آداب وفنون

كوني أنثى وعي لا ضحية وهْم

خاطرة/ إيمان الحريبي

في زمنٍ أصبحت فيه التفاصيل اليومية تُعرض كما تُعرض السلع، والمشاعر تُستهلك كما تُستهلك الأخبار، باتت المرأة، خاصة الفتاة، أمام امتحانٍ حقيقي لوعيها، لقيمتها، ولقدرتها على حفظ ذاتها، وسط زيف هذا العالم الرقمي المتضخم.

لم تعد العلاقات خاصة، ولا المشاعر مقدسة، بل باتت تُبث على الشاشات بلا حرج، وتُستخدم كأدوات جذب في تريندات مؤقتة لا تلبث أن تُنسى

كثيرات يُغرّهن ما يرونه من “كابلز” يبتسمون في الصور، لكنّ الابتسامات لا تعني دائمًا السعادة، وما يُعرض ليس بالضرورة ما يحدث خلف الكواليس.

فاحذري، أيتها الفتاة، أن تذوبي في زيف هذا التريند، لا تجعلي من علاقتكِ لعبة يُتابعها الغرباء، ولا من قلبكِ مادة تُستهلك في دقائق ثم تُنسى. ليست كل علاقة تُنشر حقيقية، وليس كل ما هو شائع يُشبهكِ، ولا كل ما يبدو “جذابًا” يليق بكِ.

لا تقيسي قيمتكِ بعدد المتابعين، ولا بمن يراكِ جميلة من خلف الشاشة.
الجمال الحقيقي لا يحتاج فلاتر، والقيمة لا تُقاس بالأرقام، بل تُقاس بمدى احترامكِ لنفسك، بقدرتكِ على قول “لا”، وبقوة حضوركِ دون أن تفرّطي بعفّتكِ أو بكرامتك.

كوني أنثى تُحب نفسها بوعي، تُكرم قلبها، وتحفظه من العبث، وترتقي في اختياراتها فلا ترضى إلا بما يليق بإيمانها وفكرها ومستواها. لا تجعلي قلبكِ حقل تجارب للعابثين. العلاقة النقية لا تُخفيكِ عن العالم، ولا تُربككِ بالانتظار، ولا تظهركِ متى شاء صاحبها ويخفيكِ متى ملّ.

النية الصادقة لا تعرف التأجيل، ولا تُمارَس في الخفاء، ولا تقوم على التسلية.
فكّري بعقلٍ حاضر، لا بعاطفةٍ متهورة. تمهّلي في اختياراتك، ولا تخجلي من رفض ما لا يُشبهكِ.

لستِ نسخة مكررة من غيرك، فلا تحاولي أن تعيشي حياة ليست لكِ. كوني الاستثناء، وارفعي وعيكِ تاجًا لا تخلعينه لأجل أحد، ولا تُنقصي من قدركِ لترضي مجتمعًا يصفق للسطحيات وينسى الجواهر.

في النهاية، كل شيء زائل. تبقى المرأة بقيمتها، بكرامتها، وبقدرتها على أن تقول: “أنا لا أُشبههم، ولا أريد أن أكون كذلك”.

زر الذهاب إلى الأعلى