المنصوبة شراكها بكل ما يمكن ان يخلص إليه عقل كل ملعون!!!
والمفارقة ان رؤوس المتصارعين التي تدير جبهات القتال المشتعلة عن بعد, يقيمون في مدينة واحدة وينعمون في رياض الرياض بأرقى فنادقها متمتعين بما لذ وطاب البلس عندهم طاب تحت عناية معيشية وصحية فائقة وهم في الظلالة والبرود مثل قصاع العنبرود كما صورها السميتي محمد قبل 60 عام:
قال السميتي محمد وا قصاع العنبرود الناس بالشمس وانتي بالظلالة والبرود
ومن يستضيفهم يعاملهم معاملة كبار الضيوف جزاه الله خيرا وتحت عينه ورعايته بين بعض اطراف المتصارعين لقاءات وهم يطوفون بأكناف السجاف ومستحيل ان يتجرأ احده ان يلطم حتى علي يد عدوه.
والمصيبة ان المحتدمين في جبهة الشيخ سالم وشقره وحالهم وهم يتضورون لأكل بعضهم مثلما يحتدم الصراع بين عري اسود وعري اسود في ليلة سوداء بفعل عسنه سوداء والعسنه تنتظر المنتصر المنهك!
والحالة تخص طرفينا الجنوبيين وكيف نخرج من دوامة الصراع بيننا على ارضنا ولمصلحة عدونا, وهي حالة مأساوية ترافقنا منذ استقلالنا وتستدعي قول الحكيم اليافعي الذي وصف حادثة خطأ رعنا بين اخوان دهماء كادت تهلك الحرث والنسل بفعل العدو المندس والمسترزق الدنس (الهامي هما بحجره درما في ليله ظلماء خله عين (الجنوبي) ماء).
فإلى متى يا عماء الجنوب كل منا ينظر لآخوه الجنوبي بالعين التي عورها الاعداء ونكيل بيننا الدماء بكؤوس من يذبحنا وينهب ثرواتنا وينكل بشعبنا ونحن شبعنا موت وما سقينا شربة ماء صافية فهل نتدارك أمرنا قبل الهلاك.
فهناك اخواننا وابنائنا واهلنا يموتون من ثالوث ورابوع وخاموس وسادوس وسابوع وثامون وتاسوع وعاشور الحروب والارهاب وخناجر الوحدة والموت والجوع والفقر والمرض وقطع الماء والكهرباء والرواتب وسرطان الفساد وكل دواهر الدهر تسرح وتمرح على أرضنا متوجه بكرونا 2020!
والطامة الكبرى انهيار (صعبتنا) العملة بعدما امتطاها الريال السعودي والدولار الأمريكي واصبح سعر الطمطة ينافس الدولار وربما تعتمد بعد رياض 3 عمله جديده يرسم على وجهها صورة الرئيس وعلى ضهرها صورة الرئيس!!!
أما أم المصائب ان من يدير النعيم هنا هو من يدير الجحيم هناك!!!
صقور الجنوب التي تصدت للمد الإيراني تموت على ابواب التحالف العربي وغربان البين اليماني تشارك اليمامة قصورها بعد تضليل غارات صقورها ومن ثم حولت دعم الحزم إلى حُزم بنكنوت وطارت بها استثمارات عابرة للقارات!!
واما حال شعب الجنوب العظيم اليوم فهو يحاكي العظام وهي رميم.
وكلما قلنا طير يا طير قالوا رفقا بالقصاع والقوارير, فلم نسمع عصفور تويتر يغرد عن موت الصقر ويحلق بترند فوق المآذن والقباب ليذكر أولي الالباب مثلما سمعناه يزغرد عندما عانق شالوم زيد:(لا تصدق / شالوم ما باع / شالوم ابتاع من زيد/ درع؟؟؟؟ وخاتم ؟؟؟واساور ,,, وعهدة ؟؟؟ !!!)
أملنا بالله العظيم ثم بأهل الحزم الكرام الميامين وقريب ان شاء الله تحزم كل الأمور.
بقلم / صلاح الطفي
30 سبتمبر 2020 م