مقالات وآراء

شباب بلا وطن

كتب: هزاع السليمي المهري

أتحدث عن شباب وُلد في ربيع الحروب، ونشأ في خريف الصراعات، وترعرع تحت شمس صيف لاهب من الأزمات ،شباب كبر ووصل إلى مرحلة العطاء في شتاء قارس، دون مأوى دون وطن يحميه من صقيع الأطماع وسلطات الفساد ، وطنه الذي كان من المفترض أن يحتضنه بات غابة يحكمها قانون الغاب ” القوي يأكل الضعيف ” .
لا نظام و لا قانون الحالمون مهمشون والاقارب متفوقون عبر المحسوبية وأن كانوا من الجاهلون اما البقية منهم
لا أحلام لا إنجازات لهم وإن وُجدت فهي بأن يبقون على قيد الحياة فذلك هو إنجاز عظيم ، لأنها نُهشت في فم الظروف، مكسورة على عتبة الواقع ، كل ما يملكونه هو شغف للبقاء، رغبة يائسة في إيجاد ما يُبقيهم أحياء، جسدياً وروحياً مع من تبقى حولهم من أنقاض الأمل.

في زمن يصنع أقرانهم في الدول الأخرى مستقبلاً فوق الأرض وتحتها، بل وحتى في الفضاء يقف شباب هذا الوطن المنهك على حافة الهاوية، يتساءلون عن جدوى الحلم في وطن بلا ملامح بلا حضن بلا دفء
جيل تائه يبحث عن واحة سلام يروي بها عطش الانتماء، ويرجو فيها فسحة أمل مع رسالة :

“أعيدوا لي وطني المسلوب”.

زر الذهاب إلى الأعلى