تحكيم العقاربة لآل المشوشي يكشف أكاذيب إعلام الإخوان ومطابخهم.. يافع تنتصر للشهيد المغدور به عبدالعليم الرضامي .. والعفو ورد الاعتبار سيّد الموقف..!

تقرير / رامي الردفاني
لم يكن تحكيم بئر أحمد حدثا قبليًا عابرا، بل كان مشهداً وطنياً بامتياز، جسّد قوة الأعراف الجنوبية وقدرتها على حفظ الكرامة ورد الاعتبار، دون أن تُغلق أبواب العدالة.حيث شهدت العاصمة عدن اليوم تحكيما ومسندا قبليًا قدّمته قبيلة العقارب إلى آل المشوشي في منطقة بئر أحمد، على خلفية الإساءة والتشويه التي طالت قيادات يافع وفي مقدمتهم العميد نبيل المشوشي والقائد نصر عاطف المشوشي، والشهيد المغدور به عبدالعليم الرضامي.
المشهد لم يكن مجرد تسليم عشر سيارات وعشر قطع سلاح كمسند قبلي، بل كان إعلانًا واضحاً من قبيلة العقارب بالاعتراف بالخطأ، والاحتكام إلى العُرف القبلي المتوارث الذي يحترم كرامة القبائل ويحفظ مقاماتها. هذا الموقف، برمزيته وعمقه، أعاد التأكيد على أن الجنوب ما زال يملك أدواته الأصيلة لحل النزاعات وحماية النسيج الاجتماعي.
أوضحت الحقيقة للرأي العام أن موقف آل المشوشي، ووراءهم يافع بأكملها، تعاملوا مع القضية بحكمة الكبار، فقبلوا التحكيم والمسند في قضية التشويه والإساءة، وأعلنوا العفو إكرامًا للحضور الكبير من القيادات العسكرية والقبلية والسياسية. لكنهم في الوقت ذاته، أكدوا أن قضية القتل ستظل في مسارها القانوني أمام القضاء، وهو موقف يجمع بين قوة العرف ورصانة الدولة.
كما يعتبر هذا الحدث يعكس معادلة يافع الدائمة في كل الأزمان والتاريخ الأصيل بكل زمان ومكان وتطبيقا: العفو عند المقدرة، والتمسك بالحق دون تنازل عن كرامة الشهداء والرموز. ولقد أراد آل المشوشي أن يبعثوا برسالة واضحة للجميع: أن يافع لا تُهزم في ميدان الكرامة، ولا تسمح للإساءة أن تمر، لكنها أيضًا لا تسمح للخلافات أن تتحول إلى قطيعة بين أبناء الجنوب.
كما إن تحكيم بئر أحمد كان أكثر من مجرد نهاية لخلاف، بل كان انتصارًا لمفهوم الوحدة القبلية في مواجهة محاولات زرع الفتنة وكانت رسالة بأن الجنوب، حين يحتكم لأعرافه وقيمه، يصبح أقوى من أي محاولة للتفريق بين قبائله ورجاله.