كيف قلب الذكاء الاصطناعي موازين ثروات أغنى رجال العالم في شهر واحد؟

كريترنيوز /وائل زكير
شهد شهر سبتمبر تقلبات غير مسبوقة في أسواق الأسهم العالمية، وأثبت الذكاء الاصطناعي أنه ليس مجرد تقنية مستقبلية، بل أصبح محركًا مباشرًا لزيادة أو تراجع المليارات. المليارديرات الكبار لم يعودوا يعتمدون فقط على الشركات التقليدية، بل أصبح مستقبل ثرواتهم مرتبطًا بشكل مباشر بمدى استثمارهم وابتكارهم في مجال الذكاء الاصطناعي.
إيلون ماسك: استمرارية الصعود
سجل إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركات تسلا، سبيس إكس وxAI، زيادة كبيرة في ثروته بلغت 75.2 مليار دولار، ليصل صافيها إلى 490.8 مليار دولار. استثمارات ماسك في الذكاء الاصطناعي، خصوصًا من خلال شركته xAI التي استحوذت على X (تويتر سابقًا)، دفعت المستثمرين إلى التفاعل بشكل إيجابي مع أسهم تسلا والخطط المستقبلية للروبوتات والتقنيات الذكية، ما ساهم في تعزيز قيمته السوقية.
هنا يظهر كيف أن الابتكار الذكي في الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون عامل مضاعف للثروة، حتى بالنسبة لأغنى أغنياء العالم.
جنسن هوانغ: الملياردير المفاجأة
أحد أبرز الأمثلة على تأثير الذكاء الاصطناعي هو جنسن هوانغ، مؤسس شركة نفيديا. في أقل من شهر، أضاف هوانغ 10.7 مليارات دولار إلى ثروته ليصل صافيها إلى 162 مليار دولار وفقًا لتقارير فوربس للمليارديرات.
قفز ثروة هوانغ كان نتيجة مباشرة لدور نفيديا المحوري في صناعة وحدات معالجة الرسومات وتشغيل تطبيقات الذكاء الاصطناعي الحديثة. من التعلم الآلي إلى الحوسبة السحابية، أصبحت منتجات نفيديا أساسية للشركات التي تطور الذكاء الاصطناعي، ما جعل المستثمرين يترقبون الشركة بشغف ويعزز قيمة أسهمها بشكل كبير.
لاري إليسون: الفوز الكبير في البنية التحتية الذكية
لاري إليسون، مؤسس شركة أوراكل، شهد أيضًا زيادة كبيرة في ثروته نتيجة لتوسع شركته في البنية التحتية السحابية والذكاء الاصطناعي، حيث بلغ صافي ثروته 341.8 مليار دولار بعد زيادة قدرها 70.9 مليار دولار.
تستثمر أوراكل بشكل مكثف في مراكز البيانات وحلول الذكاء الاصطناعي للشركات الكبرى، ما جعل أسهم الشركة ترتفع بنسبة كبيرة خلال سبتمبر، وأكد أن الرهان على الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون محركًا رئيسيًا للثروات الهائلة.
لاري بيج وسيرجي برين: ذكاء استراتيجي
في نفس الوقت، ركز مؤسسا جوجل، لاري بيج وسيرجي برين، على مشاريع الذكاء الاصطناعي مثل Gemini AI وروبوتات الدردشة. هذه الخطوة أعادت بعض النمو إلى ثرواتهم، حيث ارتفع صافي ثروة بيج بمقدار 23.9 مليار دولار ووصل صافي برين إلى 187.6 مليار دولار.
هذا يوضح أن الذكاء الاصطناعي ليس حكرًا على شركة واحدة، بل يمكن أن يكون فرصة كبيرة للعديد من الشركات الرائدة في القطاع، سواء في البحث والتطوير أو في التطبيقات العملية للأعمال.
جيف بيزوس: خسارة على الرغم من الاستثمار
على الجانب الآخر، تكبد جيف بيزوس، مؤسس أمازون، خسارة قدرها 8.4 مليارات دولار خلال نفس الشهر، ليصل صافي ثروته إلى 232.5 مليار دولار. على الرغم من أن أمازون تستثمر في الذكاء الاصطناعي وخدمات الحوسبة السحابية، إلا أن انخفاض أسهم الشركة بنسبة 4٪ انعكس مباشرة على ثروته.
توضح هذه الحالة أن الاستثمار في الذكاء الاصطناعي وحده لا يكفي، بل يجب أن تكون الشركات فعّالة في استغلال هذه التقنيات لتحقيق نمو ملموس، وإلا فإن ثروات مؤسسيها قد تتأثر سلبًا.
مارك زوكربيرج: النمو الجزئي والتحديات
أما مارك زوكربيرج، مؤسس شركة ميتا (فيسبوك سابقًا)، فقد شهد بعض التذبذب في ثروته على الرغم من استثماراته في الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي. انخفاض طفيف في قيمة أسهم الشركة يعكس اختلاف أثر الذكاء الاصطناعي حسب نوع الاستثمار واستراتيجية الشركة، ما يجعل الأمر محفوفًا بالمخاطر أحيانًا.
تظهر هذه التغييرات أن الذكاء الاصطناعي أصبح عاملًا محددًا للثروة، من يستثمر بحكمة في الشركات الرائدة يستفيد، ومن لا يواكب هذا التوجه قد يشهد تراجعًا، حتى في أسواق قوية. كل إعلان عن تطوير جديد أو شراكة استراتيجية يمكن أن يرفع أو يخفض ثروات المليارديرات بمليارات الدولارات خلال أيام قليلة.
يقدم صعود هوانغ وماسك وإليسون مقابل خسارة بيزوس وزوكربيرج جزئيًا درساً واضحاً وهو أن الابتكار والاستثمار في الذكاء الاصطناعي هو مفتاح الثراء المستدام في القرن الواحد والعشرين، وأن العالم يشهد تحولاً جذرياً في توزيع الثروات بناءً على القدرة على التكيف مع التكنولوجيا الحديثة.