عربية

الجهود العربية.. حائط صد أمام مخططات إسرائيل في التهجير وتصفية القضية

كريترنيوز/ متابعات /وام

بعد جهود عربية حثيثة لدعم صمود الشعب الفلسطيني، والعمل على وقف الحرب في غزة، جاء إعلان حركة «حماس»، يوم الثالث من أكتوبر الجاري، عن موافقتها على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الصراع ووقف الحرب، ليشكّل محطة جديدة في مسار الأزمة المستمرة منذ عامين.

الوصول إلى هذه النقطة، سبقه ماراثون عربي متواصل لدعم صمود الشعب الفلسطيني، والعمل على إنهاء الحرب المستعرة على مدار عامين متواصلين، ولعبت الإمارات ومصر وقطر، وعدد من الدول، دوراً محورياً في الوساطة الدبلوماسية، بالتنسيق مع الولايات المتحدة، وفي الحراك داخل أروقة الأمم المتحدة، في محاولة للوصول إلى وقف إطلاق نار شامل. تكاملت هذه التحركات السياسية مع مبادرات إنسانية ولوجستية، تمثلت في إرسال الإمارات قوافل مساعدات عربية غذائية وطبية، ودعم مالي لمشاريع وكالة الأونروا، إلى جانب بحث عدد من الدول العربية خطط إعادة إعمار غزة، بما يعكس إصرار العواصم العربية على تنسيق موقف مشترك، يوازن بين الإغاثة العاجلة والبحث عن تسوية مستدامة.

يرى الدكتور أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، والقيادي في التيار الإصلاحي بحركة فتح، أن الأمة العربية تاريخياً، تعتبر القضية الفلسطينية قضيتها الأولى، وأنها قضية أمن قومي عربي كامل، بمعزل عن المحاولات التي سعت لتحويل الصراع إلى نزاع فلسطيني- إسرائيلي محض، فبقي في عمقه صراعاً عربياً مع إسرائيل. الحرب على غزة، التي طالت المدنيين والإنسانية بشكل عام، بحسب الرقب، أثمرت حركة عالمية من التضامن، مثل «أسطول الصمود»، وقد كان للدول العربية دور محوري في دعم صمود الشعب الفلسطيني، وإبقاء القضية في صدارة الأولويات.

وأضاف أن دولة الإمارات مثّلت نموذجاً عملياً في هذا الدعم، من خلال مشاريع نوعية انسانية حيث كان السند لأهل غزة.

وفي عام 2025، تواصلت التحركات العربية عبر القمم والاجتماعات، كان أبرزها القمة العربية الطارئة، التي انعقدت في القاهرة في مارس، والتي رفضت أي انتهاكات لحقوق الفلسطينيين، بالتوازي مع لقاءات وزارية بين السعودية ومصر والأردن والإمارات وقطر، لتنسيق المواقف، والتأكيد على وحدة الصف العربي.

ولم تقتصر الجهود على الجانب الدبلوماسي، بل امتدت إلى العمل البرلماني، عبر مؤتمر برلماني عربي في فبراير 2025، أقرّ خطة دعم من 15 بنداً، لصمود الفلسطينيين، وأكد على رفض أي محاولات للتهجير أو تصفية القضية. هذه التحركات، جاءت جميعها لتعكس تصميم الدول العربية على توحيد الموقف، والضغط باتجاه إنهاء الحرب. وقال خبير الشؤون الإسرائيلية، أحمد فؤاد أنور، إن الرد الفلسطيني على خطة ترامب، جاء موفقاً، إذ تميز بالمرونة، عبر قبول بعض البنود، والسعي للتفاوض حول أخرى.

وأوضح أن هذا الموقف الذكي، ضيّق هامش المناورة أمام اسرائيل، وحدّ من قدرتها على إفشال مسار التسوية. وأضاف أن المرحلة الحالية، تمثل فرصة تاريخية لرأب الصدع الفلسطيني الداخلي، مشدداً على ضرورة تغليب المصلحة الوطنية العليا.

وفي ما يخص الدور العربي في دعم القضية الفلسطينية، ثمّن أنور مواقف عدة دول عربية، بينها الإمارات ومصر وقطر والسعودية، ساهمت في تعزيز الاعتراف الدولي بفلسطين، ودعمت وقف الحرب، إلى جانب جهود الوساطة العربية، التي نجحت في تحقيق مكاسب سياسية ملموسة، وحماية القيادات الفلسطينية.

وختم بالتأكيد على أن الرفض العربي الواسع لخطط التهجير، ودعم صمود الفلسطينيين، عبر الجهود القانونية والإغاثية، يشكل سداً منيعاً أمام أهداف إسرائيل، ويمهد الطريق نحو مرحلة جديدة من العمل العربي المشترك، لإرساء حل عادل وشامل.

زر الذهاب إلى الأعلى