حضرموت.. شرارة الثورة الجنوبية ومصدر استعادة الدولة

بقلم/ أحمد عبدالله باوزير
حضرموت بتاريخها العريق وثقافتها الوطنية، كانت ومازالت وستبقى حجر الأساس في استعادة دولة الجنوب العربي، إذ لعب أبناؤها دورًا رياديًا في ترسيم حدود الدولة الجنوبية وتحديد مسار القضية نحو التحرير والاستقلال، وليس العكس.
في مثل هذا اليوم، السابع من يوليو عام 2007، انطلقت من حضرموت شرارة الثورة الجنوبية، حين خرج أبناؤها في مظاهرات سلمية تطالب بتحرير الجنوب من الاحتلال اليمني، الذي اجتاح أرضهم في نفس التاريخ من عام 1994م. لم تكن تلك المظاهرات مجرد احتجاجات، بل كانت إعلانًا لبداية حركة نضالية جنوبية شاملة، امتدت إلى مختلف المحافظات، وحولت ذكرى أليمة إلى يوم مشهود في مسار الثورة الجنوبية.
إن السابع من يوليو يمثل اليوم محطة مفصلية في التاريخ الجنوبي الحديث، حيث يُعد ذكرى خالدة تستحق الاحتفاء، باعتبارها شاهدة على لحظة تحول حاسمة انطلقت من حضرموت، وأسهمت لاحقًا في تحقيق العديد من المنجزات، أبرزها تشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي في مايو 2017، بقيادة فخامة الرئيس القائد اللواء الركن/ عيدروس بن قاسم الزبيدي، القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية.
ولا يمكن الحديث عن الثورة الجنوبية دون الإشارة إلى الدور القيادي لأبناء حضرموت في رسم معالم النضال الوطني، ومن أبرز رموزها الأستاذ المحامي شيخان بن عبدالله الحبشي، ورفيق دربه السيد محمد علي الجفري، رحمهما الله، اللذان كانا ولا يزالان مصدر إلهام للأجيال الجنوبية، ومثالًا حيًا على أن حضرموت كانت دومًا منبعًا للقيادة السياسية والفكر الوطني الجنوبي.
إن قراءة التاريخ، كما أكد ابن خلدون، تساعد في فهم الحاضر والتنبؤ بالمستقبل. وما نراه اليوم من محاولات لتشويه المشروع الوطني الجنوبي وإفشاله، يشبه في جوهره ما فعله الاحتلال في السابق عبر تشكيل كيانات تابعة له. واليوم، تبرز تشكيلات مشبوهة من داخل حضرموت نفسها، تستهدف المجلس الانتقالي الجنوبي وقيادته، وتسعى إلى تشويه الحقائق وبث الانقسامات داخل الصف الجنوبي، محوّلة القضية من نضال وطني إلى قضية حقوقية فضفاضة تخدم مصالح الاحتلال اليمني.
إن رسالة هذه الذكرى واضحة: حضرموت، الغنية بتاريخها ودورها الريادي، ستظل منارة للعطاء الوطني الجنوبي، وستبقى في طليعة قوى التغيير والتوحيد، كما كانت دومًا، منذ أن كانت جزءًا لا يتجزأ من الدولة الجنوبية قبل وحدة 1990.