مايك تايسون.. كيف بدد أشرس رجل في العالم ثروته الطائلة؟

كريترنيوز/ متابعات /رضا أبوالعينين
يُعتبر مايك تايسون أحد أعظم أبطال الملاكمة في تاريخ الوزن الثقيل، وقد بلغ ذروة شهرته في الثمانينات والتسعينات، حين كان يُعرف بـ”مايك الحديدي” و”الفتى الديناميت”. في تلك الفترة، قُدِّر دخله من نزالاته وصفقات الرعاية بما يقارب 430 مليون دولار، أي ما يعادل نحو 700 مليون دولار اليوم. ومع ذلك، تحولت هذه الثروة الضخمة إلى مجرد ذكرى خلال مسيرة إنفاق استثنائية استمرت 15 عاما، انتهت بإعلانه إفلاسه في عام 2003.
ولد تايسون في نيويورك عام 1966، ونشأ في أحياء فقيرة تعرف بمعدلات الجريمة المرتفعة، خلال مراهقته، واجه مشاكل قانونية عديدة وأُرسل إلى مؤسسة إصلاحية، حيث اكتشف موهبته في الملاكمة تحت إشراف المدرب كوس داماتو، الذي أصبح ولي أمره بعد وفاة والدته وهو في سن السادسة عشرة.
بدأ تايسون مسيرته الرياضية في الألعاب الأولمبية للشباب، وفاز بالميداليات الذهبية، قبل أن يحقق أول انتصار احترافي له بعمر 18 عاما، وفي سن العشرين، أصبح أصغر بطل عالمي للوزن الثقيل بعد أن أسقط خصمه تريفور بيربيك بالضربة القاضية، وبعد سلسلة من الانتصارات المذهلة، أصبح أول ملاكم في تاريخ الوزن الثقيل يحمل الأحزمة الثلاثة الكبرى: WBA وWBC وIBF.
على الرغم من شهرته وجني ملايين الدولارات، لم تستمر ثروة تايسون طويلا، فقد وقع عقودا ضخمة مع HBO وShowtime بلغت قيمتها الإجمالية مئات الملايين من الدولارات، إلا أن نمط حياته الباذخ وتملك عدة قصور فخمة، سيارات رياضية نادرة، وحيوانات مفترسة مثل النمور، إضافة إلى الإنفاق على حفلات ومجوهرات، أسهم في تفريغ خزائنه بسرعة، وفقا لموقع loveMONEY.
في منتصف التسعينات، كان تايسون يدفع مئات الآلاف سنويا لصيانة عقاراته، وفواتير الهاتف، وإطعام الحيوانات، فضلاً عن إنفاقه على الهدايا والملابس الفاخرة، من المعروف أنه أنفق ملايين الدولارات على سيارة بنتلي فريدة، وحوض استحمام ذهبي لزوجته السابقة روبين جيفنز، وغيرها من مشتريات باهظة.
تفاقمت الأزمات المالية لتصل إلى إعلان إفلاسه عام 2003، حيث كشفت التقارير أنه كان مدينا بما يزيد على 23 مليون دولار للضرائب والدائنين، بعد أن استهلك كل ثروته تقريبا، لكن قصة تايسون لم تنته عند هذا الحد.
في السنوات الأخيرة، نجح البطل السابق في استعادة جزء من ثروته، حيث يُقدَّر صافي ثروته الحالية بنحو 30 مليون دولار، ويعود الفضل في ذلك إلى أعماله في شركة “تايسون رانش” للقنب، وظهوره في أفلام شهيرة مثل “The Hangover” و”Rocky Balboa”، إضافة إلى عودته المثيرة للجدل إلى الحلبة في 2024 لمواجهة يوتيوبر جيك بول، والتي بثت مباشرة على منصة نتفليكس.
كما يستعد تايسون لتقديم عرض فردي بعنوان “عودة مايك”، وسيخوض نزالا استعراضيا ضد فلويد مايويذر العام المقبل، في خطوة أخرى لتعزيز دخله واستعادته لمكانته في عالم الرياضة.
رغم عودته المالية، أعلن تايسون أنه لن يترك إرثا ماليا لأطفاله الستة، مفضّلا تعليمهم الاعتماد على النفس ومواجهة الصعاب، بدلا من التدليل بالمال.
قصة مايك تايسون هي مثال حي على صعود مذهل وسقوط مفاجئ، ثم قدرة على النهوض مجددا، لتبقى سيرته مصدر إلهام ومثالا على قوة الإرادة والتعلم من الأخطاء