“ترامب على حق في كل شيء”.. شعار جديد للرئيس الأمريكي.. ماذا يعني؟

كريترنيوز/ متابعات /عماد الدين إبراهيم
أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عاصفة من التساؤلات الحائرة لدى استقباله رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جياني إنفانتينو. وكان يرتدي على غير العادة أثناء اللقاء قبعة حمراء مكتوباً عليها عبارة «ترامب كان محقاً في كل شيء» (Trump was right about everything).
وفاجأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب، العاملين في تجديد البيت الأبيض بعد لقاء إنفانتينو باستدعائهم داخل المكتب البيضاوي وقدّم لهم القبعات كهدايا تذكارية تقديرًا لجهودهم.
ومازح ترامب الرجال قائلاً إنهم يستطيعون عرض القبعات للبيع “بـ 25 ألف دولار على موقع إيباي” إن أرادوا، فانفجروا ضاحكين.
وكانت التساؤلات الحائرة تدور حول قصة قبعة «اجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى» (Make America Great Again)، والتي تُعرف اختصاراً بـ MAGA، هي أكثر من مجرد قطعة ملابس؛ إنها رمز سياسي قوي له تاريخ معقد ودلالات متعددة، فلماذا غير ترامب الشعار أو أضاف شعاراً جديداً لسلسلة قبعاته؟
لم يبتكر دونالد ترامب شعار «اجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى». فقد استُخدم للمرة الأولى من قبل الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغان في حملته الانتخابية عام 1980. في ذلك الوقت كان الشعار يهدف إلى استعادة الثقة في الاقتصاد الأمريكي بعد فترة من الركود والتضخم.
وفي عام 2015، أحيا دونالد ترامب هذا الشعار مجدداً لحملته الرئاسية، ولكنه أعطاه معنى جديداً. فقد أصبح يرمز إلى استعادة القوة الاقتصادية، والتصدي للهجرة غير الشرعية، وإعادة بناء الهوية القومية الأمريكية.
جزء من استراتيجية متكاملة
ويُعد شعار «اجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى» (Make America Great Again) الذي اشتهر به دونالد ترامب، أحد أكثر الشعارات السياسية نجاحاً وتأثيراً في التاريخ الحديث. وتجاوز الشعار دوره التقليدي ليصبح رمزاً مركزياً لحملته، ويجسد رؤيته السياسية، ويوحد قاعدته الشعبية. ولم يكن الشعار مجرد كلمات تُقال، بل كان جزءاً من استراتيجية متكاملة لترسيخ هويته السياسية.
وساهم الشعار في بناء شعور قوي بالهوية والانتماء المشترك بين مؤيدي ترامب، مما جعلهم يشعرون بأنهم جزء من حركة أكبر، وليسوا مجرد ناخبين. لذك كان ترامب يحرص على ارتدائه في التجمعات واللقاءات الجماهيرية الرسمية وشبه الرسمية، لذلك أثير التساؤل: لماذا استبدل ترامب شعاره الذي قاده إلى رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية.
تفسيرات سياسية ورياضية
وجاءت التفسيرات لاستبدال قبعة ترامب وشعاره المحبوب تحمل الطابع السياسي والرياضي، حيث يرى الساسة أن ترامب بدّل الشعار في إطار حملته الناعمة للفوز بجائزة نوبل للسلام، والبعض يرى في الشعار القديم شيئاً من النرجسية والتسلط وفي الوقت نفسه يعطي صبغة محلية، غير التي يسعى إليها ترامب في الآونة الأخيرة كزعيم سلام دولي.
وربما جاء التغيير في الشعار على القبعة من منظور رياضي، مستنداً إلى قوانين الفيفا التي تمنع الشعارات السياسية في الفعاليات الرياضية والملاعب، وتحديداً في القانون الرابع المتعلق بـ «معدات اللاعبين»، الشعارات والتصريحات والصور السياسية أو الدينية أو الشخصية على معدات اللاعبين وأحذيتهم وملابسهم.
رسائل رئاسية
وترامب يريد أن يؤكد أنه رياضي بالكامل وجاهز لتنظيم كأس العالم بروح رياضية معولمة، إلا أنه لم يستطع التخلي عن نرجسيته، مرتدياً الشعار الجديد”ترامب كان محقاً في كل شيء”، الذي يعد مطاطاً بشكل أكبر، ويتناسب مع استضافة فعاليات كأس العالم بأمريكا فضلاً عن أولمبياد لوس أنجلوس.
ولأن ترامب بطبعه شخصية لا تفعل أي شيء اعتباطاً خاصة في اللقاءات الرسمية فكل شيء مدروس بدقة والشواهد على ذلك كثيرة منها لقاؤه الأول مع الرئيس الأوكراني والسيناريو المعد له مسبقاً في طريقة الجلسة ورمزية الحديث عن ملابس الرئيس الأوكراني، واللقاء الأخير مع قادة الاتحاد الأوروبي وجلوسهم كالتلاميذ أمام الرئيس ترامب، وبالتالي فعلى الأغلب سيكون لشعاره الجديد دلالات ربما تكشفها الأحداث العالمية خلال الأيام المقبلة.