
كريترنيوز/ متابعات /وكالات/غزة، رام الله
كثفت الطائرات والدبابات الإسرائيلية، أمس، قصف قطاع غزة، ودمرت مباني ومنازل، وواصلت تهجير الفلسطينيين، مع توعد القادة الإسرائيليين بالمضي في الهجوم المخطط له على المدينة، فيما تقتلع الجرافات الإسرائيلية الآلاف من أشجار الزيتون في الضفة الغربية.
وأفاد شهود بسماع دوي انفجارات لم تتوقف طوال الليل قبل الماضي في حيي الزيتون والشجاعية، وقصفت الدبابات منازل وطرقاً في حي الصبرة القريب، وفجرت القوات الإسرائيلية مباني عدة في مدينة جباليا الشمالية.
وتوهجت السماء بالنيران من مكان الانفجارات، ما أثار حالة من الذعر ودفع بعض الأسر إلى الفرار من المدينة. وقال سكان آخرون إنهم يفضلون الموت على الرحيل.
وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته عادت للانتشار في جباليا في الأيام الماضية لتفكيك أنفاق وتعزيز السيطرة على المنطقة. وأضاف أن العملية هناك «تتيح توسيع نطاق القتال إلى مناطق إضافية وتمنع مقاتلي حماس من العودة لتنفيذ عمليات في هذه المناطق».
وتوعد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أمس، بالمضي قدماً في الهجوم الذي أثار قلقاً عالمياً واعتراضات في الداخل الإسرائيلي.
وقال التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، وهو مرصد عالمي لمراقبة الجوع، الجمعة، إن مدينة غزة والمناطق المحيطة بها تعانيان رسمياً من مجاعة من المرجح أن تتفشى.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن ثمانية آخرين لقوا حتفهم بسبب سوء التغذية والجوع في القطاع، خلال الـ24 ساعة الماضية، ما يرفع عدد الوفيات الناجمة عن هذين السببين إلى 289 شخصاً، من بينهم 115 طفلاً، منذ اندلاع الحرب.
وكانت الوزارة أكدت أن الأزمة الإنسانية في قطاع غزة مستمرة بالتفاقم في ظل الحصار ونقص الإمدادات الغذائية والطبية، مجددة دعوتها للمجتمع الدولي ومؤسسات الإغاثة للتدخل الفوري والعاجل.
جرافات تقتلع
في الضفة الغربية، اقتلعت جرافات إسرائيلية مئات الأشجار في قرية المغير شمال شرق رام الله، بحسب ما أفاد صحافيون تواجدوا في المكان، وذلك على مرأى من الجيش الإسرائيلي.
ولطالما كانت كروم الزيتون جزءاً أساسياً من اقتصاد الضفة الغربية وتراثها، وشكلت أيضاً طوال عقود مسرحاً لمواجهات دامية بين المزارعين الفلسطينيين والمستوطنين والجنود الإسرائيليين.
وقال عبداللطيف محمد أبوعليا، وهو مزارع محلي، إنه خسر أشجار زيتون يناهز عمرها 70 عاماً في نحو عشرة دونمات من أرضه. وأضاف «لقد اقتلعوها تماماً وسووها بالأرض بذرائع واهية»، وأكد أنه بدأ بإعادة غرس أشجاره مع فلسطينيين آخرين.
ورصد مصورون في المكان تربة مجرّفة وأشجار زيتون على الأرض وعدة جرافات تعمل في التلال المحيطة بالقرية. وكانت إحدى الجرافات تحمل العلم الإسرائيلي، كما شوهدت آليات عسكرية إسرائيلية تقف في المكان.
وقال غسان أبوعليا الذي يترأس جمعية زراعية محلية «الهدف هو السيطرة وإجبار الناس على الرحيل. هذه مجرد بداية. سيتوسع (الأمر) ليشمل الضفة كلها». وأشار السكان إلى أن أعمال التجريف بدأت الخميس.
من جهته، أفاد نادي الأسير الفلسطيني بأن قوات إسرائيلية، وعلى مدار ثلاثة أيام من الهجمات المتواصلة على بلدة المغير شمال شرق محافظة رام الله والبيرة، نفّذت حملة اعتقالات واسعة طالت 14 فلسطينياً، من بينهم رئيس المجلس القروي أمين أبوعليا.
وأضاف النادي أن القوات الإسرائيلية «أجرت تحقيقات ميدانية مع عشرات الفلسطينيين، بينهم عائلات كاملة تضم نساءً وأطفالاً». ولدى سؤال وكالة فرانس برس الجيش الإسرائيلي عن اقتلاع الأشجار، قال إنه «ينظر في الأمر».