إدمان الألعاب الإلكترونية

قصة: عبدالله محمد العمودي
كان فيصل في الماضي فتى محبوبا من الجميع، لا يمل من الضحك والمزاح. يجلس مع أسرته، يتحدث مع أصدقائه، ويشاركهم كل اللحظات الجميلة. كان كل من يعرفه يقول: “فيصل قلبه طيب وروحه خفيفة”
لكن مع مرور الأيام تغيّر كل شيء. أدمن فيصل الألعاب الإلكترونية، وصار لا يترك هاتفه أو جهازه أبدا. لم يعد يجلس مع عائلته، ولم يعد يضحك كما كان. حتى إذا مازحه أحد، يغضب بسرعة ويصرخ: “دعوني ألعب” وأحيانا يدفعهم بعيدا عنه.
أبوه حزن كثيراً، وحاول أن ينصحه، وكذلك عمه سعيد قال له:
“يا فيصل، الألعاب للتسلية فقط، أما إذا تحولت إلى إدمان فإنها تسرقك من نفسك ومن أحبّتك”
لكن فيصل لم يستمع، وظل غارقا في عالمه الخاص، بعيدا عن كل من حوله.
الجميع كان يشعر بالأسى، حتى أصدقائه الذين كانوا يشتاقون لضحكاته. كان السؤال الذي يدور في قلوبهم: هل سيعود فيصل كما كان؟
وذات يوم جلس بجانبه أخوه عبدالله، نظر إليه بحزن وقال:
“يا فيصل، أشتاق إليك كثيرا. إن أردت أن أبقى قريبا منك كما كنت دائما، فاترك هذا الإدمان وعد إلينا. نحن نحبك، ونحتاجك بيننا”
كانت كلمات عبدالله صادقة من القلب، فدخلت إلى قلب فيصل كالنور. لأول مرة فكر فيصل بجدية، وبدأ يحاول التخفيف من اللعب شيئا فشيئا. ومع الوقت، صار يضع هاتفه جانبا، ويجلس مع أسرته، ويضحك من جديد مع أصدقائه.
عاد فيصل بعد فترة إلى ما كان عليه: شابا مرحا، محبوبا، حاضرا بين الناس، لا أسيرا لشاشة صغيرة. الجميع شعر بالفرح وكأنهم استعادوا فيصل الذي فقدوه