دولية

روسيا ترفض أي ضمانات أمنية لأوكرانيا دون إشراكها

ترامب «يحلم» باتفاق سلام ينهي الحرب ويستبعد نشر قوات أمريكية على الأرض

كريترنيوز /متابعات /وكالات/عواصم

 

أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه يحلم بدخول الجنة محمولاً على أكتاف اتفاق سلام ينهي الحرب في أوكرانيا، مشرعاً الأبواب أمام تقديم دعم جوي لقوات أوروبية على الأرض في إطار اتفاق ينهي النزاع، في حين حذرت موسكو من مغبة بحث أي ضمانات أمنية دون إشراكها، متهمة الأوروبيين بالقيام بمحاولات خرقاء لتغيير موقف واشنطن.

وقال ترامب: «أريد أن أحاول دخول الجنة إن أمكن.. أسمع أنني لست في وضع جيد، وأنني -فعلاً- في أسفل السلم! لكن إذا تمكنت من دخول الجنة، فسيكون هذا أحد الأسباب».

واستبعد ترامب، نشر قوات أمريكية على الأرض في أوكرانيا، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن الولايات المتحدة قد تقدم دعماً جوياً في إطار اتفاق لإنهاء الحرب. وفي تصريحات لقناة فوكس نيوز، قال ترامب:

«عندما يتعلق الأمر بالأمن، فإن الأوروبيين على استعداد لإرسال أفراد على الأرض، ونحن على استعداد لمساعدتهم في أشياء، ولا سيما عن طريق الجو على الأرجح». ووصف ترامب أسلوبه التفاوضي خلال محاولته إنهاء الحرب بأنه ربما كان حدساً أكثر منه عملية.

 

بدوره، حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من أن بحث أي ضمانات أمنية غربية لأوكرانيا من دون إشراك روسيا يمثل طريقاً إلى المجهول، مضيفاً:

«لا يمكن أن نوافق بأن يتم الآن اقتراح حل مسائل أمنية جماعية من دون إشراك روسيا». وأوضح لافروف أن كل ما قاله بوتين أثناء الاتصال مع ترامب هو أنه سيفكر في مسألة رفع مستوى المباحثات بشأن أوكرانيا، متهماً القادة الأوروبيين بالقيام بما أسماها محاولات خرقاء لتغيير موقف الرئيس الأمريكي حيال أوكرانيا.

 

وأفاد لافروف بأن موقف الغرب القائم على المواجهة ومواصلة الحرب، لا يجد من يتفهمه في الإدارة الأمريكية الحالية التي تسعى للمساعدة في اجتثاث الأسباب الأساسية للنزاع، على حد قوله.

 

ولفت لافروف إلى أن موسكو مستعدة لمناقشة الجوانب السياسية لتسويتها مع أوكرانيا، وإجراء محادثات بأي صيغة كانت، والارتقاء بمستوى الوفود المشاركة في المفاوضات، مجدداً إصرار موسكو على أن يكون أي اجتماع بين الزعيمين الروسي والأوكراني تتويجاً لهذه المفاوضات، وأن يجري التحضير له بعناية فائقة.

إلى ذلك، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لنظيره الروسي فلاديمير بوتين، في اتصال هاتفي، إن بلاده ستدعم عملية سلام في أوكرانيا تشارك فيها جميع الأطراف.

وأكد أردوغان، خلال المكالمة الهاتفية، أنه يتابع مجريات عملية السلام، وأن تركيا تدعم التوجهات الرامية إلى إرساء سلام دائم بمشاركة جميع الأطراف.

 

وصرحت الرئاسة التركية، في بيان، بأن أردوغان أبلغ بوتين أيضاً بأنه يتابع من كثب التطورات المتعلقة بالعملية السياسية في أوكرانيا، وأن تركيا تسعى جاهدة من أجل تحقيق سلام عادل منذ بداية الحرب، لافتة إلى أن بوتين شكر الرئيس أردوغان على استضافته محادثات سلام.

 

في السياق، قال السيناتور الجمهوري الأمريكي ليندسي جراهام إنه يعتقد أن ترامب مستعد لسحق اقتصاد روسيا من خلال حزمة جديدة من العقوبات، إذا رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاجتماع بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في الأسابيع المقبلة.

اجتماع أطلسي

على صعيد متصل، قال مسؤول بارز بحلف شمال الأطلسي: إن وزراء دفاع الحلف يعقدون اجتماعاً عبر الفضاء الإلكتروني، في الوقت التي تعمل فيه الدول التي تدفع لإنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا لوضع ضمانات أمنية مستقبلية محتملة من أجل كييف من شأنها أن تساعد على إبرام اتفاق سلام.

وصرح الأدميرال الإيطالي جوزيب كافو دراجونه، رئيس اللجنة العسكرية بالناتو، بأن 32 وزيراً للدفاع من الحلف سيعقدون اجتماعاً عبر الفيديو كونفرانس، مشيراً إلى أن القائد الأعلى للقوات المتحالفة بالناتو في أوروبا الجنرال الأمريكي أليكسوس جرينكويش، سيشارك في المحادثات.

 

تطورات ميدان

ميدانياً، أعلن الجيش الروسي، أمس، سيطرته على 3 بلدات في شرق أوكرانيا، مواصلاً تقدمه على خط الجبهة. وجاء في النشرة اليومية لوزارة الدفاع الروسية، أن قوات الجيش سيطرت على بلدات سوخيتسكي وبانكيفكا في منطقة دونيتسك في شرق أوكرانيا، فضلاً على نوفوغيورغييفكا في منطقة دنيبروبيتروفسك في الوسط الشرقي.

كما أعلنت السلطات الأوكرانية، إصابة أكثر من 12 شخصاً، بينهم عدد من الأطفال، في هجمات شنتها روسيا ليلاً بواسطة طائرات مسيّرة، على منطقة سومي شمال شرقي البلاد. وقامت 15 طائرة مسيرة بضرب حي سكني في بلدة أوختيركا، وفق ما أعلنه مكتب المدعي العام.

ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء، عن وزارة الدفاع الروسية قولها: «إن قواتها قصفت بنية تحتية لميناء يستخدم لتزويد القوات الأوكرانية بالوقود. وذكرت القوات الجوية الأوكرانية، أن روسيا أطلقت 93 طائرة مسيرة وصاروخين خلال الليل، مضيفة أنها أسقطت منها 62 طائرة مسيرة وصاروخاً وسجلت استهداف 20 موقعاً.

وأفادت خدمات الطوارئ الأوكرانية، بوقوع ضربة ضخمة بطائرات مسيرة على منطقة أوديسا جنوب البلاد أسفرت عن إصابة شخص واندلاع حريق كبير في منشأة للوقود والطاقة. وقال مسؤولون في منطقة إزمايل التابعة لأوديسا: إن البنية التحتية لميناء المدينة تعرضت لأضرار.

 

بدوره، قال الحاكم الذي عينته موسكو: إن هجوماً شنته كييف بطائرات مسيرة أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن أنحاء تسيطر عليها روسيا في منطقة زابوريجيا. وكتب يفجيني باليتسكي على تطبيق تلغرام: «سبب انقطاع التيار الكهربائي في منطقة زابوريجيا هو هجوم آخر بالطائرات المسيرة على معدات الجهد العالي».

زر الذهاب إلى الأعلى