اقتصاد

في سوق المعادن النفيسة.. الفضة يمكن أن تفوق الذهب لمعاناً

كريترنيوز /متابعات

 

استخدام المعدن في قطاعات متنامية مثل التكنولوجيا الخضراء والإلكترونيات والدفاع يعني أنه لن يقبع دائماً في الظل.

ليس الذهب وحده هو ما يلمع؛ إذ تشهد شقيقته الأقل بريقاً، الفضة، مسيرةَ تألق مماثلة، مع اتجاه المستثمرين إلى الملاذات الآمنة بفعل الحروب والتقلبات الجيوسياسية. وقد ارتفع سعر المعدنين النفيسين بنحو الخمس منذ بداية العام وحتى اليوم.

ونادراً ما يسير الاثنان بالإيقاع نفسه. ورغم استخدامهما معاً منذ القدم في صناعة العملات المعدنية والمجوهرات، فإن الفضة تبقى أكثر وفرة في الطبيعة. ويقدر وجودها بنحو عشرين ضعف الذهب، كما تتميز الفضة بتطبيقات صناعية واسعة تتنوع بين الإلكترونيات والألواح الشمسية.

ويرتبط هذا المعدن اللامع بالنمو الاقتصادي، وهي علاقة تزداد قوة مع تزايد استخدام الفضة في الأجهزة والإلكترونيات والطيران وصناعات أخرى. وتستهلك هذه الصناعات نحو 60% من إنتاج الفضة، بزيادة قدرها عشر نقاط مئوية مقارنة بالعقد الماضي.

وبالنسبة للبعض، فإن التقلبات الأكبر والسيولة الأقل لما يطلق عليه «ذهب الرجل الفقير» تجعل الفضة رهاناً مضاعفاً على شقيقها الأعلى قيمة. ويميل آخرون إلى تداولات النسبة بين المعدنين، وهي مقياس يحدد عدد أوقيات الفضة التي يمكن شراؤها بأوقية واحدة من الذهب.

وتتسم هذه النسبة بالتقلب الكبير وتتمتع بتاريخ طويل، فقد تراوحت بين 10 إلى 15 مثلاً في اليونان القديمة. وفي أوقات الذعر، مثل الأزمة المالية عام 2008، كانت هذه النسبة تميل إلى صالح الذهب على حساب الفضة.

وخلال الجائحة، ارتفعت النسبة إلى 127 مثلاً، بحسب بيانات مجموعة بورصات لندن. وفي الشهر الماضي، أدت الفوضى الناجمة عن التعريفات الجمركية إلى ارتفاع هذه النسبة إلى 100.

 

وقد يبدو الارتفاع الكبير معقولاً لمن يفضلون السعي إلى الملاذ الآمن وليس الرهان على النمو الاقتصادي، لكن الفضة تحظى بقدر كبير من المرونة، فهي تستخدم في التقنيات الخضراء، والدفاع، والإلكترونيات، وهي القطاعات الثلاثة التي تتقدم بثبات.

لذلك، فإن الجموع التي تفضل الفضة آخذة في التنامي. وللمصرف المركزي الروسي الريادة في إعلانه نهاية العام الماضي عن خطط لإضافة الفضة إلى احتياطاته.

 

علاوة على ذلك، فديناميكيات العرض داعمة للمعدن. ورغم انخفاض الطلب خلال عام 2024، إلا أن معهد الفضة، وهو اتحاد تجاري يتخذ من الولايات المتحدة مقراً له، يتوقع تخطي الطلب للعرض للعام الخامس على التوالي خلال عام 2025.

كما يتجه المتداولون الساعون إلى تفادي التعريفات الجمركية عن طريق مراكمة السبائك الذهبية، إلى تخزين الفضة.

 

في الوقت نفسه، لم يعد المستثمرون يتجاهلون صناديق المؤشرات المتداولة في البورصة. وكشفت «مورنينج ستار»، أن صافي التدفقات إلى هذه الصناديق حتى يوم 27 يونيو بلغ 1.6 مليار دولار، وهو ما يتجاوز تدفقات عام 2024 بأكمله، والذي جاء بعد عامين من التدفقات الخارجة.

وقد قفزت أسهم فريسنيلو، وهي الشركة المكسيكية المختصة في تعدين الفضة والمدرجة في بورصة المملكة المتحدة، بنسبة 120% حتى الآن هذا العام.

 

عموماً، تبقى دائرة المهتمين بالفضة أصغر مقارنة بالحشود الكبيرة من عشاق الذهب. ومع ذلك، قد يشير الأداء اللافت للفضة إلى أنها تعيش لحظتها الخاصة. وفي واقع الأمر، لا توجد أمور كثيرة تجسد روح العصر كما تفعل الفضة، إذ تجمع بين كونها ملاذاً آمناً ودورها الحيوي في قطاعات النمو في الوقت نفسه.

زر الذهاب إلى الأعلى