أمنيات تناثرت مثل الغبار

قصة: عبدالله محمد العمودي
كان صالح يجلس بجوار منزله غارقا في التفكير، تحاصره أمنيات كثيرة لم تتحقق. منذ صغره، كان يحلم أن يصبح مهندسا، أو محاميا، أو حتى أن يدخل أي مجال يليق به. ومع مرور الوقت، كبرت أمنياته وتكاثرت، حتى صارت أثقل من أن يحملها.
ذات يوم، حين كان يتنزه على شاطئ البحر مع أحد أصدقائه، سأله صديقه:
– بماذا تفكر يا صالح؟ هل لديك أمنيات؟
ابتسم صالح بخوف وقال:
ـ نعم، لدي الكثير
لكنّه لم يبح بشيء، وكأن السر أثقل من الكلام.
لم يكن صالح ينام ليلا، فقد كانت الأمنيات تزدحم في رأسه وتخنق أنفاسه. وفي لحظة ضعف قال لأبيه:
ـ أبي، أريد أن أحقق أحلامي، هل تساعدني؟
أجابه الأب:
ـ يا ولدي بالكاد أستطيع أن أساعد نفسي، فكيف أساعدك؟
حتى جدته، التي طالما أحبها، قالت له:
ـ لن تحقق أمنياتك إلا إذا اعتمدت على نفسك، فالرغبة الصادقة والعزيمة وحدهما طريقك.
ظل صالح يتأرجح بين الاعتماد على نفسه وطلب المساعدة من الآخرين. أخبر بعض أصدقائه أنّه سيصبح تاجرا، ثم قال لآخرين إنّه سيكون مهندسا، وأحيانا محاميا. تعددت أحلامه، لكنها بقيت بعيدة المنال.
وفي النهاية، رغم كل محاولاته، لم تتحقق أي من أمنياته. بقيت حبيسة رأسه، وتتناثر مثل الغبار