ترامب يضع «توماهوك» على الطاولة ويعرض “فرصة جديدة” على بوتين

كريترنيوز/ متابعات /البيان
ظهرت قراءات متضاربة من النتائج الأولية لاجتماع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس، فبينما نقل موقع أكسيوس عن أن اللقاء كان متوتراً، تحدثت وسائل إعلام أمريكية أخرى عن نقاط جديدة كسبها زيلينكسي، لكن الواضح وفق الحصيلة أن ترامب يريد منح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “فرصة أخرى” بعد أن أعلن بنفسه أن الأخير أهدرها في المرة الأولى قبل أشهر عقب لقاء ألاسكا.
وفق تحليل نشرته شبكة “سي إن إن”، فقد شهدت العلاقة بين ترامب وزيلينسكي تحسناً ملحوظاً خلال الأشهر الأخيرة، لكن الهدف الحقيقي الذي تسعى إليه كييف، أي اتفاق سلام يُنهي الحرب بشروط مقبولة، ما زال بعيد المنال. فترامب يفضل حتى الآن منح بوتين فرصة جديدة للتفاوض بدل الانخراط في تصعيد عسكري شامل.
في لقائهما الأخير في البيت الأبيض، حملت تصريحات ترامب إشارات مزدوجة. فمن جهة، أثنى على القوة التدميرية لصواريخ «توماهوك» الأمريكية وألمح إلى احتمال تزويد أوكرانيا بها، في رسالة مباشرة لموسكو بأنه مستعد للذهاب بعيداً إذا لزم الأمر. ومن جهة أخرى، أوضح أنه يفضل إنهاء الحرب «من دون التفكير في التوماهوك»، ما يعكس حرصه على إبقاء الباب مفتوحاً أمام صفقة مع بوتين.
يرى ترامب أن هذه الاستراتيجية، التي تجمع بين التهديد العسكري الحقيقي عبر التكنولوجيا الأميركية والدفع الأوروبي، يمكن أن تقرّبه من ما سماه «الاتفاق رقم 9» — أي الاتفاق التاسع الذي يأمل أن يبرمه ويضيفه إلى سجله السياسي. لكن هذا التهديد يبقى رمزياً أكثر منه عملياً، فمخزون واشنطن من صواريخ «توماهوك» محدود، كما أن تكييفها للإطلاق من البر سيستغرق شهوراً، فضلاً عن كلفتها المرتفعة البالغة نحو مليوني دولار للصاروخ الواحد.
في المقابل، أظهر زيلينسكي استعداداً للتعامل مع واقع معقد: فقد تجنّب الإفصاح عن تفاصيل محادثاته مع ترامب بشأن الصواريخ، مؤكداً أن الولايات المتحدة لا تريد التصعيد، واصفاً موقفه بأنه «واقعي». كما أن تعليق ترامب الأخير على منصة «تروث سوشال» — «يجب أن يتوقفوا حيث هم» أي وقف إطلاق النار على خطوط التماس الحالية، يمكن لكييف احتماله في هذه المرحلة.
وقال زيلينسكي في مؤتمر صحفي عقب اللقاء: «علينا أن نتوقف حيث نحن، هذا مهم، أن نتوقف ثم نبدأ الحديث».
التحول اللافت في موقف ترامب هو إدراكه المتأخر أن بوتين قد يكون «يتلاعب به»، وهو ما عبّر عنه بقوله: «لقد تعرضت للخداع طوال حياتي من قبل أفضلهم، ومع ذلك خرجت في النهاية بحال جيدة». هذا الإدراك، إلى جانب ضغوط الحلفاء الأوروبيين، قد يدفع ترامب إلى تبني لهجة أكثر صرامة في قمة بودابست المقبلة، التي لم يُحدد موعدها بعد.
ورغم المكاسب الميدانية المحدودة التي حققتها روسيا، فإن الجيش الأوكراني ما زال يسيطر على مواقع استراتيجية رئيسية مثل باكروفسك وكوبيانسك وكوستانتينيفكا. وبذلك تدخل كييف الشتاء وهي في وضع دفاعي هش لكنه صامد، وفق تحليل سي إن إن، فيما يراهن ترامب على مزيج من الضغط العسكري والفرصة الدبلوماسية الأخيرة لإقناع بوتين بالجلوس إلى طاولة المفاوضات.