دولية

منصة للحوار والحرب.. ماذا تعرف عن قاعدة إلمندورف التي تجمع ترامب وبوتين؟

حصن عسكري أمريكي بتكلفة 15 مليار دولار

كريترنيوز/ متابعات/وائل زكير

 

قاعدة إلمندورف-ريتشاردسون المشتركة هي منشأة عسكرية أمريكية استراتيجية تقع في مدينة أنكوريج بولاية ألاسكا، وتعد من أكبر القواعد العسكرية في الولايات المتحدة، حيث تلعب دورًا محوريًا في الدفاع الوطني، خاصة في منطقة القطب الشمالي.
وتستضيف قاعدة إلمندورف-ريتشاردسون اليوم القمة المرتقبة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.
تم اختيار القاعدة لعقد هذه القمة نظرًا لموقعها الاستراتيجي وأهميتها الأمنية، إذ توفر مستوى عالٍ من الأمان والخصوصية للزعماء، ما يجعلها منصة مثالية لإعادة تقييم العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة وروسيا في ظل التوترات الحالية.
بحسب موقع “أكسيوس”، تقع القاعدة في موقع جغرافي متميز على مسافة قصيرة من الأراضي الروسية، مما جعلها عبر التاريخ نقطة انطلاق مثالية للتخطيط للعمليات العسكرية في المنطقة.

عين على الاتحاد السوفييتي
خلال الحرب الباردة، كانت القاعدة مركزًا رئيسيًا لمراقبة الأنشطة السوفيتية، ولا تزال تلعب دورًا مهمًا في مراقبة الأنشطة العسكرية الروسية.

تعود جذور القاعدة إلى الحرب العالمية الثانية، إذ تم بناء قاعدة إلمندورف الجوية عام 1940 كنقطة انطلاق للعمليات العسكرية الأمريكية، فيما تأسست فورت ريتشاردسون كموقع للجيش الأمريكي. وخلال فترة الحرب الباردة، اكتسبت القاعدة لقب “الغطاء الجوي لأمريكا الشمالية” نظرًا لدورها المركزي في الدفاع الجوي ومراقبة الحركة الجوية.
وفي عام 2010، تم دمج القاعدتين لتشكيل قاعدة إلمندورف-ريتشاردسون المشتركة، بهدف تعزيز الكفاءة التشغيلية والتكامل بين القوات الجوية والجيش الأمريكي.

تغطي القاعدة مساحة تقارب 85,000 فدان، وتبعد حوالي 11 ميلًا عن وسط مدينة أنكوريج، وتحيط بها الجبال المغطاة بالثلوج والبحيرات والأنهار الجليدية، حيث تصل درجات الحرارة في الشتاء إلى -12 درجة مئوية (15 فهرنهايت)، بينما تتراوح في الصيف حول 16 درجة مئوية (61 فهرنهايت).
أحدث ترسانة أسلحة
وتضم القاعدة أكثر من 32,000 عامل وعسكري، بما يمثل حوالي 10% من سكان أنكوريج، وتشمل بنية تحتية متطورة تقدر قيمتها بحوالي 15 مليار دولار، تضم مرافق تدريبية، مستشفيات، ومرافق سكنية.

كما تستضيف القاعدة الجناح الثالث للقوات الجوية الأمريكية الذي يشغل مقاتلات F-22 رابتور، بالإضافة إلى وحدات من الجيش مثل الفرقة 11 المحمولة جواً، ما يجعلها مركزًا رئيسيًا للعمليات العسكرية في منطقة آسيا والقطب الشمالي والساحل الغربي الأمريكي.

على مر السنوات، استضافت القاعدة العديد من الشخصيات البارزة.
ففي عام 1971، استضاف الرئيس ريتشارد نيكسون الإمبراطور الياباني هيروهيتو في لقاء تاريخي، وزارها الرئيس باراك أوباما عام 2015 لحضور مؤتمر حول تغيّر المناخ، كما أقام الرئيس جو بايدن مراسم لإحياء ذكرى هجمات 11 سبتمبر عام 2023.

وتم فرض قيود على الرحلات الجوية في ألاسكا تمهيدًا لاجتماع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وأصدرت قيادة الدفاع الجوي لأميركا الشمالية بيانًا أكدت فيه تطبيق قيود إدارة الطيران الفيدرالية فوق مدينة أنكوريج بولاية ألاسكا “دعمًا للقمة الرئاسية”.
وعادةً ما تُفرض قيود على الطيران قبل الفعاليات الرئاسية، لكن الاجتماع في ألاسكا يحمل أهمية خاصة نظرًا لأن قيادة الدفاع الجوي لأميركا الشمالية (NORAD) تراقب بانتظام تحركات الطائرات العسكرية الروسية بالقرب من المجال الجوي الأمريكي.
وفي 22 يوليو الماضي، رصدت NORAD عدة طائرات روسية في منطقة تحديد الدفاع الجوي بألاسكا، وهي المنطقة الواقعة بين المجالين الجويين الأمريكي والكندي، بما في ذلك طائرتان مقاتلتان وقاذفتان، وفقًا لما صرحت به الكابتن ريبيكا جاراند، المتحدثة باسم القيادة، لشبكة CBS News.
قاعدة إلمندورف-ريتشاردسون المشتركة حجر الزاوية في استراتيجية الدفاع الأمريكية في منطقة القطب الشمالي وآسيا والمحيط الهادئ، كما تبرز دورها في السياسة الدولية كمنصة للحوار والتفاوض بين القوى الكبرى .

زر الذهاب إلى الأعلى