تقارير وحوارات

أهمية ومحورية الإعلام ومنابر المساجد في توعية المواطن ومعرفة الواجبات والحقوق

كريترنيوز /تقرير/ محمود أنيس

في عصر تتسارع فيه الأحداث وتتعدد فيه مصادر المعلومات، يبرز دور الإعلام كأحد أهم الأدوات التي تسهم في بناء وعي المجتمع وتوجيهه نحو إدراك حقوقه وواجباته، بما يعزز من روح المواطنة والمسؤولية الجماعية.

كما أن المساجد تعد عبر التاريخ من أهم مؤسسات التوجيه والإرشاد في المجتمع الإسلامي، فهي ليست مجرد مكانٍ لأداء العبادات، بل منارة علمٍ وهدايةٍ وإصلاحٍ، تلعب دورًا محوريًا في توعية المواطنين بحقوقهم وواجباتهم، وتعزيز روح المسؤولية والانتماء للوطن والمجتمع.

فيعد الإعلام بمختلف وسائله – المرئية والمسموعة والمقروءة والإلكترونية – الوسيط الرئيس بين المواطن ومؤسسات الدولة، فهو لا يكتفي بنقل الأخبار فحسب، بل يتجاوز ذلك إلى تثقيف الأفراد قانونيًا واجتماعيًا وسياسيًا، من خلال البرامج التوعوية والنشرات الإخبارية والتحقيقات الميدانية.

الإعلام مدرسة مفتوحة:

يعتبر الإعلام مدرسة مفتوحة، وذلك من خلال البرامج الحوارية والتقارير الميدانية التي يقدمها كمعلومات مبسطة حول حقوق المواطن في التعليم، والصحة، والعمل، والأمن، والعدالة.
كما يوضح الإعلام أيضاً الواجبات التي تقع على عاتقه مثل احترام القوانين، والمشاركة الإيجابية في خدمة المجتمع، والمحافظة على الممتلكات العامة.
وبذلك يتحول الإعلام إلى مدرسة مفتوحة للجميع، تسهم في ترسيخ مفاهيم المواطنة الصالحة والمسؤولية الفردية.

الاعلام في مواجهة الشائعات وتعزيز الثقة:

معلوم حجم الشائعات التي نعيش فيها وتأثر بشكل سلبي على حياتنا وبلادنا، فنحن في زمن تنتشر فيه الشائعات عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
إلا أنه هنا يبرز الإعلام المهني الموثوق كدرعٍ واقٍ يحمي المجتمع من المعلومات المضللة، عبر تقديم الحقائق من مصادر رسمية والتحقق من الأخبار قبل نشرها.
كما يؤدي دورًا كبيرًا في بناء الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة، من خلال تسليط الضوء على إنجازات الجهات الحكومية ومناقشة القضايا المجتمعية بشفافية ومسؤولية.

الإعلام شريك في التنمية:

لا يقتصر دور الإعلام ومهمته على التوعية فقط، بل تمتد إلى المشاركة الفاعلة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، عبر نشر ثقافة العمل والإنتاج، وتشجيع الشباب على الابتكار، والدعوة إلى احترام النظام والقانون، مما يخلق مجتمعًا واعيًا قادرًا على الإسهام في نهضة وطنه.

وبحسب إعلاميين، فإن المواطن الواعي بحقوقه وواجباته هو حجر الزاوية لأي عملية إصلاح أو بناء، مشيرين إلى ضرورة دعم المؤسسات الإعلامية وتمكينها من أداء رسالتها بحرية ومسؤولية، مع التركيز على الإعلام التربوي والتنموي الذي يخدم القضايا المجتمعية بعيدًا عن الإثارة أو التضليل.

أما المساجد، فهي كما ذكرنا آنفاً تعد من أهم مؤسسات التوجيه والإرشاد في المجتمع الإسلامي.

المسجد.. مدرسة الإيمان والسلوك:

المسجد هو مكان للعبادة، بالإضافة إلى أنه مدرسة للإيمان والتقوى، فمن خلال خطب الجمعة والدروس الدينية والمحاضرات التوعوية يساهم أئمة وخطباء المساجد في غرس القيم الأخلاقية والإسلامية الصحيحة، التي تحث على أداء الواجبات والالتزام بالقانون، وصون الحقوق، والتعاون على البر والتقوى، ونبذ العنف والفساد.
فالمسجد بمفهومه الشامل هو مدرسة لبناء الإنسان الصالح والمواطن الواعي الذي يعرف حقوقه وواجباته تجاه ربه ووطنه ومجتمعه.

نشر ثقافة الحقوق والعدالة:

يلعب المسجد دورًا مهمًا في توضيح مفهوم الحقوق والواجبات في الإسلام، مثل حق الفرد في الكرامة والعدل والمساواة، وواجبه في العمل والإنتاج والاحترام المتبادل.
كما يعد المنبر وسيلة فاعلة لتصحيح المفاهيم المغلوطة، ونشر الوعي الديني والاجتماعي، بما يسهم في استقرار المجتمع وتقوية أواصره.

تعزيز الوحدة والتلاحم المجتمعي:

يلعب المسجد دوراً محورياً في تعزيز الوحدة المجتمعية والتلاحم الاجتماعية والإنسانية. ومن أبرز أدوار المساجد كذلك ترسيخ مبدأ الأخوة والتلاحم بين أبناء المجتمع، عبر جمع الناس من مختلف الفئات في مكان واحد يتساوون فيه، مما يعزز قيم المساواة والتعاون والتراحم.
كما تساهم الأنشطة الدينية والاجتماعية التي تقام في المساجد في تعزيز روح التكافل ومساعدة المحتاجين، وهو أحد أشكال تطبيق الحقوق والواجبات العملية في الإسلام.

صوت الاعتدال والوسطية:

في زمن كثر فيه التطرف والإرهاب والتعنيف الديني، تلعب المساجد دوراً هاماً ومحورياً في مواجهة الفكر المتطرف أو السلوك المنحرف.
حيث يعتبر المسجد منبراً للوسطية والاعتدال، يوجه الناس إلى الفهم الصحيح للدين، ويدعو إلى احترام النظام، والمحافظة على الأمن، والإسهام في خدمة الوطن.
فالإمام الواعي بدوره الديني والاجتماعي يسهم في حماية الشباب من الانجرار وراء الأفكار الهدامة، ويغرس فيهم قيم المواطنة والإخلاص في العمل.

وفي هذا السياق، أكد عدد من أئمة وخطباء المساجد، أن المسجد كان وما يزال مركز إشعاع فكري وروحي، مشيرين إلى ضرورة دعم دوره المجتمعي من خلال تأهيل الأئمة والخطباء، وتمكينهم من أداء رسالتهم في نشر الوعي وتعزيز الانتماء الوطني.

ختاماً..
يبقى الإعلام صوت المجتمع ومرآته، وأداةً فاعلة لترسيخ الوعي وتوجيه السلوك نحو ما يخدم المصلحة العامة. فكلما كان الإعلام حراً ومسؤولاً كان المواطن أكثر وعياً بحقوقه وملتزماً بواجباته، وكان الوطن أكثر استقراراً وتقدماً.
كما تبقى المساجد منارات للهداية والوعي، ومؤسساتٍ تربوية تكمّل دور الإعلام والمدرسة في بناء الإنسان الواعي بحقوقه وواجباته. فحين يؤدي المسجد رسالته التوعوية بصدقٍ ومسؤولية، ينهض المجتمع بأخلاقه وقيمه، ويتحقق الأمن والاستقرار والعدل.

زر الذهاب إلى الأعلى