الجنوب العربي

عدن بين نفاق التقارير الدولية وفساد “الخلطة الرئاسية”.. الدويل يفضح الواقع المرير

كريتر نيوز/خاص

 

عبّر الكاتب والمحلل السياسي صالح علي الدويل في مقاله الأخير عن أزمة الخدمات الإنسانية في مدينة عدن، مؤكدًا أن التقارير الدولية التي تتحدث عن “الحالة الإنسانية” تركز فقط على مناطق الحوثي، بينما تتجاهل معاناة سكان عدن الذين يعيشون في ظروف قاسية للغاية.

 

قال الدويل:

“أبرز عناوين التقارير الدولية كلها ‘الحالة الإنسانية’ في مناطق الحوثي، فمنعوا سقوط الحديدة بحجتها، وفتحوا له الموانىء والمطارات والطرقات بذات الحجة وكل المنظمات الدولية تعمل تحتها، وتحتها هربوا له الأسلحة والصواريخ وتقنيتها فصار خطرا يهدد الملاحة الدولية!! ومازالوا يرفعونها وهو يحارب الملاحة الدولية ويحاصر موانئ ومطارات المناطق المحررة ويهدد بضربها!!”

 

وتابع منتقدًا تجاهل الأوضاع في عدن:

“أين اللافتة الإنسانية مما يجري في عدن !!؟ ألا تستحق عنوان ‘الحالة الإنسانية’ وقد أصبحت الحرارة والرطوبة والضغط الجوي فيها أشبه ب’تنور’ مع انقطاع خدمة الكهرباء وشح الماء والتعذيب بالخدمات وقطع المرتبات فيها !!؟ ألم تكشف معاناة عدن زيف ونفاق التقارير الدولية ورعاتها !!؟ ألم تكشف معاناة عدن أن المتغطي بالتحالف عريان!!؟”

 

ووصف الدويل الوضع السياسي الحالي بأنه كارثي، وقال:

“وفي الجانب الآخر لا يستطيع إنسان سويّ مهما كان مواليا لأي من الشركاء في خلطة ‘المخضريه الحاليه’ الرئاسية أن يدافع بأي حجة، ‘خلطة’ تحولوا فيها إلى ‘لا شيء’‏ إلا الفساد فلا صالح ينهى عنه، ولا طالح يرعوي عنه ثم منع الناس من الصراخ والعويل الذي لن يتجاوب معه لا ‘خلطة الرئاسي’ ولا رعاته مهما علا ضجيج المظلومين.”

 

كما شدد على أن الاحتجاجات الشعبية في عدن ليست رفاهية، بل نداء استغاثة:

“يوجد استغلال لخروج الناس ومعاناتهم لكن أغلبه ليس ترفاً ولا احتجاجاً بل دفاع عن حياتهم وأطفالهم وأسرهم، صرخة مكلوم مخذول لعلها توقظ ضمير سواء في ‘خلطة مخضرية الرئاسي’ أو من الأحزاب والكيانات المشاركة فيه، أو الحكومة أو التحالف العربي والرباعية، صرخة تقول: نموت ببطء وأنتم المسؤولون فاتقوا الله.”

 

وأكد الدويل أن الأوضاع الإنسانية في عدن تجاوزت صراعات الأطراف السياسية، وأصبحت مسؤولية أخلاقية وقانونية:

“لم تعد الأوضاع الإنسانية في عدن مجال تصفية حسابات بين الأطراف بل مسؤولية ضمير -إن وُجد ضمير- ولا يمكن إعفاء الأمم المتحدة صاحبة عنوان ‘الحالة الإنسانية’ التي لم تلتفت مجرد التفاتة للحالة الإنسانية في عدن وما تعانيه من انعدام في الخدمات الأساسية، ولا يمكن إعفاء دول التحالف العربي، ولا الرباعية، ولا ‘خلطة المخضريه الحاليه’ التي أنتجها اتفاق الرياض لإدارة الخدمات في المناطق المحررة في الجنوب ومحاربة الحوثي في الشمال.”

 

وختم بالقول:

“إن الحق في الحياة والحق الغذاء والحق في الرعاية الصحية توجب على منظمات الأمم المتحدة إعادة تعريف الحالة الإنسانية وتقديم المساندة بشكل عادل فالضرر الذي أصاب سكان المناطق المحررة وخاصة عدن فاق ما تعرض له النازحون من سلطة الأمر الواقع الحوثية أو مواطنيها ولم يعد وصفهم سكان ولا حتى نازحين فهم أقرب لوصف ‘منكوبي حرب’ ما يستدعي تحركاً محلياً وإقليمياً ودولياً ويوجب على الأمم المتحدة إعادة تعريف الحالة الإنسانية ومعالجتها بموضوعية وصدق.”

زر الذهاب إلى الأعلى