من أنا..؟

خاطرة : عمر محمد العمودي
لا أعرف إلى أي أسَر أنتمي
ولا إلى أي كون يُنسب وجودي..
وهل أنا جدير بجسدي؟ أم هو جدير بي؟
كل ما أعلمه أنني “عُمر”
ولدت في “حضرموت” وحين أعود إليها يروني غريبًا
نشأت في “أبين” لكنني مثل سائر الناس هناك؛ لا أشعر بأني أبيني بما يكفي
ولا أستطيع الادعاء أنني من “عدن”
حتى ولو على سبيل المزاح..
ولا أدري، أأنا من الجنوب أم من اليمن؟
من أين أنا حقًا؟
أنا..يا كل هذه الجهات، من؟
ولستُ منتميًا في السياسة
لا أرفع شعارًا
لا أهتف لقائد
ولا أبيع صوتي لحزب..
صرت شفافًا
في بلد من لا يتلوّن فيه يُمحى
صرت خافتًا
في زمن من لا يكون صوته جهوريًا يتلاشى.
لستُ من أرض ذات حظ
لأفوز حتى بفتات مصادفة
ولا أبرع في الغناء لأتودّد به
ولا ثابت لأكرّس نفسي لمجد أتطلع إليه
أنا إن تفرغتُ ساعة واحدة لشيء
أؤجل وجبتي التالية ليوم آخر..
من أنت؟ يقولون.. وأجيب: عُمر
لا لقب أحمله بعدي، ولا جذر..
لا طفل يحمل اسمي
ولا دفتر عائلي يوثقني..
أنا من الأرض
من هامشها
مؤقت فيها، لا راسخ..
بيتي إيجار
ضحكتي مستعارة
وظيفتي غير ثابتة
ومفاتيحي إن ضاعت، لا بأس؛
خزانتي تُفتح بركلة..
أنا مؤقت.. وأتناقص
شَعري يتساقط
وزني يقل
ضحكتي تخفت
وعيناي تغوران
من كل غد أخرج أقلّ مما كنت في الأمس..
لا أعرف ما أنا؛ شاعر أم سارد؟
ولا أعرف ما أنا؛ ذاهبٌ أم عائد؟
ولا أعرف من أين أكون..
فمن أنا.. إذن؟
أنا، يا كل هذه الجهات.. من؟.