آداب وفنون

عودة الكبار تضع المسرح المصري في دائرة الضوء

كريترنيوز/ متابعات /البيان/القاهرة – عزة عبدالحميد

 

بعد أعوام من الغياب، يعود المسرح المصري إلى دائرة الضوء، حاملاً عبق الزمن الجميل، وسحر العرض الحي، في مشهد لا يُعدّ مجرد استئناف للعروض، بل استعادة لهيبة «أبو الفنون»، وعودة لنجوم طالما اعتبروا خشبة المسرح بيتهم الأول ومنبرهم الأثير.
عودة عروض الكبار، تحمل في طياتها رمزية تتجاوز الفن، لتُعلن أن المسرح لا يزال حيّاً، نابضاً بالتفاعل الحي بين الفنان والجمهور، في زمن ازدادت فيه سطوة الشاشة وسرعة المحتوى.
شهدت خشبة المسرح القومي بالقاهرة، مؤخراً، انطلاق عروض مسرحية «الملك لير» للنجم يحيى الفخراني، ضمن موسم مسرحي، ترعاه وزارة الثقافة المصرية والبيت الفني للمسرح.
ورغم أن الفخراني قدّم هذا النص الشكسبيري في الثمانينيات، فإن عودته إليه اليوم، تحمل نَفَساً مختلفاً، وتفسيراً فنياً جديداً، يعبّر عن نضج التجربة وتغيّر الزمن.
لم تكن «الملك لير» هي المحطة الوحيدة في رحلة الإحياء المسرحي، إذ تشهد مسارح الدولة عروضاً أخرى، مثل «الملك وأنا» من بطولة لقاء الخميسي، على خشبة «مسرح البالون».
ووفق عدد من النقاد، فإن تنوّع العروض وتعددها، يعكس توجّهاً واضحاً نحو إعادة تفعيل المؤسسات المسرحية الرسمية، وتقديم محتوى فني يوازن بين القيمة والجاذبية الجماهيرية.
الناقد المسرحي محمد الروبي، اعتبر، في تصريح لـ«البيان»، أن عودة كبار النجوم إلى المسرح، سواء في المسارح الحكومية أو الخاصة، تمثل دفعة قوية لحركة المسرح في مصر، بعد سنوات كانت فيها العروض تعتمد بدرجة أكبر على طاقات شبابية جديدة.
وأضاف أن «اللافت اليوم هو التوازن الذي بدأ يتشكل، حيث نرى مسرحيات تحقق شعار «كامل العدد»، سواء بأبطال من الجيل الجديد، مثل محمد علي رزق، أو بعمالقة الفن، مثل يحيى الفخراني».
وفي ظل النجاح اللافت الذي حققه موسم الرياض، قررت الجهات المصرية المعنية، استنساخ التجربة المسرحية الناجحة داخل مصر. وجاءت مسرحية «ميمو»، من بطولة أحمد حلمي، كنموذج أولي لهذه المبادرة، حيث عُرضت نهاية العام الماضي، وحققت نجاحاً جماهيرياً ملموساً، ما فتح الباب أمام عروض جديدة، بما فيها عروض مخصصة للأطفال.
ورغم هذه الانتعاشة، لا تزال هناك تحديات تواجه استمرارية هذه الصحوة، كما تؤكد الكاتبة والمخرجة هدى وصفي المدير الأسبق للمسرح القومي، في تصريح لـ «البيان».
وتقول وصفي إن «العمل المسرحي مرهق بطبيعته، ويتطلب التزاماً يومياً، وجهداً بدنياً ونفسياً لا يستهان به، ناهيك عن أن العائد المالي لا يرقى غالباً إلى مستوى العائد من الأعمال التلفزيونية أو السينمائية».

زر الذهاب إلى الأعلى