عربية

غزة تستغيث جوعاً والعالم يدعو لوقف الحرب الجيش الإسرائيلي يوسّع التوغل البري ويدخل دير البلح للمرة الأولى

كريترنيوز / وكالات / غزة / عواصم

في تصريحات مباشرة غير معتادة فيما يتعلق بالشؤون الدولية، وصف ملك بلجيكا لويس فيليب ليوبولد ماري الانتهاكات في قطاع غزة بأنها «عار على الإنسانية»، ودعا وزراء خارجية 25 دولة غربية إلى وقف الحرب فوراً، حيث يعيش سكان القطاع تحت القصف والحصار حالة جوع شديد في ظل النقص الحاد في الغذاء.
وقال ملك بلجيكا في كلمة بقصره في بروكسل: «أضم صوتي إلى صوت كل من يدين الانتهاكات الإنسانية الخطيرة في غزة، حيث يموت الأبرياء من الجوع ويقتلون بالقنابل بينما هم محاصرون».
وأضاف «طال أمد هذا الوضع أكثر مما ينبغي. إنه وصمة عار على جبين البشرية جمعاء. نؤيد دعوة الأمين العام للأمم المتحدة لإنهاء هذه الأزمة المستعصية فوراً».
ويواجه سكان غزة نقصاً حاداً في الغذاء والاحتياجات الأساسية، فيما تفيد جهات طبية وإنسانية بتسجيل ارتفاع ملحوظ في حالات الجوع وسوء التغذية خلال الأيام الأخيرة.
وفي بروكسل، دعا وزراء خارجية 25 دولة غربية ومفوضة الاتحاد الأوروبي للمساواة والاستعداد للأزمات إلى وقف فوري للحرب في غزة. وجاء في بيان مشترك: «نحن، الموقعين أدناه، نتوجه برسالة عاجلة وبسيطة: يجب أن تنتهي الحرب في غزة الآن».
ووقّع البيان وزراء خارجية كل من: أستراليا، النمسا، بلجيكا، كندا، الدنمارك، إستونيا، فنلندا، فرنسا، آيسلندا، إيرلندا، إيطاليا، اليابان، لاتفيا، ليتوانيا، لوكسمبورغ، هولندا، نيوزيلندا، النرويج، بولندا، البرتغال، سلوفينيا، إسبانيا، السويد، سويسرا، والمملكة المتحدة، إلى جانب مفوضة الاتحاد الأوروبي للمساواة والاستعداد للأزمات.
وأضاف البيان أن «معاناة المدنيين في غزة بلغت مستويات غير مسبوقة وأن آلية إيصال المساعدات التي تعتمدها إسرائيل «تشكل خطراً، وتزيد من عدم الاستقرار، وتنتهك كرامة الفلسطينيين».
وأدان البيان رفض الحكومة الإسرائيلية السماح بإيصال المساعدات الإنسانية الأساسية، داعياً إلى الامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي. وأكد أن معاناة المدنيين الذين تتهددهم المجاعة بلغت «مستويات غير مسبوقة»، وحض «الأطراف والمجتمع الدولي على التوحد»
وأدان الموقعون استمرار احتجاز الأسرى لدى حركة حماس منذ 7 أكتوبر 2023، مؤكدين أن المحتجزين «يعانون بشكل مروّع»، وطالبوا بالإفراج «الفوري وغير المشروط» عنهم.
وأعرب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليجي جاسم محمد البديوي، في بيان أمس «عن إدانة دول مجلس التعاون واستنكارها البالغ، لاستمرار الحصار الجائر غير الإنساني وغير القانوني الذي تفرضه قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة.
ومنعها دخول المساعدات الإنسانية بأشكالها كافة، وما نجم عنه من كارثة إنسانية متفاقمة تجسدت في تفشي المجاعة، ونفاد المواد الغذائية والطبية، في انتهاك صارخ لأحكام القانون الدولي الإنساني، واتفاقيات جنيف، ومبادئ حقوق الإنسان، وتحدٍ واضح للمجتمع الدولي».

