آداب وفنون

ما قبل الرحيل

خاطرة/ ناصر علي مدهش

النوايا الحسنة هي أيقونة الإنسان في حياته، تجعله في أعلى المراتب، يكسب حب واحترام الآخرين عن طريقها، وهي تسبق القيام بالعمل دائماً في كل زمان ومكان، وتعكس بوضوح وشفافية صفاء النفس ونقاء الذهن والتحلي بالأخلاق، وتكون عادة ممزوجة بهمة عالية وعزم لا يلين، مهما كانت الظروف والعقبات لبلوغ الهدف الأسمى، الذي لا ينفك من إدخال السعادة والطمأنينة إلى نفوس الآخرين، وتقديم كل أشكال الدعم المادي والمعنوي لهم، خاصة إذا كانوا بحاجة ماسة إليه، لكنه بعيد المنال.

والتجرد والابتعاد عن الأنانية المفرطة في هذه الحياة القصيرة العابرة، التي هي بمثابة رحلة لها بداية ولها في نفس الوقت نهاية، واجب اجتماعي هام، وعلى كل فرد منا أن يضع هذا الواجب نصب عينيه وضمن أولويات أجندته، وامتلاك الجرأة والثقة القوية بالنفس لغرس البصمة والأثر الجميل، قبل أن تحين لحظة الرحيل من الحياة الذي لا عودة بعده نهائياً مرة أخرى، والذي تنهال بعده بسرعة البرق كلمات الرثاء ومراسيم التأبين وذرف الدموع وصرخات العويل، والتي تذهب كلها في مهب الريح، لتبقى في نهاية المطاف دون شك تلك البصمة والأثر الجميل الذي يقطف ثماره الناضجة فيما بعد الأخرون.
فإن أراد أحدنا أن تكون له ذكرى وذاكرة عبقة وعطرة تتعاقب وتتداول بين الأجيال، عليه أن يترك بصمته وأثره الجميل لمن عاش معهم بنية طيبة، وتولد لهم منفعة لا تنسى على المدى البعيد، ليكسب الأجر المبين من رب العالمين.

زر الذهاب إلى الأعلى