آداب وفنون
الهوية الثقافية

خاطرة / د.فاطمة باثلاث
ها نحن نقف على مفترق الأرواح، حيث تتشابك خيوط الأمس مع ظلال الغد، وتتعانق الذاكرة بالرجاء.
إنّه صراع الهوية الثقافية؛ ذلك الجدل المستعر في أعماق الإنسان، بين إرثٍ غائرٍ في الجذور يحرسنا ويشدنا إلى تربة الآباء، وبين حلمٍ يمدّ جناحيه نحو أفق لا تحدّه القيود.
أيكون الوفاء للماضي قيداً على نبض الحاضر؟ أم يكون الانعتاق من أغلال العادة خيانةً لدماء الأجداد؟ إننا نعيش في برزخٍ من الأسئلة، على حافةٍ يرقص عليها العقل والقلب معاً، فلا نحن قادرون على الانفصال عن أصوات التاريخ، ولا مستطيعون أن نكفّ عن الإصغاء لنداءات المستقبل!
ذلك هو السؤال المعلّق بين سماء الحلم وأرض الحقيقة: كيف نصوغ غدًا يليق بأحلامنا، من غير أن نفرّط بذاكرةٍ سكنت في أعماقنا وتشكّلت من دموعنا وانتصاراتنا؟