دولية

جون كينيدي.. الرئيس الذي غير أمريكا واغتيل في وضح النهار

كريترنيوز/ متابعات

وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 23 يناير الماضي أمرا تنفيذيا يقضي بنشر وثائق سرية تتعلق باغتيال الرئيس الأسبق جون كينيدي، الذي شكل اغتياله واحدة من أكثر القضايا غموضا.

 

 

ولد جون فيتزجيرالد كينيدي عام 1917، وانتخب رئيسا للولايات المتحدة عام 1960 بعد فوزه بفارق ضئيل أمام الجمهوري ريتشارد نيكسون. عرف بشخصيته الكاريزمية وخطابه الطموح الذي دعا فيه إلى “عصر جديد من الأمل والتغيير”.

 

شهدت رئاسته توترات كبرى مع الاتحاد السوفيتي في خضم الحرب الباردة، أبرزها أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962 التي كادت تشعل حربا نووية، قبل أن يتوصل الطرفان إلى اتفاق على تفكيك الصواريخ في كوبا وتركيا. كما وقع كينيدي معاهدة لحظر التجارب النووية في الغلاف الجوي والفضاء الخارجي والمياه عام 1963.

 

وفي المقابل، واجه الرئيس الشاب تحديات داخلية كبيرة، من الركود الاقتصادي إلى حركة الحقوق المدنية، ما دفعه لتقديم مشروع قانون يحظر الفصل العنصري في الأماكن العامة، والذي أُقر بعد اغتياله بعام.

 

في 22 نوفمبر 1963، وبينما كان كينيدي في زيارة انتخابية لمدينة دالاس بولاية تكساس، أُطلقت عليه النار أثناء مروره في موكب بسيارة مكشوفة برفقة زوجته جاكلين وحاكم الولاية جون كونالي.

أُصيب كينيدي برصاصتين وتوفي بعد نصف ساعة في مستشفى باركلاند، في حادث صدم به الأمريكيون والعالم أجمع.

 

ألقت السلطات القبض على لي هارفي أوزوالد، وهو جندي بحرية سابق عاش في الاتحاد السوفيتي لفترة وجيزة، واتهمته باغتيال الرئيس. أنكر أوزوالد التهم وادعى أنه “كبش فداء”، لكنه قتل بعد يومين على يد جاك روبي، صاحب ملهى ليلي، أثناء نقله إلى السجن، في مشهد بثته القنوات الأمريكية مباشرة.

 

شكل الرئيس ليندون جونسون لجنة رسمية للتحقيق برئاسة القاضي إيرل وارن. وبعد عشرة أشهر من التحقيق، خلصت لجنة وارن عام 1964 إلى أن أوزوالد تصرف بمفرده، ولم يكن هناك أي دليل على مؤامرة داخلية أو خارجية.

غير أن تقرير اللجنة لم يقنع الرأي العام، وأطلقت تحقيقات لاحقة عدة في السبعينيات، خلص بعضها إلى احتمال وجود “شخص ثان أطلق النار”، ما أعاد الجدل حول “المؤامرة الكبرى” إلى الواجهة.

 

وتنوّعت الروايات حول من يقف وراء الاغتيال:

 

المافيا الأمريكية انتقمت من كينيدي بسبب حملته ضد الجريمة المنظمة.

 

وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) ومتعاونون كوبيون أرادوا التخلص منه بعد الفشل في غزو كوبا.

 

فيدل كاسترو أمر بقتله ردا على محاولات اغتياله التي خططت لها واشنطن.

 

نائب الرئيس ليندون جونسون تآمر لتولي الحكم وسط فضائح فساد.

 

وتذهب نظريات أخرى إلى حدود الخيال، مثل أن كينيدي اغتيل لأنه كان يعتزم الكشف عن معلومات حول الأجسام الطائرة المجهولة (UFOs).

 

في عام 1992، قرر الكونغرس الأمريكي الإفراج تدريجيا عن جميع الملفات المتعلقة بالاغتيال. ووفقا للأرشيف الوطني الأمريكي، تم رفع السرية عن 99% من خمسة ملايين صفحة تتناول الجريمة، إلا أن الوثائق الأخيرة التي أمر ترامب بنشرها يُعتقد أنها تتضمن تفاصيل استخباراتية حساسة قد تغيّر فهم الأمريكيين لتاريخهم الحديث.

 

مع مرور أكثر من ستين عاماً على اغتيال كينيدي، لا تزال الأسئلة قائمة: هل كان أوزوالد حقا هو القاتل الوحيد؟ أم أن الحقيقة ما زالت مدفونة في أرشيف الدولة؟

 

المصدر: تاس

زر الذهاب إلى الأعلى