لماذا تتجاهل الأسواق العالمية الضربات الأمريكية على إيران؟

كريترنيوز/ متابعات /وكالات
رغم انضمام أمريكا رسمياً إلى الحرب بين إسرائيل وإيران عبر شنّ ضربات على منشآت نووية إيرانية، فإن الأسواق المالية لم تُظهر ردّ فعل عنيفاً، إذ يرى المستثمرون أن التصعيد لا يشكّل خطراً منهجياً، بل قد يحمل حتى بعض الإيجابية لبعض الأصول ذات المخاطر المرتفعة.
فبحلول الساعة الواحدة بعد الظهر بتوقيت سنغافورة، تراجع مؤشر «MSCI وورلد» الذي يقيس أداء أكثر من ألف شركة كبرى ومتوسطة الحجم في 23 سوقاً متقدماً، بنسبة 0.12% فقط. وتفاوت أداء الأصول الآمنة، إذ انخفض سعر الذهب الفوري بنسبة 0.23% إلى 3,360 دولاراً للأونصة، بينما تراجع الين الياباني بنسبة 0.64% مقابل الدولار، في حين ارتفع مؤشر الدولار بنسبة 0.35%.
وقال دان آيفز، المدير العام في شركة «ويدبوش» لـ«سي إن بي سي»، إن «الأسواق ترى في الضربات الأمريكية على إيران نوعاً من التخفيف، مع زوال التهديد النووي في المنطقة»، مضيفاً أن مخاطر اتساع رقعة النزاع بين إيران وإسرائيل «ضئيلة» وأن الصراع أصبح «معزولاً بدرجة أكبر».
وتأتي هذه الردود المحدودة للأسواق بالمقارنة مع رد الفعل العنيف الذي سُجّل قبل أسبوع فقط عقب الغارات الإسرائيلية الأولى على إيران، حيث بدت ردود الأسواق أكثر تماسكاً هذه المرة.
مضيق هرمز في الميزان
وفي حين يترقب المستثمرون الرد الإيراني، حذر وزير الخارجية الإيراني من أن بلاده تحتفظ بـ«كافة الخيارات» للدفاع عن سيادتها. وذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية أن البرلمان وافق على إغلاق مضيق هرمز، الشريان النفطي الحيوي الذي يمر عبره نحو 20 مليون برميل من النفط يومياً.
وقال بيتر بوكفار، كبير مسؤولي الاستثمار في مجموعة «بليكلي فايننشال»: «إذا قبلت إيران بإنهاء طموحاتها العسكرية النووية.. فقد يكون هذا نهاية الصراع، ولن تتأثر الأسواق». وأعرب عن اعتقاده بأن طهران لن تُقدِم على تعطيل الإمدادات العالمية من النفط.
أما ماركو بابيتش، كبير استراتيجيي شركة «جيوماكرو ستراتيجي»، فحذر من أن السيناريو الأسوأ للأسواق سيكون إغلاق المضيق، مشيراً إلى أنه «في هذه الحالة، سترتفع أسعار النفط فوق 100 دولار، وتعمّ حالة من الذعر، وتهبط الأسهم بنحو 10% على الأقل، مع اندفاع المستثمرين إلى أصول الملاذ الآمن».
لكنه أضاف أن الأسواق لا تزال هادئة لأن خيارات طهران الانتقامية محدودة.
تهديدات متكررة.. لم تُنفذ
وأشار التقرير إلى أن فكرة إغلاق مضيق هرمز ليست جديدة، إذ سبق لطهران أن لوّحت بها أعوام 2011 و2012 و2018، عندما انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي وفرضت عقوبات جديدة. لكن إيران لم تنفذ تهديدها مطلقاً.
وقال بابيتش: «تفهم طهران أن إقدامها على إغلاق المضيق سيقابل برد أمريكي سريع وقاسٍ».
من جهته، قال إد يارديني، مؤسس «يارديني ريسيرش»، إن التطورات الأخيرة لم تُضعف ثقته في استمرار السوق الصاعدة الأمريكية، مضيفاً: «نعتقد أن الرئيس ترامب أعاد ترسيخ الردع العسكري الأمريكي، مما يعزز مصداقية مبدأه القائم على «السلام من خلال القوة». وتوقّع أن يصل مؤشر «إس آند بي 500» إلى مستوى 6500 نقطة بحلول نهاية 2025.
وفي حين أقرّ بأن التنبؤ بالتحولات الجيوسياسية في الشرق الأوسط «مخاطرة كبرى»، رأى أن المنطقة مقبلة على «تحول جذري» بعد تدمير المنشآت النووية الإيرانية.