وأكد البديوي «أن مجلس التعاون يُحمل سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن المأساة الإنسانية المتواصلة في قطاع غزة، بما فيها سياسة التجويع الجماعي التي تنتهجها قوات الاحتلال ضد الأشقاء في غزة، وأنها تشكل جريمة حرب مكتملة الأركان، وتستوجب محاسبة عاجلة من قبل المجتمع الدولي».
ودعا «المجتمع الدولي بجميع دوله ومؤسساته ومنظماته، إلى التحرك الفوري والجاد لوقف هذا الحصار الوحشي، ووقف آلة القتل والتجويع، وضمان إدخال المساعدات الإنسانية العاجلة، وفتح المعابر دون تأخير، وإنقاذ أرواح الأبرياء من كارثة محققة».
وجدد البديوي «موقف دول مجلس التعاون الثابت في دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها حقه في الحياة الكريمة والحرية وتقرير المصير، وتحقيق السلام العادل والدائم وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية».
ومن المقرر أن تعقد منظمة التعاون الإسلامي بمقر الأمانة العامة بجدة اليوم اجتماعاً طارئاً للجنة التنفيذية على مستوى المندوبين الدائمين بشأن العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني، واستهداف الأماكن المقدسة في الأرض الفلسطينية المحتلة وخصوصًا الحرم الإبراهيمي في الخليل.
وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إنها تتلقى «رسائل يائسة من الجوع» بما في ذلك تلك التي تصلها من موظفيها في غزة. وقالت إن النقص في الإمدادات أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية بمقدار 40 ضعفاً، في حين أن المساعدات المخزنة في مستودعاتها خارج غزة تكفي لإطعام «جميع السكان لأكثر من ثلاثة أشهر».
وأضافت «المعاناة في غزة هي من صنع الإنسان ويجب أن تتوقف. ارفعوا الحصار ودعوا المساعدات تدخل بأمان وعلى نطاق واسع».
ويقول مسؤولو الصحة إن الوقود والمساعدات الغذائية والأدوية تنفد من المستشفيات ما يهدد بتوقف العمليات الأساسية. وذكر المتحدث باسم وزارة الصحة خليل الدقران أن الطواقم الطبية تعتمد على وجبة واحدة في اليوم، وإن مئات الأشخاص يتدفقون على المستشفيات يومياً وهم يعانون من التعب والإرهاق بسبب الجوع.
وقال محمد أبو سلمية، مدير مستشفى الشفاء في غزة «يعاني الأطفال الذين تقل أعمارهم عن العام الواحد من نقص الحليب، ما يؤدي إلى انخفاض كبير في وزنهم وانخفاض مناعتهم ويجعلهم عرضة للأمراض».
وجاءت المواقف الدولية عقب ليلة من القصف المكثف على دير البلح، وفق الدفاع المدني في غزة وشهود عيان، وذلك غداة إصدار الجيش الإسرائيلي إنذاراً للسكان بالاخلاء، معلناً أنه سيوسّع نشاطه في منطقة لم يسبق أن شهدت عمليات برية منذ بدء الحرب.
ووفق تقديرات أولية لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، تواجد في المنطقة المشمولة بالإنذار عند صدوره، ما بين 50 و80 ألف شخص. وحملت عائلات بأكملها ما تبقى من متعلّقاتها على متن عربات تجرّها الحمير واتجهت جنوباً.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل «تلقينا اتصالات من عدد من العائلات المحاصرة في منطقة البركة بدير البلح بفعل القذائف من الدبابات الإسرائيلية». وأضاف «يوجد عدد من المصابين لا أحد يستطيع الوصول للمنطقة لنقلهم».
وذكر مسعفون أن خمسة فلسطينيين على الأقل، منهم أسرة من رجل وزوجته وطفليهما، لقوا حتفهم داخل خيمة في غارة جوية على خان يونس.

زر الذهاب إلى الأعلى