الصراع في ثرة الانتهازية وغياب الإنسانية في خدمة الحوثي

كتب: فكري مقفع
تُعتبر منطقة ثرة الواقعة في محافظة ابين مديرية لودر واحدة من النقاط الحساسة التي تشد إليها الانتظار بسبب التوترات. العسكرية والاقتصادية التي تعصف بها وفي خضم هذا الصراع يبرز تساؤل مشروع لماذا يسعى البعض لفتح طرقات في هذه المنطقة على الرغم من المخاطر الكبيرة التي يمكن أن تنجم عن ذلك ؟
من البديهي أن من يسعى لفتح هذه الطرق لم يضع في اعتبارة المصلحة العامة بل يبدو أنهم مدفوعون بأهدأف ضيقة قد تكون مرتبطة بدعم الحوثي اقتصادياً وعسكرياً فالحوثيون الذين تعرضوا لعدة خسائر في بنيتهم التحتية باتوا في حاجة مأسة الى إعادة ربط مناطقهم من أجل تأمين أستمرار تدفق الإمدادات والموارد بعد تدمير ميناء الحديدة والصليف وراس عيسى ومطار صنعاء
أصبحت الحاجة ملحة لفتح طرق جديدة تسهل لهم تنقلاتهم وتعزز من قوتهم الاقتصادية
عسكرياً يعكس الوضع في المنطقة الوسطى حالة من الهشاشة . إمكانية حركة الحوثي من خلال ثرة لتطبيق عمليات عسكرية لم يعد أمراً مستبعداً فالعناصر الحوثية أصبحت متواجدة في كل مكان جاهزة للانقضاض على الأهداف الاستراتيجية خلال دقايق إذ يكفي لتمرير حافلة أو حافلتين في ثرة ليصبح الوضع أكثر تأزماً ويتيح للحوثيين السيطرة على لودر ومحيطها بسرعة وفعالية.
إن مقارنة طريق ثرة بطريق الضالع ويافع تكشف عن قصور فادح في الفهم الاستراتيجي للأوضاع الأمنية في المنطقة كل من يعتقد أن فتح طريق في ثرة سيكون مشابهاً لفتح الطريق في الضالع اويافع يفتقر الى الفهم الحقيقي لتعقيدات الوضع فالواقع الامني في يافع والضالع يمتاز بتماسك أكبر وكانت لهما تجارب سابقة وناجحة في التصدي لأي تهديدات بينما في ثرة الأمور متشابكة ومعقدة وفتح الطريق يشكل دعوة مفتوحة للحوثي للقيام بخطوات عدوانية
في الختام ينبغي على جميع الأطراف المعنية أن تدرك أن مثل هذه التحركات الجاهلة قد تؤدي نتائج كارثية قبل الإقدام على أي خطوات يجب أن يكون هناك تقييم دقيق للعواقب العسكرية والاقتصادية وأن تُبنى القرارات على مبادئ الخدمة الحقيقة للوطن بدلاً من الانتهازية التي تغذي النزاعات وتعمق الأزمات.