الغربة ليست دائمًا كما نظن

قصة: عبدالله محمد العمودي
كان العم عوض غاضبًا قليلًا. فقد جاءه ابنه “سامي” يخبره بأنه يريد السفر إلى الخارج بحثًا عن عمل.
قال العم عوض بلهجة جدّية:
لا يا ولدي، دعك من الغربة، إنها متعبة. حتى لو وجدت عملًا، لن تشعر بالراحة هناك.
ردّ سامي بهدوء:
أبي، لكل إنسان طريقته في التفكير. أنا أرتاح لفكرة السفر، وهنا فرص العمل قليلة.
هزّ العم عوض رأسه وقال:
أنا جرّبت الغربة، واشتغلت كثيرًا، لكنها لم تكن كما ظننت. كنت أتعب ولا أرتاح، ولم أجد نفسي هناك. لذلك لا أريدك أن تمرّ بما مررتُ به.
حاول سامي إقناعه:
أبي، أرجوك. فكّر في الأمر مرة أخرى. أنا لا أطلب الكثير، فقط أن تسمح لي بتجربة حياتي بنفسي.
لكن العم عوض ظلّ على موقفه، يرفض سفر ابنه، ويطلب منه أن يبقى في بلده ويبحث عن عمل هناك.
مرّت الأيام، وأصرّ سامي على قراره، وسافر بالفعل إلى الغربة. في البداية شعر بالحماس، لكنه بعد فترة بدأ يلاحظ أن الحياة هناك ليست سهلة كما كان يتوقع. العمل كثير، والغربة صعبة، والحنين إلى الوطن لا يفارقه.
وبعد عدة أشهر، قرر سامي العودة إلى بلده. وبعد بحث طويل، وجد عملًا بسيطًا، لكنه كان يشعر فيه بالراحة.
وفي أحد الأيام، جلس بجانب أبيه وقال له:
كنتَ محقًا يا أبي. لا يشعر الإنسان بالراحة الحقيقية إلا في وطنه.
ابتسم العم عوض وربت على كتف ابنه، ثم قال:
لا بأس يا ولدي، التجربة خير معلم.