ليس ضرورياً أن تكون الهرولة إلى صنعاء عبر طريق ثرة

كتب/ سالم حسين الربيزي
عندما يتكئ بعض الأشخاص على صفيح ساخن من الأحلام والمغامرات، قد يأتي التفسير مسرعًا نحو إشباع رغباتهم مؤقتًا، لأنها تنطوي تحت الهوامش، بعكس الواقع الذي تأسس بتكلفة بشرية من الشهداء بالتضحيات الجسام. ولكن لا جدوى في نظر المغامرين الذين يتسابقون لإعادة الاحتلال، فهذه مصيبة مدوية، انتهى الخجل، وظهرت أصوات تهتف بالسلم والمهادنة علنًا مع العدو الحوثي، بعد مضي سنوات من التخفي وراء الستار.
حتى أيقنوا بأن كل بداية لها نهاية، ثم باشروا باستقبال وفود الحوثي لإبرام صفقات مشبوهة لم يفصح عنها.. من الطبيعي أن تكون صفعات مدوية في القريب العاجل. ولكن السؤال سيبقى وحيدًا وواضحًا للجميع بدون شك: من سيبقى عائقًا ضد أحلام الحوثي الاحتلالية في الجنوب؟ لا شك أنهم أبناؤه المخلصون، وليس أصحاب الرايات البيضاء المتباكين على تسهيل الرحيل إلى صنعاء، التي أصبحت ذات أهمية في نظرهم لأجل الخضوع للعبودية ثانياً.
لقد حاولنا مرارًا وتكرارًا، لم تراودنا حتى التكهنات ببصيص من الأمل نحو الهرولة غير المعتادة بنوايا أخرى عبر فتح طريق جبهة ثرة، لأننا نعي أن الإجابة ستكون صادمة للعقلاء، قد لا يتوقعها أحد حتى من كان في المهد صبيًا. لأننا نعرف منهم أصحاب الجبايات، ومنهم الذين يستقطعون ثلثي معاش الجنود، ومنهم تجار الحروب الذين فاضت خزائنهم بالمال الحرام.
لم يكفوا عن هذا السلوك غير الإنساني، والمصيبة أنهم يدعون الإنسانية، وما أدراك ما هي الإنسانية في هذا الزمان عند البعض الذي يسعون لأجل يكسبون على ظهرها من خلال استحداث نقاط للجبايات أخرى، مثل جهنم التي تقول هل من مزيد؟ ولكن لا فرق بين جهنم الآخرة والظاهرة على الأرض، كلها وقودها الناس.
فهل ننتظر منهم عملاً إنسانياً؟ يجب علينا أن نستيقظ من هذا السبات جميعًا، ونواجه عبّاد المال بأن الوقت قد حان لتوقيفهم عن هذا العبث والمغالطات باسم الإنسانية التي تتبرأ منهم، إن لم تكن قد استأصلت من ضمائرهم نهائيًا.
وأخيراً، اصحوا وأفيقوا وتذكروا عام 2015م.